"لقد باع العهد وباع القضية، إنه عميل......." بمثل هذه الكلمات أو غيرها وصف البعض تصريحات البرادعي في آخر حوار صحفي أجراه مع صحيفة «دى برس» الألمانية ونقلت عنها المصري اليوم أنه لن يترشح للرئاسة وأن الرئيس القادم من الحزب الوطني. هذه التصريحات نزلت على رأس البعض كالصاعقة وأخذوا يكيلون له النقد اللاذع والاتهامات الصريحة. لكن لو نظرنا إلى الحوار وفرضنا في هذا الكلام فرضين، الأول أن البرادعي حقاً قد باع قضية التغيير والثاني أن الرجل مازال علي العهد ولم يخن مؤيديه. في حالة ما إذا كان الفرض الأول صحيحاً، يصبح إذن البرادعي خارج لعبة التغيير، فهل نحن ندعم البرادعي أم ندعم التغيير؟ بالقطع ندعم التغيير الهادف إلى إجراءات إصلاحية نراها ضرورية في هذه الفترة، وليس تغييراً لأشخاص يعتمد علي أشخاص، نحن ندعم فكر التغيير ومطالبه بغض النظر عما يدعو إليه. إذن البرادعي شخصية تدعم المشروع الإصلاحي وليس هو صانعها فإذا ما أيدها فهذا موقف جيد يحسب له أما عكس ذلك فلا يغير موقفنا من القضية. أما في حالة الفرض الثاني، فإن الرجل لم يقل شيئاً جديداً عليه، ولم يخطئ هذا الخطأ الفادح الذي يجعل بعض من الشباب يهبوا للهجوم عليه هجوما أعمى، ففي الحوار الذي أجرته الصحيفة البريطانية يقول البرادعي أنه لن يترشح للرئاسة وهذا صحيحاً وقاله أكثر من مرة لأن الوضع القائم من انتخابات مزورة لا ضمانة لها وشروط تعجيزية للترشيح تحول دون أي نوع من تداول السلطة يصبح خيار الترشيح للرئاسة كلام فارغ ومن الأولى المقاطعة لهذه المهزلة حتى لا تكتسب شرعية هي في أمس الحاجة إليها، وطالما الحال هكذا دون تحقيق أي مطلب من المطالب السبعة سيصبح الرئيس القادم من داخل الحزب الحاكم، ما الغريب إذن في كلام البرادعي؟؟ ولكننا الآن إزاء وضع أراه كارثياً من ناحيتين، الأولي التعامل مع البرادعي علي طريقة "عدوك يتمنى لك الغلط" لقد أراد البعض إشعال الأمور وإثارة بلبلة فارغة على موضوع لا يستحق ربما من أجل إجهاض مشروع التغيير وربما من أجل أشخاص آخرين. الناحية الثانية إذا افترضنا حسن النية فيمن تحدث واتهم البرادعي بخيانة القضية فإننا إذن نربط التغيير بشخص معين ندعمه ولا ندعم الفكر نفسه وهذا جل الخطأ، علينا أن ننظر لقضية التغيير من منظور أنه إصلاح لابد من حدوثه، وليس من منظور أنه لابد من تولي أحداً غير الرئيس مبارك الرئاسة. علينا إعادة النظر من جديد في طريقة تعاملنا مع المواقف، وألا ننجرف إلى تحليلات مزاجية توصلنا لأن نترك النظام الحاكم بمصائبه ونحاول عابثين إجهاض مشروع التغيير. أرجوكم لا تتسرعوا. المقال منشور كاملاً في مدونة إقرار http://eqrar.blogspot.com/2010/11/blog-post.html