فرعون إستطاع أن يستغل نبوءة كانت منتشرة فى عهده عن طريق رجال الدين و الكهنة فى مملكته وقتل جميع ذكور بنى إسرائيل بسببها وكانت تلك النبوءة مقتبسة من الكتب السماوية المتداولة فى ذلك الوقت بأن هناك رجلا سيخرج من بنى إسرائيل وسيقضى على ملك فرعون وتزول دولته فإستطاع أن يضفى على إراقة دماء ذكور بنى إسرائيل الشرعية الدينية لأن إستبقائهم على قيد الحياة يمثل تهديد مباشر له ولحكمه وهو يعلم تماما أن بنى إسرائيل يخرج منهم الأنبياء و الملوك وهم أصحاب رسالات سماوية يمكن أن تقضى على الدين الذى إبتدعه للمصريين وكان يضفى على نفسه الصفات الآلهية بإدعائه الكاذب أنه ربهم الأعلى ولكنه وطد ملكه على دماء الأبرياء فمن السهل أن نستغل تأوبل النصوص الدينية لسفك الدماء كما يحلو لنا ولكن العاقبة فى النهاية لن تكون حميدة كما حدث لفرعون وأصبح عبرة للعالمين وللبشرية جمعاء وآية من آيات الفساد فى الأرض. وفى نهاية السبعينات من القرن الماضى إستغل مجموعة من الشباب المتهور بعض النصوص الدينية الإسلامية الخاصة بظهور المهدى فى آخر الزمان وتلك نبوءة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الخلافة الإسلامية ستعود على يد المهدى وهو كما تقول النصوص الدينية من أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم و بداية ظهوره فى مكةالمكرمة فقام هؤلاء الشباب بإقتحام المسجد الحرام ومعهم الأسلحة النارية وقتلوا وسفكوا الدماء فى الحرم المكى وإدعوا بان من بينهم المهدى المنتظر التى تنبأت به النصوص الدينية وكانوا يريدون أن يأخذوا له البيعة بالخلافة من المتواجدين داخل الحرم ولو بقوة السلاح وهنا نجد مثال آخر لتأويل النصوص الدينية بما يتفق مع أهواء البشر ولكن أدى إلى قتل أبرياء وإنتهت تلك القصة المأساوية بسيطرة رجال الأمن البواسل على تلك الفرقة الهوجاء وقضت على تلك الفتنة وعاد الحرم آمنا مرة أخرى كما نرى ونشاهد ثم ظهر لنا متأول آخر أباح لنا دم الدكتور البرادعى بتأويل النصوص الدينية بما لا تحتمل معناها لن أتكلم عن الفتوى لأن طفل صغير يستطيع أن يفندها لا تحتاج إلى عالم كبير للرد عليها و لكننا نربط بين طريقة التفكير التى تجعل الإنسان لديه من القدرة العجيبة على إضفاء القدسية الدينية لسفك دماء البشر و ذلك بالطبع لتحقيق مصالح دنيوية خاصة حتى يصبح سفك الدماء مقدسا مباحا. ففى الحالة الأولى ففرعون كان يحمى دعائم ملكه حتى ولو على حساب دماء البشر ولكن لابد من إضفاء القدسية على سفك الدماء من خلال أن الدين الذى يؤمن به المصريين سوف يقضى عليه و أن الخطر فى وجود ذكور بنى إسرائيل لانه سيخرج من بينهم رجلا سيقضى على ذلك الدين فلابد من قتلهم جميعا دون رحمة أو شفقة وفى الحالة الثانية لو إستطاع هؤلاء الشباب أن يتغلبوا على المسجد الحرام فانهم سوف يقومون حكمهم على مكةالمكرمة ولكن لابد من إضفاء الشرعية الدينية لذلك عن طريق إسقاط النصوص الدينية الخاصة بالمهدى عليهم حتى ولو كان ذلك على حساب سفك دماء الأبرياء وفى الحالة الثالثة فاما مراد الرجل الشهرة عن طريق تناقل وسائل الإعلام لتلك الفتوة أو تملق السلطة والتزلف لها حتى تغدق عليه السلطة بالعطايا و المنح و الجوائز للآسف إشتهر الرجل فعلا ولكن سقط من أعين الناس و أيضا لن تمنحك السلطة أى شئ لانها لا تتصف بالغباء السياسى ووقعت تحت طائلة القانون لان التحريض على القتل جريمة يعاقب عليها القانون.