فيما كانت مصر تمر بفترة اضطرابات وفيما كانت الحملات الصليبية على العالم العربى لاتتوقف، وفى فترة ران فيها الظلام على العالم الإسلامى وسيطر فيها الصليبيون على بيت المقدس وفلسطين وتحديدا فى عام 1139 ولد الرجل الذى كان مقدرا له أن يسترد بيت المقدس ويعيد النظام والأمان إلى مصر ويوحد بين الشام ومصر ذلكم هو يوسف صلاح الدين بن نجم الدين أيوب، وكان مولده فى قلعة تكريت بالموصل، ولما كان نور الدين زنكى مهتما بتوحيد مصر والشام وكان العاضد واليا على مصر وشاور وزيرا عليها أرسل نور الدين جيشا كان على رأسه أسد الدين شيركوه ومعه صلاح الدين ابن أخيه وتولى شيركوه الوزارة، وأمكن له الانتصار على الصليبيين فى بلبيس ولما توفى شيركوه أوصى بالوزارة من بعده لابن أخيه صلاح الدين الذى بدأ رحلة صعوده بالقضاء على الجبهة الشيعية داخل مصر المتمثلة فى رجال القصر وعلى رأسهم مؤتمن الخلافة الذى تخلص منه مما أثار الجنود السودانيين الذين كانوا تحت إمرته، لكن صلاح الدين دحرهم فى منطقة بين القصرين، كما هزم الصليبيين فى دمياط بدعم من نور الدين وكان لنجاح صلاح الدين فى الداخل والخارج عظيم الأثر فى توطيد سلطانه نهائيا فى مصر، وكان العاضد قد ولى صلاح الدين الوزارة ومنحه لقب الناصر صلاح الدين. وفى عام 1172م أرسل إليه نورالدين بأن يقطع الخطبة عن العاضد وبنى عبيد وأن يخطب لبنى العباس ففعل ووصل الخبر إلى العاضد الذى لاقى ربه بعد الخبر بقليل، وبموت العاضد تكون فد انتهت الخلافة الفاطمية فى مصر وتوفى نورالدين زنكى وسار صلاح إلى دمشق وحلب واستولى عليهما وواجه من واجه وتصالح مع من أراد الصلح وتزوج من أرملة نورالدين زنكى (خاتون عصمة الدين) وقضى على الإسماعيلية وسارع الخليفة العباسى بإقرار صلاح الدين على مصر والشام، وفى عام 1177م كانت أولى المواجهات مع الصليبيين فى عسقلان حيث انتصر الصليبيون، وبعد عامين انقض هو عليهم منطلقا من دمشق وانتصر عليهم وفى عام 1178م كانت هناك هدنة بين صلاح الدين والصليبيين غير أنهم نقضوها باعتداء الأمير أرناط على إحدى قوافل المسلمين ساخرا منهم قائلا: "أين محمدكم دعوه يأتى لنصرتكم" فخاض صلاح الدين حربا فاصلة معهم فى حطين على مقربة من بحيرة طبرية، وذكر الأمير الصليبى بما فعله واقتص منه بنفسه ثم اتجه صلاح الدين إلى بيت المقدس والتى لم يطل حصاره لها وفى مثل هذا اليوم الرابع من مارس عام 1193م وبعد صلاة الصبح لقى صلاح الدين ربه.
