ولد رئيس جمهورية التشيك، الكاتب المسرحي المعروف والناشط السياسي البارز، فاتسلاف هافيل، مهندس إسقاط الشيوعية في تشيكوسلوفاكيا السابقة، في 5 أكتوبر 1936. كتب خلال حياته أكثر من 20 مسرحية وعددا من الكتب، التي ترجمت إلى لغات عالمية عدة، وتولى رئاسة تشيكوسلوفاكيا «زي النهارده» في 29 ديسمبر 1989، وحتى 20 يوليو 1992، ثم رئاسة جمهورية التشيك في 2 فبراير 1993وحتى 2 فبراير 2003. حاز «هافيل» على جائزة «غاندي» للسلام نظرًا لإسهاماته في مجال السلام العالمي والتزامه بحقوق الإنسان وكان أول رئيس منتخب لجمهورية التشيك بعد انهيار النظام الاشتراكي، حيث شهد خلال فترة رئاسته المراحل الأولى لانتقال بلاده إلى الديمقراطية والاقتصاد الحر، وكذلك انقسام ما كان يعرف سابقاً باسم «تشيكوسلوفاكيا» في 1993سلميًا إلى بلدين مستقلين، هما جمهورية التشيك وسلوفاكيا، وكان قد انشق على النظام الشيوعي في بلاده أثناء مسيرته الأدبية. وحول مسيرته الإبداعية فقد عرضت أول مسرحية طويلة له على المسرح بعنوان «حفلة في الحديقة»، عام 1963، وهي تنتمي إلى «مسرح العبث»، وفي 1989 انتخب رئيسًا لجمهورية تشيكوسلوفاكيا في لفتة لم تفتقر إلى ملامح مسرحه العبثي فهاهو ينتقل من موقع «النضال ضد السلطة» إلى أعلى هرمها بعدما كان مبدعا مسرحيا وناشطًا سياسيًا معارضًا. دخل «هافيل» السجن أكثر من مرة حين بلغ نشاطه ذروته عقب غزو قوات حلف «وارسو» لتيشكوسلوفاكيا في «ربيع براغ»، ثم في مشاركته في صياغة الوثيقة التي سميت «ميثاق 77» احتجاجًا على القمع، وساهم في تأسيس «لجنة الدفاع عن المضطهدين» في 1979 لكن نشاطه السياسي لم يكن سعيًا للسلطة بقدر ما كان سعيًا للوصول بالبلاد للحرية والكرامة الإنسانية، غير أن نضاله ذلك توج بوصوله لقمة هرم تلك السلطة. جاءت «الثورة المخملية» في نوفمبر1989 عقب أحداث «ربيع براغ»، التي وقعت في تشيكوسلوفاكيا عام 1968 بعد أن أعلن رئيس الوزراء في ذلك الوقت ألكسندر دوبتشيك تحفظه على سياسات الاتحاد السوفيتي مما حدا بالجيش الأحمر لدخول براغ بالدبابات وقمع المظاهرات المطالبة بالحرية وإسقاط دوبتشيك، ولكن تلك الأحداث كانت محفزًا للثورة المخملية وحدوث التحول الديمقراطي في تشيكوسلوفاكيا التي انقسمت في 1992 إلى دولتين هما جمهورية التشيك وسلوفاكيا وقد حدث ذلك مع الكاتب المجري أرباد جونتس الذي أصبح بدوره أول رئيس جمهورية منتخب ديمقراطيًا في المجر.
