أكد الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري، أن إنشاء الآبار الجوفية العشوائية هو السبب في مشاكل الصرف التي تعاني منها واحة «سيوة» حالياً، والتي أدت لزيادة مسطحات المياه المهدرة من 6 آلاف فدان، إلى أكثر من 47 ألفاً حالياً، وتهديد مساحات كبيرة من زراعات النخيل والزيتون التي تشتهر الواحة بزراعتها. وطالب الوزير الأجهزة الشعبية والتنفيذية في الواحة بالمشاركة مع خبراء وزارة الري للتوصل إلى الحلول العملية لحل مشكلات الصرف فيها من خلال العديد من البدائل مثل الإغلاق الفوري للآبار العشوائية ودراسة نقل مياه الصرف إلى خارج الواحة. وأوضح علام خلال لقاءه شيوخ القبائل في الواحة، اليوم أنه تقرر تشكيل لجنة فنية من خبراء وزارة الري بمشاركة مجموعة من شيوخ القبائل تبدأ أعمالها بعد غداً الثلاثاء لبحث إمكانية نقل مياه الصرف إلى خارج الواحة أو غير ذلك من الحلول المقترحة لهذه المشكلات بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة التي يطمح إليها أهالي «سيوة». وأشار علام إلى أن «سيوة» تعد واحة مغلقة ينخفض منسوبها حوالي 18 متراً عن مستوى سطح البحر، موضحاً أن مساحة المزروع بالواحة التي تراوحت بين ألفين إلى 3 آلاف فدان فقط خلال الستينات، ارتفعت إلى 20 ألف فدان حالياً، معتبراً أن انخفاض المنطقة واعتمادها على الخزان الجوفي السطحي في منطقة الحجر الجيري المليء بالكثير من العيون، أدى لظهور 4 منخفضات أو برك كبيرة". وأضاف علام أن هذه البرك من المياه كانت لا تشغل سوى مساحة تتراوح من 5 إلى 6 آلاف فدان ارتفعت الآن إلى 47 ألفاً من المياه بسبب التوسع الزراعي وحفر المزيد من الآبار العشوائية التي تتدفق مياهها باستمرار، موضحاً أن بئر المياه الجوفي الذي يكفي لزراعة مساحة تصل إلى 40 فداناً يخدم حاليا فدانين أو ثلاثة، بينما يتسرب فائض المياه إلى مناطق البرك مما أدى إلي ارتفاع ملوحة التربة وتحول مساحات من الأراضي المزروعة بالنخيل والزيتون ذات الجودة والإنتاجية العالية إلى أراضٍ مهددة بالبوار.
