توريد 203 آلاف و280 طن قمح لشون وصوامع البحيرة    جهاز التنمية الشاملة يوزيع 70 ماكينة حصاد قمح على قرى سوهاج والشرقية    الهلال الأحمر الإيراني يبدأ البحث عن مروحية رئيسي في موقع جديد    أيمن حفني مهنئا الزمالك بالكونفدرالية: «تفضل أمجادك قدام عيني»    نتائج مواجهات اليوم ببطولة الأمم الإفريقية للساق الواحدة    ضبط 1300 كيلو رنجة بدون بيانات بدمياط    محمد إمام يروج لفيلمه «اللعب مع العيال»: عيد الأضحى في جميع الوطن العربي    «ذاكرة الأمة».. دور كبير للمتاحف فى توثيق التراث الثقافى وتشجيع البحث العلمى    وزارة الصحة: طبيب الأسرة هو الركيزة الأساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    دموع التماسيح.. طليق المتهمة بتخدير طفلها ببورسعيد: "قالت لي أبوس ايدك سامحني"    سلطنة عمان تتابع بقلق بالغ حادث مروحية الرئيس الإيراني ومستعدة لتقديم الدعم    رئيس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة: جرائم الاحتلال جعلت المجتمع الدولى يناهض إسرائيل    نقيب الأطباء: نشجع مشاركة القطاع الخاص في بناء المستشفيات وزيادة فرص العمل    بينها «الجوزاء» و«الميزان».. 5 أبراج محظوظة يوم الإثنين 19 مايو 2024    أتزوج أم أجعل أمى تحج؟.. وعالم بالأوقاف يجيب    طقس سيئ وارتفاع في درجات الحرارة.. بماذا دعا الرسول في الجو الحار؟    خبير تكنولوجى عن نسخة GPT4o: برامج الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى إغلاق هوليود    مع ارتفاع درجات الحرارة.. نصائح للنوم في الطقس الحار بدون استعمال التكييف    الكشف على 1528 حالة في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    تحركات جديدة في ملف الإيجار القديم.. هل ينتهي القانون المثير للجدل؟    وزير الأوقاف: الخطاب الديني ليس بعيدًا عن قضايا المجتمع .. وخطب الجمعة تناولت التنمر وحقوق العمال    الجمعة القادم.. انطلاق الحدث الرياضي Fly over Madinaty للقفز بالمظلات    جدل واسع حول التقارير الإعلامية لتقييم اللياقة العقلية ل«بايدن وترامب»    متحور كورونا الجديد.. مستشار الرئيس يؤكد: لا مبرر للقلق    كيف هنأت مي عمر شقيقة زوجها ريم بعد زفافها ب48 ساعة؟ (صور)    اقرأ غدًا في «البوابة».. المأساة مستمرة.. نزوح 800 ألف فلسطينى من رفح    «النواب» يوافق على مشاركة القطاع الخاص فى تشغيل المنشآت الصحية العامة    داعية: القرآن أوضح الكثير من المعاملات ومنها في العلاقات الإنسانية وعمار المنازل    ليفاندوفسكى يقود هجوم برشلونة أمام رايو فاليكانو فى الدوري الإسباني    هل يستطيع أبو تريكة العودة لمصر بعد قرار النقض؟ عدلي حسين يجيب    ختام ملتقى الأقصر الدولي في دورته السابعة بمشاركة 20 فنانًا    مدير بطولة أفريقيا للساق الواحدة: مصر تقدم بطولة قوية ونستهدف تنظيم كأس العالم    السائق أوقع بهما.. حبس خادمتين بتهمة سرقة ذهب غادة عبد الرازق    رسائل المسرح للجمهور في عرض "حواديتنا" لفرقة قصر ثقافة العريش    «نيويورك تايمز»: هجوم روسيا في منطقة خاركوف وضع أوكرانيا في موقف صعب    بايرن ميونيخ يعلن رحيل الثنائي الإفريقي    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    بنك مصر يطرح ودائع جديدة بسعر فائدة يصل إلى 22% | تفاصيل    افتتاح أولى دورات الحاسب الآلي للأطفال بمكتبة مصر العامة بدمنهور.. صور    نهائي الكونفدرالية.. توافد جماهيري على استاد القاهرة لمساندة الزمالك    "أهلًا بالعيد".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 فلكيًا في مصر وموعد وقفة عرفات    مصرع شخص غرقًا في ترعة بالأقصر    حكم إعطاء غير المسلم من لحم الأضحية.. الإفتاء توضح    منها مزاملة صلاح.. 3 وجهات محتملة ل عمر مرموش بعد الرحيل عن فرانكفورت    رئيس الإسماعيلي ل في الجول: أنهينا أزمة النبريص.. ومشاركته أمام بيراميدز بيد إيهاب جلال    «الجوازات» تقدم تسهيلات وخدمات مميزة لكبار السن وذوي الاحتياجات    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    أول صور التقطها القمر الصناعي المصري للعاصمة الإدارية وقناة السويس والأهرامات    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" في زيارة إلى مدينة العلمين الجديدة    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    «الرعاية الصحية»: طفرة غير مسبوقة في منظومة التأمين الطبي الشامل    ياسين مرياح: خبرة الترجى تمنحه فرصة خطف لقب أبطال أفريقيا أمام الأهلى    سعر السكر اليوم.. الكيلو ب12.60 جنيه في «التموين»    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    عرض تجربة مصر في التطوير.. وزير التعليم يتوجه إلى لندن للمشاركة في المنتدى العالمي للتعليم 2024 -تفاصيل    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاتن حمامة:‏معدن المصريين أصيل

نكمل حوار سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة‏..‏ مع اول يوم في العام الجديد‏..2011‏اسألها عن يومها السعيد ويوم مصر السعيد‏..‏وعن معدن المصريين الاصيل‏..‏وعن مدي احتياجاتنا ليد تزيح طبقات التراب التي تكونت علي النفوس‏. عن رأيها في برامج التوك شو ومدي جدواها في المجتمع المصري‏..‏عن تجريف الاراضي الزراعية‏..‏ وعن توصيفها لسرقة لوحة الخشخاش دراميا‏..‏وعن الفروق الشديدة بين الاغنياء والفقراء وعن مذكراتها التي لم تكتبها بعد‏..‏وعن المستقبل
فاتن حمامة ليست فقط فنانة عظيمة وليست موهبة معجزة فقط‏..‏بل هي ظاهرة اجتماعية وفنية وفكرية‏..‏
واتذكر هنا كلمات الاديب الكبير خيري شلبي عنها‏:‏هي ممثلة مركبة تمثل بإتقان يقارب حد الاعجاز‏..‏واليكم نص الحوار واجابتها الحاسمة العذبة‏..‏
‏‏ بدأت السينما بيوم سعيد وحققت نجاحا مع ايامنا الحلوة وقدمت منذ سنوات يوم حلو ويوم مر‏..‏ما هو يومك السعيد ؟
اليوم السعيد ليس يوما واحدا في حياتي‏..‏ وانما ايام سعيدة‏..‏فعندما يستقبل الانسان يومه ومزاجه حلو فهذا يوم سعيد‏,‏ وعندما يشعر الانسان بالصحة فهذا يوم سعيد‏..‏وعندما يكون اليوم مشرقا وصافيا فهذا يوم سعيد‏..‏وعندما يصل لك خبر حلو فهذا يوم سعيد‏..‏ السعادة ما هي الا لحظة اولحظات منورة في الحياة‏..‏
لو يوم مزاجك فيه معتل فهذا يوم ليس سعيد‏..‏اوابني في طائرة مسافروخايفة عليه‏..‏فهذا يوم غير سعيد‏..‏
‏‏ ويوم مصر السعيد؟
يوم‏6‏ أكتوبر يوم العبور‏..‏عندما قال الرئيس‏'‏ الراحل انورالسادات في مجلس الشعب عبرنا‏,‏هذا اسعد يوم في حياتي‏.‏
انا فاكرة يوم ما بدأت الحرب‏..‏كلنا ذهبنا نساعد في المستشفيات‏..‏ الكل كان ملتزما‏..‏ كان كل العربات تترك جانب الطريق السريع لعربات الاسعاف لنقل الجرحي‏..‏كل المصريين كانوا يدا واحدة في هذا الوقت‏..‏معدن المصريين اصيل وقوي‏.‏وينهض دائما في الازمات‏..‏
‏‏ هل نحتاج الآن ليد ما لديها القدرة علي إزاحة هذا التراب ؟ ولهدف ما يوقظ المصريين؟
التراب لدينا اصبح طبقات‏..‏ هذا بجانب الكسل الذي اصابنا‏..‏ وانعدام ثقافة الاتقان وانتشار الجهل الذي يضيع منا فرصا كثيرة للتقدم‏..‏اتذكر عندما اقيل وزير النقل والمواصلات‏..‏بسبب حادث تصادم قطار العياط بآخر‏..‏كان السبب ان المحولجي ترك عمله وهو مراقبة حركة القطار‏..‏فقتل‏18‏ واصيب‏40‏ تقريبا‏..‏
‏‏ برامج التوك شو التي غزت فضاء القاهرة‏..‏في رأيك هل هي برامج مفيدة للمجتمع؟
هي برامج تزيد من احساسنا بالمشاكل والمصائب التي حولنا‏..‏لا استطيع القول بان هذا خطأ‏..‏لان من الضروري فتح ملفات المشاكل والقضايا الحرجة‏..‏لكن ليس بهذه الدرجة القاتمة‏..‏لابد من التوازن في الطرح والعرض‏..‏في ليال كثيرة كنت اشاهد هذه البرامج ومن قسوة ما يقال‏,‏ يطير النوم من عيني‏..‏ هذه البرامج تدعو للاحباط‏.‏
طبعا‏-‏ يجب علي المصريين متابعة ما يحدث علي الاقل‏..‏ لكن هذه الاخبار والقضايا بهذا الطرح تصيب المشاهد باليأس الشديد‏..‏
‏‏ انت صديقة مخلصة للكتاب‏,‏ دائما‏-‏ بجوارك كتاب او رواية‏..‏ ما أخر رواية كانت بين يديك؟
رواية‏(‏يوم غائم في البر الغربي‏)‏ لمحمد المنسي قنديل‏..‏من السطور الاولي تسحرك‏..‏مقدرة الكاتب غير مسبوقة وامتلاكه الي اللغة عبقري‏..‏ ومساحة المشاعر بديعة‏..‏الرواية عبارة عن اسكتشات‏..‏قرات اول جزء كان رائعا‏..‏ودائما عندما أقرأ رواية جميلة‏..‏عقلي يفكر كيف تتحول هذه الاوراق الي سينما‏..‏الجزء الاول ام تهرب بابنتها من الصعيد بسبب مشكلة كبيرة مع العم‏..‏ الام لم تجد الا احد الاديرة التي يمكن ان تأمن فيه علي ابنتها بداخله‏..‏ ويدور حوار رائع بين الام والبنت‏..‏تقول فيها الام ان الرب هو رب واحد‏..‏ ثم تعيش الابنة في الملجا وتتوالي الاحداث بشكل عبقري‏..‏ من احلي الروايات التي قراتها في الفترة الماضية‏.‏
‏‏ عرض مؤخرا فيلم للممثلة جوليا روبرتس حقق جدلا كبيرا الفيلم اسمه‏(Eatpraylove)‏ يحكي الفيلم عن ضرورة ان يبحث الانسان عن الاشياء التي يحقق بها توازنه في الحياة والا يستسلم لليأس وافكار الآخرين المحبطة؟
فكرة جيدة‏..‏لكن لا تصلح لمجتمعاتنا الشرقية هي فكرة غربية جدا‏..‏ ليس لدينا هذه الرفاهية في ظل المسئوليات الكثيرة التي يتحملها الجميع‏.‏
الفيلم يعرض تفكير مختلف تماما عن عاداتنا الشرقية‏..‏
وهنا‏..‏ علي الجانب الاخر‏,‏ اتذكر مقولة لاحدالكتاب
‏(Freeyourselfe).‏ فكرت كثيرا في هذا المعني‏..‏وجدت ان الانسان يمكن له ان يحررنفسه باشياء بسيطة حتي يتغلب علي احزانه ومشاكله‏..‏ويحاول ان ينسي همومه بالانشغال بشيء اخر‏..‏بقراءة كتاب‏,‏ زيارة صديقة وهكذا‏..‏هذا المفهوم قريب اكثر لحياتنا‏..‏
‏‏ كيف تقاومين الشجن اذا هاجمتك المشاكل و الهموم؟
بمنتهي القوة‏..‏ قالت و باستنكار لطيف‏..‏ يهاجمني الان‏,‏ غيرمعقول‏..‏ لن اسمح له‏..‏ واستطردت قائلة‏..‏ كلما كبر الانسان زادت قوته وصلابته‏..‏ربنا يبعد اي شيء سييء‏.‏
‏‏ وزمان؟
كنت دائما اصمت‏..‏واحاول التغلب علي الامر‏.‏ومع مرور السنين‏..‏اكتشفت ان كل مشكلة مهما كانت معقدة في الدنيا لها حل‏.‏
‏‏ ماالشيء الذي كنت حريصة عليه بشدة طوال حياتك مهما حدث؟‏..‏
الأولاد والعائلة‏.‏
‏‏ تابعت سرقة لوحة الخشخاش التي سرقت من متحف محمود خليل في شهر رمضان الماضي‏..‏ بلغة السينما هذه الحكاية توضع تحت عنوان ميلودراماام تراجيديا ام كوميديا سوداء؟
كوميديا سوداء قطعا‏..‏ السرقة تمت ببساطة غير معقولة وغير مسبوقة في وضح النهار‏..‏اللوحات الفنية تتعرض للسرقات في كل متاحف العالم‏..‏ لكن اللصوص هناك يخططون بدقة ويضعون دراسات عميقة وسرقة هذه اللوحات تحتاج الي حرفية خاصة‏,‏ اما ماحدث في متحف محمود خليل شيء جديد جدا‏..‏اللوحة سرقت في لحظات وبمنتهي البساطة‏..‏
‏‏ من تفتقديه بشدة الان في الحياة العامة؟
افتقد من كنت اعمل معهم‏..‏ وكان يجمع بيننا تفاهم وصدق‏..‏الان ليس لدي فريق العمل الذي اعمل معه
افتقد مصطفي وعلي امين كانت تجمعنا صداقة رائعة‏..‏ افتقد علي كثيرا وكانت زوجته صديقتي ومازالت‏,‏ وكنا جيران‏..‏كان مصطفي وعلي بيخافوا علي‏..‏ويمنعوا اي حد يهاجمني ولو بكلمة‏..‏كان تجمعنا المعزة والصداقة التي لا تعوض‏.‏
افتقد طبعا المخرج هنري بركات‏..‏ كفنان و كشريك في شغلي‏..‏دايما كلامه كان بناء‏..‏دائما يقول لي هل قراءت كذا‏,‏ سارسل لك قصة جديدة لكذا‏,‏ هل تابعت كذا‏..‏ كنا فاهمين بعض تماما‏,‏ بركات أخلاقه مثل أخلاقي بالضبط‏.‏ هو حساس قوي و هو من برج الجوزاء وأنا جوزاء‏,‏كل منا كان يفهم الاخر من نظرة صغيرة‏.‏
مثلا لو ممثل يؤدي مشهد ما ولم يعجبني ادؤه فانظر له فاجده هو الاخر ينظر لي‏..‏ احنا الاثنين في نفس اللحظة لم نقتنع بالمشهد‏..‏وهكذا‏..‏فاهمين بعض جدا‏..‏
‏‏ أمينة رزق؟
أمينة كانت ست تقدس الفن والتمثيل‏,‏ الفن كان كل حياتها‏..‏ كانت تقول لي اشعر بسعادة بالغة عندما ياتي لي دور‏,‏ وكانت تعمل لاخر يوم في حياتها‏.‏
‏‏ في تاريخك السينمائي ارتبط تاريخك باسم المصور وحيد فريد ؟
وحيد فريد كان دائما يخاف علي‏..‏ حريص علي صورتي‏..‏وكان لا يريد ان يصورني احدا اخر غيره‏..‏ دائما كان لديهم حرص شديد علي العمل وعلي اتقانه‏..‏وكان بركات يهيي المناخ الهادي الذي استطيع العمل فيه‏..‏ ويمنع وجود اشخاص دخلاء في البلاتوه‏,‏لا يوجد في البلاتوه الا من له عمل فقط
‏‏ قدمت للكاتب الكبير أسامة أنورعكاشة رائعته ضمير ابلة حكمتما ذكرياتك عن هذا العمل؟
ضمير ابلة حكمت هو العمل الوحيد الذي جمعني بالكاتب اسامة انور عكاشة‏.‏ وقد كان كاتب هائل القدرة علي تحديد المعني وتوضيحه ونقله علي الورق‏..‏وكان قاريء لا مثيل له‏..‏وكانت ايضا المخرجة انعام محمد علي مخرجة شديدة الاتقان في كل جزئية خاصة بالعمل‏..‏
‏‏ عند متابعتك للجرائد والبرامج التليفزيونية والاحداث‏..‏في رأيك ماذا جري لنا؟ وماذا حدث للشارع المصري؟ما الشيء المهم الذي فقدناه وكنا نتميزبه؟
الزحمة الشديدة دائما تغير سلوك الانسان وتحوله الي كائن عدواني‏..‏والتجارب العلمية ناقشت هذا المعني‏..‏ في المعامل العلمية هناك تجربة معروفة عن سلوك الفئران‏..‏تم وضع اربعة فئران في قفص صغير‏..‏فكان سلوك الفئران يتسم بالهدوء في الحركة وفي تناول الطعام‏..‏ وبعد فترة اضافوا عشرة فئران في نفس المساحة‏..‏فتغير سلوكهما تماما الي العصبية و العدوانية والشراسة‏..‏هذه هي اخلاق الزحام‏..‏
الزحمة في وسط البلد وصلت بنا الي ان مصري ضرب النار علي مصري اخر‏,‏ لانه منعه من ركن سيارته وتبادل الاثنان طلقات النار ومات واصيب‏11‏ مواطنا‏..‏هذا حدث ظهرا في شارع رمسيس‏!!‏
لابد من حل‏..‏ حتي تعود السماحة مرة اخري لنا‏..‏
ما كل هذا القبح الذي يظهر علي شاشة التليفزيون‏..‏لماذا معظم الصور والاحداث والقضايا بهذا القبح والسواد‏..‏انا عارفة ان السواد هذه الايام شديد السواد‏..‏لكن ايضا يوجد شرفاء في البلد ويوجد نماذج مشرقة ويوجد انجاز ما‏..‏ لابد من التوازن في العرض‏..‏لابد من تنقية الصورة واللغة المقدمة‏..‏حتي الافلام التي تقدم تناقش الجريمة والعشوائيات وحال المنحرفين‏,‏ اين الافلام التي تتحدث عن النماذج الاخري في المجتمع‏..‏حتي من باب الامل‏..‏وشحن الناس بصور ايجابية بدلا من شحنهم بالقتامة والسواد‏..‏
‏‏ في رأيك ما اغرب فزورة في مصر‏,‏ ترينها الان؟
الفروق الشديدة بين الاغنياء والفقراء الان في مصر‏..,‏ يوجد فقر بالغ الشدة ويوجد ايضا غني طاغ‏..‏ لست ضد الغني‏,‏ لكن الفرق بين الفقر والغني رهيب وشاسع‏..‏
‏‏ ما السلوك الذي تتعجبين منه؟
عدم الوعي الكامل لدي معظم المصريين باهمية السياحة بالنسبة لمصر اقتصاديا وسياسياواجتماعيا‏..‏
لماذا يتعامل البعض مع السياح بمنطق الاستغلال؟لماذا ننسي حجم فرص العمل التي تمنحها السياحة‏..‏
‏‏ من حين لاخر يكثر الحوار والنقاش عن الفترات السياسية السابقة اكثر من الحديث عن المستقبل‏..‏
لااحب الكلام في الماضي او عن الفترات السياسية السابقة‏..‏ دائما ابحث عن الجديد‏..‏ وما يمكن تقديمه‏..‏
كفاية كلام عن الماضي‏,‏الكلام عن الغد اهم‏..‏اتمني ان نهتم بالحديث عن المستقبل وسنواته القادمة‏..‏
‏‏ اذا وجهتي رسائل قصيرة لبعض الشخصيات‏..‏ ماذا تقولين‏:‏
الست المصرية
اقول لها انت عليك الحمل كله‏..‏وعليك مسؤلية النهوض بالمجتمع‏..‏من خلال رعايتك لاسرتك‏..‏حاولي دائما بالحنان بالهدوء بالحسم‏..‏ بكل طريقة‏.‏
د مجدي يعقوب
مجدي يعقوب ملاك يعيش بيننا‏..‏ يعمل طوال ساعات النهار‏..‏هو وفريق العمل الخاص به‏..‏يجري جراحات دقيقة وخطيرة للبسطاء والاطفال بمنتهي الحب والدقة والهدوء‏..‏ وبالاضافة الي هذه الجراحات الهامة‏..‏دائما لديه العديد من الأبحاث العلمية الجديدة في مجال أبحاث القلب‏..‏هذه الابحاث هي التي تدفع بالعلم الي الامام‏..‏وعلينا جميعا تقديم كل ما يحتاجه لاجراء هذه الابحاث لانقاذ الانسانية من عذاب المرض‏..‏
‏‏ ما رأيك في الحملات الاعلانية التي تنادي بتقديم المساعدات للفقراء والمرضي الي الحد الذي تحول من كفالة طفل الي كفالة قرية‏..,‏ هل هذا هو الحل الامثل في التعامل مع هذه المشكلة؟
دائما الجمعيات الخيرية التي تقدم مساعدات للمحتاجين موجودة في مصر‏..‏في كل العصور‏..‏وفي ظل الازمات الاقتصادية التي تجتاح العالم‏..‏لابد من مساعدة المحتاجين خاصة المرضي‏..‏لكن يجب ان نهتم بفكرة مساعدة الفقير علي التغلب علي فقره من خلال تقديم قروض صغيرة بدون فوائد أو ضمانات مالية ليبدأ بها مشروعا صغيرا‏..‏مثل بنك الفقراء الذي أسسه محمد يونس في بنجلاديش‏..‏هذه الفكرة قد تحاصر الفقروتساعد علي اتاحة الحياة الكريمة‏..‏
وفي رأيي اذا كل واحد في مصر قادر ماليا‏..‏ يحاول مساعدة اسرة او أسرتين مساعدة حقيقية‏..‏يمكن يقلل هذا من نسبة البطالة والفقر والعنف والاحباط داخل المجتمع‏..‏والمساعدة ليست في اعطاءمعونات‏..‏ ولكن المساعدة من خلال اقامة مشروع صغير ينهض بالاسرة‏..‏
‏‏ ما اكثر الكلمات الجديدة التي اصبحنا نستعملها وتتمني ان نتخلص منها سريعا؟
كلمة‏(‏ ماشي‏)‏ بصراحة كلمة ثقيلة الدم‏,‏ عندما اسمع كلمة‏(‏ ماشي‏)‏ أسأل ايه هو اللي ماشي‏!!‏
وكمان لغة الشباب الجديدة لغة غريبة جدا ويتكلمون بسرعة جدا كانهم في سباق‏!!‏
في حاجة مهمة ضاعت منا‏..‏للاسف‏-‏ فقدنا اللغةالجميلة التي كانت تميزنا‏..‏ رأيي ان المسئول الاول عن ضياعها هو الاعلان‏..‏
‏‏ هل احفادك يرددون هذه الكلمات الجديدة امامك ام انهم يتحرجون قليلا؟
لا يستخدمون هذه الكلمات امامي‏.‏
‏‏ هل تعتقدين انهم يرددونها مع اصدقائهم مثلا؟
بضحكة صافية‏..‏ تقول الله اعلم‏..‏
وبعين الراصد لاحوال المجتمع‏..‏تقول ايقونة الفن‏..‏الاحظ ان معظم اطفال العائلة اوابناء الاصدقاء والجيران لايتكلمون عربي‏,‏ يتحدثون بالانجليزية او الفرنسية‏..‏ الكلام والهزار واللعب‏..‏ولا توجد كلمة عربي واحدة تفلت منهم‏..‏
هذا شيء مؤسف جدا‏..‏واعتقد ان كثيرا من الاسر اضطرت ان تلحق ابناءهم مدارس اجنبية وليست مصرية‏..‏وذلك لكي يضمنوا لصغارهم تعليما جيدا وللحفاظ علي المستوي الاجتماعي المناسب‏..‏
لكن انا خائفةعلي الهوية المصرية لدي الاجيال الجديدة‏..‏بعض الاسر تستعين بمدرسي لغة عربية في المنزل حتي يتعلم الصغار مباديء اللغة العربية‏.‏
‏‏ متي ستكتبين مذكراتك؟
قد اكتبها في يوم من الايام‏..‏الله اعلم
لا ينتهي الحوار ابدا مع ايقونة الفن‏..‏تركتها علي وعد جميل بحوار جديد‏..‏ وبأمنياتها الطيبة بالخير والستروالصحة لكل المصريين مع بشائر العام الجديد‏..‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.