وزيرة التعاون الدولي تُلقي كلمة مصر أمام الجلسة العامة لاجتماع مجلس المحافظين    افتتاح المؤتمر الدولي الأول للعلوم والتنمية المستدامة بالإسكندرية    كوريا الشمالية تؤكد إطلاق صاروخ بالستي تكتيكي.. وتتعهد بتعزيز قوتها النووية    تعرّف على برنامج الأهلي اليوم قبل انطلاق مباراة الترجي    «وكيل تعليم القليوبية»: انتظام سير امتحانات الشهادة الإعدادية في يومها الأول دون أي معوقات    بعد حادث الواحات.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي    «انتحار معلن» يمثل مصر بمهرجان آرانيا الدولي للمسرح بالصين    أستاذ طب وقائي: أكثر الأمراض المعدية تنتشر في الصيف    البابا تواضروس يتلقى تقريرا عن الخدمة في إيبارشية وسط أوروبا    ماذا قال النواب عن كلمة الرئيس السيسي بالقمة العربية بالبحرين؟    مصادر روسية: مقتل شخص في هجوم بطائرة دون طيار أوكرانية على منطقة كورسك الروسية    في اليوم ال225.. حصيلة جديدة لشهداء وجرحى العدوان الإسرائيلي على غزة    وزير التعليم يشهد حفل ختام بطولات الجمهورية ومسابقات التربية الفكرية ببورسعيد (صور)    نهائي أبطال إفريقيا.. "الكرات الهوائية" دفاع حديدي في الأهلي والترجي (أرقام)    تشكيل الشباب أمام التعاون في دوري روشن السعودي    نهائي أبطال إفريقيا.. 3 لاعبين "ملوك الأسيست "في الأهلي والترجي "تعرف عليهم"    غدا.. "النواب" يصوت نهائيا على مشروع قانون ربط حساب ختامي الموازنة العامة 2022/ 2023    أسعار الأسماك اليوم، الكابوريا ترتفع 35 جنيهًا في سوق العبور    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    وزير التموين: 60% زيادة في توريد القمح خلال الموسم الحالي    جوري بكر بعد طلاقها: "استحملت اللي مفيش جبل يستحمله"    أبرزهم رامي جمال وعمرو عبدالعزيز..نجوم الفن يدعمون الفنان جلال الزكي بعد أزمته الأخيرة    استكمال رصف محور كليوباترا الرابط بين برج العرب الجديدة والساحل الشمالي    معهد القلب يشارك بمبادرة قوائم الانتظار بإجراء 4 آلاف عملية قلب مفتوح    طيران الاحتلال يشن غارات على جنوب لبنان.. وحزب الله ينفذ هجوما صاروخيا    مسئولو التطوير المؤسسي ب"المجتمعات العمرانية" يزورون مدينة العلمين الجديدة (صور)    بنك الأسئلة المتوقعة لمادة الجغرافيا لطلاب الثانوية العامة 2024    25 صورة ترصد.. النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركز إصلاح وتأهيل 15 مايو    الشهادة الإعدادية 2024| 16807 طالبا وطالبة يؤدون أول امتحاناتهم ب108 لجان بالأقصر    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    ياسمين فؤاد: تطوير المناهج البيئية بالجامعات في مباحثات مع «البنك الدولي»    متاحف مصر تستعد لاستقبال الزائرين في اليوم العالمي لها.. إقبال كثيف من الجمهور    لقاء سويدان تهنئ عادل إمام في عيد ميلاده: «صاحب السعادة»    فيلم شقو يحقق إيرادات 614 ألف جنيه في دور العرض أمس    تفاصيل اكتشاف نهر الأهرامات بالجيزة.. هل يحل لغز نقل الأحجار العظيمة؟    محمد صلاح: "تواصلي مع كلوب سيبقى مدى الحياة.. وسأطلب رأيه في هذه الحالة"    3 منهم قرروا البقاء.. 17 طبيبا أمريكيا يغادرون غزة بعد محاصرتهم بالمستشفى    "الصحة" تعلق على متحور كورونا الجديد "FLiRT"- هل يستعدعي القلق؟    خبيرة فلك تبشر الأبراج الترابية والهوائية لهذا السبب    بدء تلقي طلبات راغبي الالتحاق بمعهد معاوني الأمن.. اعرف الشروط    وظائف وزارة العمل 2024.. فرص عمل في مصر والسعودية واليونان (تفاصيل)    فانتازي يلا كورة.. تحدي الجولة 38 من لعبة الدوري الإنجليزي الجديدة.. وأفضل الاختيارات    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الداخلية: سحب 1145 رخصة لعدم وجود الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    بينها التوت والمكسرات.. 5 أطعمة أساسية للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية    «طائرة درون تراقبنا».. بيبو يشكو سوء التنظيم في ملعب رادس قبل مواجهة الترجي    باحث مصري يتمكن من تطوير حلول مبتكرة لاستخدام الفطريات من نباتات الغابات في الصناعات الدوائية    تراجع أسعار الدواجن اليوم السبت في الأسواق (موقع رسمي)    معاريف تكشف تفاصيل جديدة عن أزمة الحكومة الإسرائيلية    بحثا عن لقبه الأول.. مصطفى عسل يضرب موعدا ناريا مع دييجو الياس في بطولة العالم للاسكواش    بدء امتحان اللغة العربية لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة والدراسات الاجتماعية بالقاهرة    مفتي الجمهورية يوضح مشروعية التبرع لمؤسسة حياة كريمة    حادث عصام صاصا.. اعرف جواز دفع الدية في حالات القتل الخطأ من الناحية الشرعية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 18-5-2024    المستشار الأمني للرئيس بايدن يزور السعودية وإسرائيل لإجراء محادثات    طبيب حالات حرجة: لا مانع من التبرع بالأعضاء مثل القرنية والكلية وفصوص الكبد    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نيسلون مانديلا.. محامي الحرية يرقد في سلام (بروفايل)
نشر في المصري اليوم يوم 06 - 12 - 2013

أحب نيلسون مانديلا حياة الاستقلال ورفض تقييد حريته حتى ولو كلفه الأمر البقاء في السجون أكثر من 20 عامًا، فالمهم عنده كسر «العبودية والاستبداد» وأداء واجبه نحو شعبه، وبعدها يستطيع بعد رحلة حياة استمرت 95 عامًا أن «يرقد في سلام»، كما جاء في حسابه على «تويتر»، بعد إعلان نبأ مماته، الذي جاء بعد فشل علاجه من عدوى في الرئتين، والتي تسببت في قضائه 3 أشهر في المستشفى... ولهذا تعيد «المصري اليوم» نشر «بروفايل» سبق وأن قدمت خلاله نبذة عن حياة الراحل في عيد ميلاده ال95.. وذلك خلال السطور التالية:
عملة نادرة تتميز بوجهين أحدهما يحمل صفة التواضع، والآخر يعيش بكبرياء الملوك.. هكذا يراه المقربون الذين خطفتهم شخصيته ببشرتها السوداء وملابسه الأنيقة ذات الألوان المزركشة.
«دوليهلاهلا».. أو نيلسون مانديلا، الذي يحتفل بميلاده الخامس والتسعين في 18 يوليو من كل عام، اعتنق السير على مبدأ استعادة كرامة كل مواطن بغض النظر عن بشرته أو جنسه.
ويحكي «مانديلا» عن اسمه الذي تعرفه به قبيلته «ثمبو»، وهو «دوليهلاهلا» ومعناه المشاغب، فيشير إلى أن أقاربه وأصدقاءه يرون سبب الزوابع التي واجهها في حياته تعود إلى اسمه الذي صنع قدره.
القضية: خدمة الشعب
رفع «مانديلا»، الذي ولد، عام 1918، في قرية «مفيزو»، بمنطقة ترانسكاي، في جنوب أفريقيا، شعار «خدمة الشعب»، وأدرك منذ شبابه أن لكل إنسان قضية ولكل قضية ثمن ولكل ثمن جائزة.
كانت قضية «مانديلا» التمرد من أجل قضية عامة تتلخص في إنهاء نظام «الأبارتايد»، وهو ما يعني «الفصل العنصري»، فالسلطة في بلاده كانت محتكرة من قبل أقلية كل حظوظهم في الدنيا أنهم يتمتعون ببشرة بيضاء.
نظام «الأبارتايد» العنصري اعتمد على سيطرة أهل البشرة البيضاء في جنوب أفريقيا على أقرانهم من من أبناء البشرة سوداء، الذين حُرموا من حقوقهم السياسية بل والاجتماعية، فلا حق لهم في المسكن ويمكن أن تذهب ملكيتهم إلى شخص أبيض إذا أراد ذلك ولا عزاء لصاحب الحق إن كانت بشرته سوداء.
حمل «مانديلا» المسؤولية منذ نعومة أظافره، فعندما وصل قطار عمره للمحطة التاسعة ترك والده الحياة، وكان عليه أن يحل محله رئيسًا لقبيلة «ثيمبو»، وفقا لتقاليد القبيلة.
جنوب أفريقيا عانت في ظل نظام «الأبارتايد»، أو بالأحرى كانت المعاناة لدى أصحاب البشرة السوداء، فهم على سبيل المثال محرومون من التعليم، لكن الحظ أسعف «مانديلا» وبصحبته عدد من الأطفال ذوي البشرة السوداء بالتعليم، ليكون أول طفل من عائلته يلتحق بقطار التعليم، وأطلق معلمه اسم «نيلسون» عليه ليُعرف به حتى الممات.
ثمن «النضال»
«أصبحت محاميًا، وكان عملي كثيرًا ما يجعلني أشعر بأن اختياري صحيح».. كلمات يكتبها «مانديلا» في مذكراته «مسيرة طويلة نحو الحرية»، يفسر خلالها أوضاع مجتمع كان أصحاب البشرة السوداء تطاردهم الاتهامات ويعيشون المأساة في كل مكان، فالجريمة تلحق بهم إذا دخلوا من باب مخصص لذوي البشرة البيضاء، فجريمة أن تركب حافلة للبيض، وجريمة أن تسير على شاطئ للبيض، وجريمة أن تستعمل صنبورًا للمياه يملكه صاحب بشرة بيضاء.
يروي «أبو الشعب» أو «بطل الأمة» رحلته مع رفاقه لهدم نظام «الأبارتايد» العنصري، فيكتب: «كانت عقيدتنا هي خلق أمة واحدة من القبائل، وإسقاط سيادة البيض، وإنشاء حكومة ديمقراطية».
بدأ «مانديلا» رحلة السياسة في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، المعارض لسياسة التمييز العنصري، عام 1944، وبمرور 8 سنوات تولى مسؤولية جناح الشباب للحزب، وآنذاك افتتح أول مكتب محاماة لذوي البشرة السوداء في جنوب أفريقيا، عام 1952، وهو نفسه العام الذي أصبح فيه نائبًا لرئيس الحزب.
وكان عام 1952 يحمل شعار «حملة التحدي»، التي تولى «مانديلا» رفع رايتها فطاف أرجاء أرضه السوداء يغذي لدى عقول أقرانه ضرورة التمرد على قوانين التمييز العنصري، فيأتي رد الحكومة البيضاء بمنعه من مغادرة «جوهانسبرج» لمدة 6 أشهر.
قاوم «مانديلا» الفصل العنصري بين أبناء وطن واحد بنضال سلمي، على نهج «غاندي» في الهند، تعلم شجاعة لا تعرف الانتصار إلا بهزيمة الخوف، أدرك لغة التضحية من أجل قضية فكان عليه أن يدفع الثمن بداية من الستينيات في القرن الماضي، حيث تعرض متظاهرون سلميون، خرجوا إلى الميادين اعتراضًا على العنصرية، للقتل بسبب بطش الدولة، الذي حصد أرواح العشرات.
هنا تحولت دفة السلمية لدى «مانديلا» فقرر اللجوء للسلاح وأصبح رئيسًا للجناح العسكري لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وثارت زوبعة في جنوب أفريقيا نتج بعدها حكم بالسجن 5 سنوات، بتهمة التدبير للإضراب والسفر غير القانوني، ليبدأ دفع ثمن القضية، التي يكافح من أجلها، فيأتيه حكم آخر، عام 1964، منطوقه: «السجن مدى الحياة».. والتهمة: «خيانة عظمى، وتخطيط لعمل مسلح».
لم يلق «مانديلا» بالا لحكم السجن مدى الحياة، بل وقف يحث المؤمنين بفكرته على الاستمرار في الضغط من أجل تحويلها إلى واقع حتى ولو السلاح، بينما سعت السلطة لتشديد قبضتها عليها بتعذيبه داخل السجن حتى يتوقف عن بث أحلامه في نفوس من يناصره، حيث يدعوهم إلى «مقاومة مسلحة» ل«سحق الفصل العنصري».
جائزة «مانديلا»
فشلت السلطة في اضطهاد «مانديلا» فلاعبته بصك الحصول على الحرية مقابل وقف المقاومة المسلحة، عام 1985، وكان الجواب لديه: «الأمر مرفوض»، والمقبول لديه كسر عنق العنصرية وإحياء المساواة والعدل في وطنه.
دخلت القوى الدولية بعد 5 سنوات على خط المعركة بين البيض والسود في جنوب أفريقيا، وهي تريد نصرة «مانديلا» ومنح قبلة الحياة له، بعدما سلبت عنصرية «الأبارتايد» حريته.
لم يجد رئيس جنوب أفريقيا، فريدريك وليام دي كليرك، سوى حل وحيد في يده مؤداه أن يفرج عن «مانديلا»، لإعلان بدء إنهاء التناحر العنصري بين البيض والسود، وخرجت جنوب أفريقيا لتستقبل المناضل الباحث عن حرية بني وطنه، فكان ثمن ما حاز عليه بعد 28 عامًا، حصوله على جائزة نوبل للسلام، عام 1993، مناصفة مع «دي كليرك».
بعدها أصبحت عتبات سلم الرئاسة قريبة من أقدام «مانديلا»، سجين كافح من أجل فكرة علنًا دون مواربة وبعيدًا عن العمل السري، فيحظى بدعم شعبه، عام 1994، ويصبح أول رئيس أسود منتخب في جنوب أفريقيا ثم يودّع السياسة بعد 5 سنوات، عمل خلالها على إصلاح منظومة حكم كانت قبضة البلاد تحتكرها الأقلية ولا عزاء للأغلبية السوداء.
«مانديلا» أنشأ فور وصوله للحكم لجان «الحقيقة والمصالحة» وضم إلى عضويتها المؤيدين والمعارضين لنظام «الأبارتايد»، ومهمة تلك اللجان التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، التي ارتكبت من قبل.
«كان هناك شئ لا يسر، وهو أنهم رفعوني إلى منزلة المسيح».. نطق هذه الكلمات في سره وهو ينظر للألاف من أقرانه السود، الذين تجمعوا وهم ينادون اسمه بحفاوة، ويستقبلون في الوقت نفسه تعاليمه بصدر رحب، فيخشى أن ينقلب ما تراه عيناه إلى غرور يضرب قلبه، لكنه ثابت على مبدأه حتى لو أعيدت الكرّة مرة أخرى، فيقول: «اخترنا المعركة وأعيننا مفتوحة، ولم تكن لدينا أوهام أن الطريق سيكون سهلاً، وعن نفسي لن أندم أبدًا على التزامي بالمعركة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.