تسبب سرقة خاتم الطب الشرعي «البيضاوي» من مشرحة زينهم، والذي يحمل شعار المصلحة، والمعتمد رسيمًا من الدولة، في تأخير وصول التقرير الطبي الخاص، بضباط وأمناء الشرطة، ال(16) ضحايا مذبحة قسم شرطة كرداسة، والذين لقوا مصرعهم على يد مسلحين، بعد الإعلان عن عزل الرئيس محمد مرسي. وخطابت النيابة، الجمعة، جهاز الأمن الوطني لاستعجال التحريات حول «مذبحة كراسة»، بينما حددت نيابة شمال الجيزة الكلية، برئاسة المستشار محمد أباظة، السبت، لتسليمها التقارير الخاصة ب9 ضباط فقط، ومن بينهم العميد محمد حبر، مأمور القسم، ونائبه العقيد عامر عبد المقصود، والنقيب هشام شتا، معاون المباحث، والملازم أول محمد وهدان، معاون المباحث. وقالت مصادر قضائية مطلعة، إن الضباط جميعًا قتلوا بطلقات نارية في الصدر والبطن والرأس من بنادق آلية، كما تم التمثيل بجثثهم، بعد سلحهم وضربهم بالشوم والعصي فوق رؤوسهم، وتمزيق جسدهم بالسكاكين، لقرابة 3 ساعات متواصلة. وكشفت التحقيقات التي باشرها المستشار محمد عبد القادر، المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، عن وقوف أبناء الجهادي نصر الغزلاني، الذي أفرج عنه الرئيس المعزول، وعبد السلام بشندي، النائب البرلماني عن دائرة كرداسة، وراء الواقعة، حيث حرضا على قتل الضباط والأمناء، واستعانوا بالبدو والعناصر الأجنبية، الذين قاموا برفع أعلام تنظيم القاعدة، أثناء قيامهم باطلاق قذائق «آر. بي. جي»، على القسم، قبل اقتحامه، والصعود إلى مكاتب المأمور ونائبه ومعاوني المباحث، وإطلاق النار عليهم، وجرهم على الأرض سحلاً، أمام مسجد «الشاعر»، وحمل جثة المأمور ونائبه إلى مركز ناهيا، وإلقاء جثتهما على قارعة ترعة «الزمر». ونسقت النيابة مع شركات الهواتف المحمولة على تتبع التليفونات المسروقة من الضباط، حيث أكد اقاربهم في التحقيقات أنهم تلقوا عده رسائل تهديد قبل وقوع الحادث بأيام، وأضافوا في أقوالهم أنه تمت مراقبتهم من قبل الجماعات المسلحة قبل وقوع الجريمة. كما تسلمت النيابة محضراً من قبل قوات الشرطة بالعثور على 6 قطع سلاح ميري تم سرقتها خلال الأحداث، وأمرت النيابة بإشراف المستشار محمد أباظة، رئيس النيابة الكلية بسرعة ضبط وإحضار المتهمين. كما قاربت الجهات الفنية بوزارة الداخلية من تفريغ جميع الفيديوهات التي تسلمتها النيابة من الأهالي، وشهود الواقعة، حيث أوضحت الفيديوهات عن تزعم قرابة ال 100 متهم للأحداث، وقيامهم باطلاق النار بكثافة تجاه مركز شرطة كرداسة، وأن اندلاع الأحداث بدأ قرابة ال 7 صباحًا، بمشاداة كلامية مع بعض المتهمين، وأفراد الأمن المركزي، من حراس قسم الشرطة، وتتطورت الأمور إلى إطلاقهم النار والخرطوش، بعد صلاة الظهر، وانتهت بقصف القسم ب«آر. بي. جى»، قرابة الساعة 4 عصرًا، بعد أن استولوا على السلاح الخاص بمجندي الأمن المركزي، في مقابل إطلاق سراحهم، وكشفت التحقيقات أن المتهمين استولوا على 15 بندقية آلية، و30 بندقية خرطوش، و18 طبنجة ميري من بينها أسلحة الضحايا. كما أوضحت فيديويهات سجلتها كاميرات قسم الشرطة، أن المتهمين ال 8 الرئيسين، الذين حددتهم النيابة، قاموا بمحاولة اقتحام القسم، فور الإعلان عن عزل محمد مرسي قبل المحاولة الثانية، وطابقت النيابة صور المتهمين، مع الصور، فتبين أنها لنفس الأشخاص، وطلبت النيابة تحريات الأمن الوطني حول دور المتهمين في الأحداث، وبيان محرضيهم.