هكذا قالها الممثل "عبد الفتاح القصري" في فيلم "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين" معبراً عن دهشته ،كيف يكتب الكلمة إياها بتاعة الخواجة "بيجو" فأخذ يحاول الكتابة ثم يقطع الورقة حتى أصبح بجانبه تل من الورق.تذكرت هذا المشهد عندما وجدت نفسي في نفس الحالة تقريباً، أحاول الكتابة في أي موضوع وأكتب أول سطرين ثم أقطع الورقة وهكذا عدة مرات، ربما لفشلي في الكتابة أو لفشلي في التعبير عما يحدث في هذه البلد، فمثلاً موظف وأسرته من 4 أفراد راتبه الشهرى 400 جنيهاً وليس لهم دخل أخر، في ظل ارتفاع الأسعار كل يوم، دي حاجة تتكتب في مقال ولا نرسم عليها كاريكاتير، آلاف المرضى في المستشفيات الحكومية لا يجدوا الرعاية الطبية اللازمة ومنهم من يصرخ من الألم ليلاً والدكاترة والممرضين نايمين أو غير موجودين. ناس مش معاها فلوس تأكل أصلاً، فجأة يصابون بأمراض خطيرة تحتاج علاج سريع على نفقة الدولة ومحدش سأل فيهم، بلاش كده شباب عمره 35 سنة ولم يتزوج ومازال المستقبل غير واضح أمامه ،ماذا يفعل؟ قضينا 16 سنة في التعليم الأساسي والجامعي وخرجنا مش فاهمين حاجة في أي حاجة، شباب لا يجد عمل، وصحراء لا تجد من يستصلحها ويزرعها، وناس لا تجد ما تأكله ودولة أصبح لا يعنيها كل هذا، المهم إن رجال الأعمال تمام ومبسوطين وبيكسبوا الملايين ويتعمل لهم كل التسهيلات، لكن شاب عايز يعمل مشروع صغير فيجد جميع الجهات تقف أمامه، كل الحاجات دي تتكتب في مقال ولا تترسم ..؟ لا أعرف. في ناس تريد من الصحفي أن يغير طريقته وأسلوبه في الكتابة ويستبدل الكلمة التي لها نطق وليس لها حروف بكلمة أسهل وممكن تتكتب زي ( حا أو شيى) لكن "لا يا خابيبي أنا مش ممكن نغير الذمة بتاع ال أنا أبداً" وهنكتب اللي بيحصل بالضبط، علشان بالفعل أصبح موجود حالياً نوع من الحرية مقارنتاً بالماضي، وأنا وغيري من الشباب نأمل أن تكون هذه الحرية مفتاح لتغير أوضاع كثيرة في البلد، والغريب أن البلد فيها ناس كتير فاهمة وعندها علم ومشروعات قومية تساعد على حدوث تنمية حقيقية ولكن لا أعرف لمصلحة من يتم تجاهل هؤلاء، فقد نتهم الدولة بتجاهلهم، وربما أنا وأنت نشترك مع الدولة في هذا أيضاً بل ونقف في طريقهم عندما نجد ما يطرحونه يتعارض مع مصالحنا الشخصية أو يتعارض مع جهلنا بأمور كثيرة فنقول لهم لا، ونعود لنسأل أنفسنا هي البلد بايظة ليه..؟ علشان أنا وسيادتك أحياناً بنبقى عايزينها تفضل كده. (لما بنرمي ورقة في الشارع بنبقى عايزينها تفضل كده) .... وكفاية كده علشان أنا خايف موضوع الكتابة ده يخلى عندي مقالة ساعة تروح وساعة تيجي ... ها قول معايا.