منذ منتصف سبتمبر الماضى، أصاب العالم أجمع الفيروس المالى، فلا المؤسسات المالية الكبرى التى استنجدت بحكوماتها لإنقاذها من هذا الفيروس فى مأمن، ولا الحكومات نفسها، التى اتخذت هى الأخرى ومازالت تتخذ سلسلة من الإجراءات للحد من تداعيات هذا الفيروس، فى مأمن. فمع بداية هذا الفيروس بدأنا نقرأ عبر مانشيتات الصحف ونشاهد عبر نشرات الاخبار الفضائية ونسمع من خلال أثير الإذاعات المسموعة عن قيام شركات عالمية كبرى بتسريح المئات والآلاف من موظفيها، وذلك تأثراً بعدوى هذا الفيروس. فعلى سبيل المثال، اعتبرت صحيفة «أساهى اليابانية» الأزمة المالية والاقتصادية واستمرار الركود الكامل فى العالم وتسريح الموظفين «تسونامى»، وأشارت إلى أنه خلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت شركة «نيسان» اليابانية لصناعة السيارات أنها ستلغى 120 ألف وظيفة بين أبريل 2009 ومارس 2010، بهدف مواجهة الخسائر التى سببتها الأزمة الاقتصادية العالمية، وبالإضافة إلى خفض عدد العاملين، ستعتمد «نيسان» نظام «تقاسم العمل» بالنسبة لموظفيها، وستخفض ساعات العمل، أو ستلجأ إلى إغلاق مصانعها لأيام، فضلاً عن خفض مكافآت المسؤولين. وأوضحت الصحيفة أن هذه الإجراءات تهدف إلى خفض النفقات المتعلقة بأجور العمال فى اليابان«العالية جدا». أما صحيفة «تايم» الأمريكية، أشارت إلى أن هذا الفيروس العالمى نال أيضاً من مجال الصحافة، وأصبح من المحتمل الآن أن يأتى الوقت الذى لن نجد فيه أى صحف أو مجلات مطبوعة فى معظم مدن العالم، وعلاوة على ذلك، فإن الشبكات الإخبارية لن توظف غير عدد ضئيل جداً من المراسلين. لكن على الرغم من كل ذلك إلا أن غالبية الصحف أصبحت تقرأ بشكل أفضل من أى وقت سابق، كما أن المجلات الإخبارية وغيرها باتت أكثر شهرة من قبل بين الفئات العمرية المتفاوتة، حتى بين الشباب وصغار السن، إلا أن عددا قليلا جدا من هؤلاء المستهلكين يدفعون ثمناً لقراءة هذه الصحف، والسبب فى ذلك يرجع إلى أن الغالبية العظمى من مواطنى الولاياتالمتحدة يحصلون على كل ما يريدون من أخبار ومعلومات عن طريق المواقع الإلكترونية الخاصة بالصحف على شبكة الإنترنت، وفى الواقع لا أحد يستطيع أن يوجه لهم اللوم بأى حال من الأحوال، بحسب ما ذكره مركز «بيو» للأبحاث. وأضافت صحيفة «تايم» أنه من المحتمل أن يكون هناك خيار واحد أمام الجرائد المطبوعة من أجل الاستمرار والبقاء، فعلها مثلاً أن تفعل مثلما فعلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية وصحيفة «ديترويت فرى برس»، التى تعد أكبر صحيفة يومية فى ديترويت، بالولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد أن اكتفيتا ببث خدماتهما إلكترونياً عبر مواقع الإنترنت مع الاستغناء عن النسخ المطبوعة. لكن صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية فأشارت إلى أنه من قبل مجئ الأزمة الاقتصادية العالمية، كانت توجد أزمة الغذاء العالمية التى أثارت قلق دول العالم، خوفاً من ازدياد الجوع والمجاعات فى مختلف دول العالم. وبحسب الصحيفة فإنه بإمكان العالم أن يحل هذه المشكلة، وأوضحت أنه فى الستينيات أدى التطور التكنولوجى إلى تطوير نوعية الحبوب التى تتم زراعتها، وتطوير أساليب الرى ونوعية الأسمدة، مما أدى إلى زيادة إنتاج الغذاء خاصة فى آسيا، كما أن السماح للمزارعين بالكسب والتجارة ساهم بشكل كبير فى تخفيف الجوع والمجاعات فى الصين.