انطلاقا من ثورة 25 يناير وجمعة الغضب و ما تلاها من أحداث ، نتناول اليوم مشاعر الغضب من الناحية النفسية و التأملية ..... بداية ينظر علماء النفس إلى الغضب على أنه شكل من أشكال رد الفعل والاستجابة التي تطورت لتمكن الإنسان من التعامل مع التهديدات فهو إحساس أولى، وطبيعى، وناضج مارسه كل البشر في بعض الأوقات وعلى أنه شيئا له قيمة وظيفية من أجل البقاء على قيد الحياة فالغضب يمكنه تعبئة الموارد النفسية لاتخاذ أفعال تصحيحية. مظاهر الغضب : و التعبير الخارجى عن الغضب يمكن ملاحظته في تعبيرات الوجه، ولغة الجسد، والاستجابات الفسيولوجية، وأحيانا في الأفعال العامة من الإعتداء. التأثير الفيسيولوجي للغضب : الاستجابات الفسيولوجية للغضب تشمل زيادة في معدل ضربات القلب التي تعد الشخص للتحرك لرد الفعل المسبب للغضب ،إضافة إلى أن عضلات الوجه تتأثر بشدة بالغضب فيصبح الوجة محتقنا بالدم ، وعضلات الجبين تتحرك إلى الداخل وإلى أسفل، محددة تحديقة قوية إلى الهدف.. كذلك التوتر في عضلات الهيكل العضلى ، وهي إجراءات تحضيرية للهجوم والدفاع لأن التوتر العضلي يوفر إحساسا بالقوة والثقة بالنفس. التغلب على الغضب : فيما يلي بعض النصائح الإرشادية لكيفية التغلب على الغضب ..... - أولا إدراك مشاعر الغضب، اكتشف سبب غضبك و تتبع آثار ما يثير غضبك في الأشياء، الناس، الأحداث، المواقف فكثيراً ما يختبئ وراء غضبنا مخاوف لاشعورية دفينة. عندما تكون في موقف يثير غضبك الشديد اسأل نفسك ما هي المخاوف التي أشعر بها الآن . - تخلى عما يفوق قدرتك. أنت تستطيع فقط أن تغير من نفسك وردود أفعالك، لكنك لا تستطيع أن تغير ما يفعله الآخر حيث يزيد الغضب هنا من سوء الموقف ويسبب شعورك بالإحباط. - عبر عن نفسك ولكن تأكد في البداية أن تفكر فيما سوف تقوله وخذ قراراً أنك ستسيطر على نبرة صوتك ثم اختار كلمات معبرة لكن غير معبأة بمشاعر فياضة. بأسلوب خال من التحدي وكأنك تتلو معلومة بلغ من أمامك أنك غاضب ثم عرفه بالموقف الذي أغضبك والأسباب التي أشعلت مشاعر الغضب داخلك. - كن مؤكداً لحقوقك ولا تكن عدوانياً وأنت تعبر عن نفسك. و توكيدك لحقك يتطلب منك أن تتحدث بأسلوب غير عنيف وفعال هدفه الوصول إلى أهداف إيجابية. قد يكون من المفيد لك أن تتدرب على ما ستقولة قبل أن تتحدث مع من أغضبك. وفي الختام عليك أن تتذكر أنك الشخص الوحيد الذي يستطيع اتخاذ قرار بشأن أفضل الطرق للتعامل مع غضبك ، و لتقرأ معي كلمات أ.د / يحيى الرخاوي أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة التي تتناول التحليل الأدبي قبل النفسي للحق في الغضب .... الغضب من حقَّى برضُهْ، الغضبْ مِشْ كلُّه يعنى زى بعضُهْ. ما هو لازم إنى أغضبْ، لما يحصل إِللىِ يِِِغْضِبْ. الغضبْ للحق واجبْ الغضب مع بعض ضدّ المفترى، يبقى ثورة ضد ظالمْ، ضد غاصبْ. بس يعنى، لو غَضَبْ كده والسلامْ يبقى مش هوّا اللَّانا قصدى عليه، نعمل ايه؟!!!! لمَّا نغضب ننتبه : إمتى ، وإيه، ضد مين؟ ولْحدّ فينْ؟ وبكامْ، وليهْ؟ لما تغضبْ وانتَ مش قادر تحس، باللى جنبك. يعنى تتفجر وبسْ ، لمّا ازعّق وي خلاص دا مش غضبْ دا ساعات يمكن يكون قلّة أدبْ آه دا لو وجّهنا طاقته ناحية اللى يستاهلها راح تكون ثورة بصحيح، ...بس يورثها اللْي عامِلْها مش تروح ثمرتها للى كان بيتفرّج علينا واحنا نتسوح ونرضى مرة تانية باللى فينا. صفاء عبد المرتضى 23/2 2011م