يبحث المحتالون باستمرار عن طرق لسرقة الأموال من الحسابات المصرفية ، ولكن البنوك من جهة أخرى تعزز إجراءاتها الأمنية لحماية المعاملات المصرفية التي تتم عبر شبكة الإنترنت. وظهرت المعاملات المصرفية عبر الإنترنت للمرة الأولى في العالم قبل ثلاثين عاما في ألمانيا عندما أنشأ مصرف فيربراوخربانك نظاما يسمح لعملائه بتحويل أموالهم عبر شاشات الكمبيوتر. وحتى في تلك الفترة ، لم يكن من الممكن إتمام المعاملة المصرفية إلا من خلال رقم سري للمستخدم، وهو نفس المبدأ المطبق إلى حد كبير حتى وقتنا هذا. ولكن هذه الأرقام السرية التي تطبع وتوزع على العملاء ربما تشهد أيامها الأخيرة، ويرجع ذلك إلى أن اللصوص أصبحوا ينجحون في الوصول إلى هذه الأرقام. وحاولت البنوك التغلب على هذه المشكلة عن طريق مطالبة العميل باختيار أرقام معينة من قائمة لإتمام كل معاملة مالية على حدة على أمل إحباط مساعي اللصوص. ولكن هذه الوسائل لم تحقق النجاح المطلوب ، وهو الأمر الذي كلف العملاء الأبرياء آلاف اليوروهات. ورصدت الشرطة الاتحادية الألمانية حوالي 2900 جريمة احتيال في عام 2009، حيث لجأ اللصوص إلى الاحتيال عبر الإنترنت لسرقة الأرقام السرية للمعاملات المصرفية، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بالنسبة لعام 2010. ويقول يورجن إيبرت، المتحدث باسم مصرف «بوست بانك» في ألمانيا، إن القوائم المطبوعة للأرقام السرية أصبحت ضربا من الماضي، وسوف تتوقف هذه الخدمة في منتصف 2011 على أقصى تقدير. وبدأ الكثير من البنوك بالفعل في توفير الأرقام السرية لعملائها من خلال رسائل نصية عبر الهواتف المحمولة، وهو ما يعني ضرورة أن يكون الهاتف المحمول للعميل متصلا برقم حسابه المصرفي. وينصح خبراء الأمن بضرورة أن يستخدم العميل شرائح الهواتف المحمولة المتصلة بالحسابات المصرفية على هواتف ذكية آمنة أو هواتف بسيطة غير متصلة بشبكة الإنترنت بسبب وجود برامج ضارة يمكنها اختراق أنظمة تشغيل الهواتف للاستيلاء على الأرقام السرية للحسابات المصرفية. وشرعت بنوك أخرى في تطبيق نظام أمني جديد يتطلب وجود جهازين مستقلين لاستقبال رقم المعاملات البنكية بمعنى أن البيانات يتم إدخالها على كمبيوتر عادي في حين يجري إدخال رقم المعاملة البنكية باستخدام جهاز منفصل يشبه الآلة الحاسبة.