يتمتع أهالى السويس بصفات خاصة.. فهم على وعى عميق طول الوقت بقضايا الوطن.. يمارسون النشاط الحزبى والسياسى بكفاءة.. لهم تراثهم الغنائى المميز.. لديهم صبر وجلد يفوق الكثيرين.. وهم حالياً مثلنا يعانون بشدة من لهيب الأسعار، ومن التدهور فى شتى المجالات.. وينتظرون مثلنا الفرج.. وانجلاء الليل البهيم!.. وقبل أن نتطرق للحديث عن «المقاومة الشعبية» ورموزها دعونى أذكركم بأحد أسلحة الصمود والتصدى.. إنه الأشعار والأغانى.. فهى تحفز الهمم وترفع المعنويات وتعطى الأمل.. من هذا المنطلق انبثقت جماعة «أولاد الأرض» على أرض السويس.. أنشأها «الكابتن غزالى» وشلة من أصدقائه المثقفين فى 15 مايو 1967 مع الحشد العسكرى المصرى لمحاربة إسرائيل، وإغلاق ناصر لخليج العقبة، والأمل فى تحرير فلسطين، الذى انهار بهزيمة 1967!.. ظلت «أولاد الأرض» مستمرة يغنون لجنودنا على شط القناة، وينتقلون لشتى المحافظات لتعبئة وجدان الشعب المصرى وشحذ هممه.. أمس الأول كان بينى وبين كابتن غزالى «82 عاماً» حديث تليفونى طويل عن السويس بين الأمس واليوم!.. وذكرنى بإحدى أغانيهم تقول: بينا ياللاّ بينا.. نحرر أراضينا.. وعضم إخواتنا.. نلمه نلمه.. نسنه نسنه.. ونعمل منه مدافع.. وندافع.. ونجيب النصر.. هدية لمصر.