في الوقت الذي يزداد فيه دور الانترنت المصرفي وتوسعه بدأت البنوك عالمياً ومحليا استعداداتها لهذه المنافسة الضارية التي يتوقع أن تبدأ خلال الاربع سنوات المقبلة مع تزايد التوقعات بأن تقلل البنوك من الاعتماد علي توسعها الافقي والاتجاه إلي التوسع في إنشاء مقار لها علي الانترنت بدلا من إنشاء مقار ومبان جديدة لها حتي يستطيع العميل أن يصل إلي الفرع الالكتروني بطريقة سهلة وهو ما سيوفر الكثير علي البنك والعميل وسيقلل من الازدحام في الفروع ومع اتساع استخدام شبكة الانترنت فان العملاء سوف تكون لهم القدرة علي مقابلة موظفي البنوك من خلال عقد اجتماعات علي شاشات الكمبيوتر لاستقبال الردود والنصائح المالية من الخبراء دون الحاجة إلي التوجه للفروع، ويحرص البنك المركزي علي وضع ضوابط شديدة وحاسمة لهذه الانشطة وقصر تطبيقها علي البنوك التي تحصل علي ترخيص من المركزي بذلك حتي تنضج بالصورة التي تمكن من انتشارها مصحوبة بضوابط أمنية عالية تحوز علي ثقة الشارع، وتحرص البنوك علي رفع درجة الاحتياطات الامنية إلي القصوي من خلال عدد من الإجراءات الاحترازية في الشبكة ومن خلال العميل تقدم خدمات الانترنت بانكنج كاملة من التحويلات لحسابات مختلفة وهو الاخطر والدفع الالكتروني حيث يختار العميل عددا من الاسئلة حتي يتم تقديمها له في كل مرة يدخل الي الموقع كي يحصل علي خدمة مصرفية وهذه الاسئلة لا تعرض مرة واحدة لكن في كل مرة يعرض سؤالا مختلفا أو مجموعة اسئلة مختلفة ولابد أن يجيب عنها العميل وإلا فإن السيستم يغلق من تلقاء نفسه. وتتقدم البنوك التي يسمح لها بممارسة هذا النشاط البنك الاهلي سوسيتيه جنرال والبنك المصري الخليجي والبنك العربي، البنك التجاري الدولي، كريدي اجريكول، سيتي بنك ، بي ان بي باريبا وإتش إس بي سي وإضافة الي بنك عودة والمشرق وبلوم والاهلي المتحد وبنك الإسكندرية والبنك الوطني للتنمية. يذكر أن عدد عملاء بنوك الانترنت في ازدياد مستمر ويقدر عددهم في بريطانيا وحدها بنحو 14.5مليون شخص ومن المقدر أن يرتفع هذا العدد إلي ما يوازي 22مليون شخص خلال الخمس سنوات القادمة، وعلي الرغم من تسجيل فئة صغار السن والشباب لأكبر معدلات استخدام الانترنت إلا أن الابحاث التي اجريت اخيرا اثبتت ان كبار السن ممن تزيد اعمارهم علي 60سنة أكثر قدرة علي استيعاب عمليات البنوك الالكترونية. يقول الخبير المصرفي محمد الدقناوي إن الخطوات التي اتخذها كثير من البنوك في الآونة الاخيرة بالاهتمام بالانترنت المصرفي تأتي في إطار تنامي أهمية ذلك في الشارع المصري. وقال إن البنوك لايمكن ان تفاجأ الشارع بهذا الزخم من الخدمات عبر الانترنت بل يمكنها التنقل تدريجياً بين مستويات جيدة من الخدمة لأنه لا يمكن مطالبة هذه البنوك بالتطبيق الكامل لنظام الانترنت المصرفي في الوقت الحالي، لأنه ليس بوسعها ذلك في ظل وجود العديد من المعوقات الثقافية والمخاوف من الولوج كاملاً من قبل العملاء عبر الانترنت المصرفي.. لكن يمكن للبنوك البدء تدريجيا في تبني الانترنت المصرفي من خلال تقديم بعض الخدمات المعلوماتية لعملائها والتي لا تنطوي علي مخاطر كبيرة في التعامل المصرفي من خلال الانترنت مثل الاستعلام عن الارصدة وحركة الحسابات وطلب كشف حساب أو الاستعلام عن اسعار صرف العملات، وعندما تمتلك هذه البنوك قاعدة من العملاء المستخدمين للانترنت المصرفي وقدرات مادية وبشرية وتكنولوجية لحماية بيانات العملاء والتعامل المصرفي من خلال مواقعها علي شبكة الانترنت يمكنها الانتقال الي مستويات اكبر من الخدمات المصرفية التي يمكن تقديمها من خلال شبكة الانترنت. مزايا عديدة أشار الدقناوي إلي أن تبني الإنترنت المصرفي من قبل البنوك التقليدية في السوق يؤدي إلي العديد من الفوائد سواء للعملاء أو للبنوك التي تتبني هذا الأسلوب فهو وسيلة منخفضة التكلفة لتقديم الخدمة المصرفية للعملاء، أو الترويج لأعمال البنك، بالإضافة إلي إمكانية توسيع أعمال البنك جغرافيا الحاجة من خلال موقعة علي الشبكة دون إلي فتح عدد كبير من الفروع وما يتطلب ذلك من تكاليف، كما انه وسيلة جيدة في التفاعل المباشر مع العملاء، وتنمية قاعدة مستقبلية من العملاء، نتيجة جذب قطاعات جديدة من العملاء الذين يستخدمون الانترنت إضافة إلي العملاء الذين يتعاملون من خلال مبني البنك، بالإضافة إلي أن الانترنت المصرفي يعد عاملا مهما في تحقيق الريادة التنافسية للبنوك التي تتبناه، سواء من خلال تطوير الخدمات المصرفية وتقديمها بجودة أعلي من منافسيها، أو عن طريق تقديمها برسوم مصرفية منخفضة مقارنة بتقديم الخدمات المصرفية من خلال الوسائل التقليدية.