قررت الحكومة الحد من عمليات تصدير خامة الفوسفات لاعتبارات تتعلق بالأمن القومى وتلبية الاحتياجات المتنامية للصناعة المحلية من الفوسفات الخام. وقال مصدر حكومى مسؤول إن هيئة مواد الطاقة النووية طلبت من الحكومة تقليل صادرات الفوسفات خلال الفترة المقبلة مع بدء تفعيل البرنامج النووى واتخاذ خطوات جدية لبدء إنشاء البرنامج النووى. وذكر أن الفترة الماضية شهدت انخفاضًا ملحوظًا فى حجم صادرات الفوسفات الخام من خلال إجراءات ترفع من حجم الطلب المحلى وتخفض من وتيرة تصديره كمادة خام على أن يتم استخدامه فى مجالات صناعة الأسمدة الفوسفاتية. وحسب البيانات الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة فقد تم تصدير نحو مليون طن من الفوسفات بنهاية 2008 مقابل 1.5 مليون طن فى 2007 مع ارتفاع حجم الطلب المحلى من جانب مصانع الأسمدة الفوسفاتية وتسجيلها نحو 2.5 مليون طن سنويا من إجمالى الإنتاج المقدر بنحو 3.5 مليون طن. وأضاف المسؤول أنه سيتم استخلاص خام اليورانيوم من حامض الفسفوريك الذى ينتج عن الفوسفات، مشيرا إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى وجود نحو 100 ألف طن من اليورانيوم متداخلة فى مناطق تواجد خام الفوسفات. وأضاف أن خامات الفوسفات فى منطقة السباعية بمحافظة أسوان تمتاز بسهولة التعدين لوجودها على أعماق قريبة من سطح الأرض تصل إلى حوالى 1.3 متر، كما أن الصخور الحاوية اليورانيوم من النوع الهش، مما يسهل طحنها وتكسيرها. وتقدر الهيئة العامة للثروة المعدنية حجم احتياطى الفوسفات فى منطقة السباعية بنحو 70 مليون طن من المقرر ان تخدم مجمعا للصناعات الفوسفاتية وعمليات استخلاص وفصل خام اليورانيوم المستخدم فى البرنامج النووى. وأشار المسؤول، الذى فضل عدم كشف هويته، إلى أن اللجنة العليا للثروة المعدنية تعكف حاليا على إجراء دراسة لتحديد مواقع توافر خامات الفوسفات الفنية باليورانيوم أو «الكعكة الصفراء» فى مناطق أخرى إضافية من أجل العمل على إعداد خريطة متكاملة حول مراكز تواجدها. وتنتشر تكوينات الفوسفات على جانبى النيل فى المحاميد حتى وادى قنا شمالا ، ونسبة اليورانيوم فى الخام من 60 إلى 100 جزء فى المليون، وهذه النسبة تختلف من طبقة إلى طبقة فى الفوسفات ولا يمكن استخراجه مباشرة إلا من خلال تحويل تفاعل الفوسفات مع حامض الكبريتيك لتحويله إلى حامض فسفوريك. كان مجلس الشورى قد أوصى العام الماضى بدعم صناعة حمض الفسفوريك مما يتيح الوصول إلى استخراج اليورانيوم من خامات الفوسفات عالى التركيز كمنتج ثانوى وبتكاليف اقتصادية فى إطار جهوده للاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية. من جانبه أكد أمجد غنيم، وكيل أول وزارة البترول سابقا لشؤون الثروة المعدنية، ضرورة الاستفادة من خامات الفوسفات بأقصى صورة ممكنة خاصة فى القطاع الصناعى الذى يعتمد على مدخلات إنتاج طبيعية مثل الفوسفات والكفيلة برفع القيمة المضافة.
