أثبتت دراسة أجرتها الدكتورة جيهان رأفت، المدرس بقسم الصحة المهنية بالمعهد العالى للصحة، أن الإسكندرية من المدن المحظوظة بسبب موقعها الجغرافى والتضاريس والعوامل الجوية التى تميزها. وأوضحت الدراسة التى أجريت على رسالة ماجستير للباحث علاء قبارى، بمعهد الصحة العام، بعنوان «ظاهرة الترسبات الحمضية بمدينة الإسكندرية»، وأشرف عليها الدكتور كمال نوير، الأستاذ بقسم الصحة المهنية بالمعهد العالى للصحة العامة، والدكتورة فادية المراكبى، أن الترسبات الحمضية تحدث نتيجة لتحول الغازات الحمضية مثل أكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين نتيجة للتلوث الناجم عن السيارات والمصانع وحتى عمليات الطهى فى المنازل، ويتحول كل ذلك بفعل مكونات الهواء الجوى، وعناصر مثل الإضاءة والميكروبات، إلى حمض الكبريتيك وحمض النيتريك، مما يؤثر على صحة الإنسان ويتسبب فى العديد من الأمراض مثل التهاب الشعب الهوائية والجلد والأغشية المخاطية للعين والأنف والجهاز التنفسى، وأيضا تتسبب تلك الأحماض فى التأثير على الاقتصاد القومى، مثل التآكل فى المبانى والآثار وتتسبب حمضية الأنهار والبحار فى التأثير على الثروة السمكية وحمضية التربة على النبات، وبالتالى الإنسان الذى يتغذى عليه. وتضمنت الدراسة تقييم درجة الحموضة فى الترسبات الجافة والرطبة والتى تنقسم إلى الأتربة الحمضية المترسبة والعالقة والمطر الحمضى فى جو مدينة الإسكندرية بالمناطق الصناعية والسكنية وذات المرور الكثيف. وذكرت الدراسة معقولية درجة الحمضية بالمدينة، وتراوحت فى المناطق السكنية بين 6و7 - 7 و2 وفى المناطق الصناعية بين 5و6 - 2و7 وفى المناطق المرورية بين 3 و 6 - 2 و7 ، وأوضحت الدراسة أن الأحماض المكونة من حمض الكبريتيك والنيتريك تم تكوينها بالفعل ولكن قبل سقوطها تفاعلت مع مكونات قلوية فى الهواء والتى قللت من الحمضية والسبب فى ذلك أن الإسكندرية عبارة عن شريط ساحلى ضيق محصور من الشمال بالبحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب ببحيرة مريوط، وبالتالى يؤثر نسيم البحر والبر عليها فى تخفيف الملوثات بالإضافة إلى العوامل الجوية التى تتميز بها الإسكندرية مثل درجة الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح واتجاهها والتى تخفف من حدة التلوث، وأيضا ارتفاعات المبانى المنخفضة نسبيا مما يخفض من الملوثات.
