قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الوزارة «أصابها التجريف، والبعد عن المنهج الوسطي، الذي يعبر عن الأزهر الشريف وروح العصر، وذلك بعد تعيين قيادات جماعة الإخوان بالوزارة، العام الماضي، وتغولهم على المناصب العليا بها». وأضاف «جمعة»، في تصريحات صحفية، الثلاثاء، أن وزارة الأوقاف «عانت في هذا العهد معاناة شديدة، بعد تغول السياسة على العمل الدعوي بالمساجد، ما ألحق ضررًا شديدًا بالدعوة والمساجد»، مشيرًا إلى أن الوزارة، خلال الشهرين الماضيين، «استطاعت أن تعيد العمل الدعوى إلى أحضان الأزهر الشريف». واعتبر «جمعة» أن هناك من يستخدم منابر المساجد ل«تحقيق أغراض سياسية وحزبية إلى الآن، وهو ما لن نتغاضى عنه»، مضيفًا: «نمر بمرحلة حساسة من تاريخ الوطن تقتضى قصر الدعوة على المتخصصين من مؤسسة الأزهر الشريف فقط». وأشار إلى أنه «حال استقرار الدولة وعودة الدعاة غير المتخصصين عن توظيف المساجد في التوجهات السياسية ستتم العودة في القرار، خاصة أن المساجد كانت تستخدم سياسيًا»، متوقعًا أن «تعود المساجد، خلال شهور قليلة، إلى رحاب الأزهر الشريف، وإلى ما كانت عليه فى السابق من بعد عن السياسة والتحزب». وقال إن «وزارة الأوقاف مستقلة، ولم ولن تستعين بعناصر شرطية لحماية أبواب ومداخل المساجد»، مؤكدًا أن «المسجد مصدر الأمن والسكينة، وليس مصدر الخوف والرهبة». في سياق متصل، بدأت وزارة الأوقاف اختبارات تقييم المستوى لخريجي جامعات الأزهر، الذين تقدموا للعمل خطباء مساجد بالمكافأة، بعد فتح الوزارة باب التقديم، وذلك بعد استبعادها الخطباء المنتمين لجماعة «الإخوان»، والأئمة المنتمين لبعض الجماعات السياسية والإسلامية من الخطابة. وبدأت الوزارة في استقبال خريجى جامعة الأزهر ل«ملء الفراغ الكبير، الذي تعاني منه المساجد، بعد وقف تصاريح الخطابة لأكثر من 55 ألف إمام وخطيب يعملون بنظام المكافأة»، وشكلت لجنة ثلاثية من الأوقاف والوعظ والمنطقة الأزهرية التابعة للأزهر الشريف، إضافة إلى وكيل وزارة الأوقاف، لفحص المتقدمين وتقييمهم وعمل اختبارات لهم، للوقوف على مستواهم وإمكانية شغلهم وظيفة «إمام وخطيب».