فى سابقة هى الأولى من نوعها على سوق المحمول، بدأت إحدى الشركات الثلاث العاملة فى هذا المجال تغيير سياساتها التسويقية واللجوء لأسلوب «طرق الأبواب» لخطف أكبر عدد ممكن من المستخدمين، فى الوقت الذى تؤكد فيه المؤشرات وصول السوق إلى أولى «محطات التشبع» ودخول السباق بين الشركات مرحلة التنافس على أدنى شرائح المستخدمين. وأظهرت إحصاءات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تراجع نسبة الزيادة فى مشتركى المحمول بنهاية العام الماضى 2008، لتصل إلى 33٪، مقارنة بنحو 87.5٪ خلال العام السابق 2007، وسط توقعات ببلوغها 18٪ بنهاية العام الحالى. وقال أحمد العطيفى، الخبير فى مجال الاتصالات، إن السوق بدأت بالفعل الوصول إلى مرحلة من التشبع بعد تخطى المشتركين حاجز ال 40 مليوناً بنسبة 50٪ من سكان مصر. وأشار إلى أن تراجع الزيادة فى أعداد المشتركين خلال العام الماضى 2008 مقارنة بالعام السابق يرجع إلى أن ما تحقق خلال 2007 كان بمثابة الطفرة نتيجة العروض المنافسة بين شركتى «موبينيل» و«فوادفون» فى أعقاب دخول «اتصالات» إلى السوق. وأضاف أن مرحلة التشبع الكامل للسوق ستقف عند حدود 75٪ من المصريين، مشيراً إلى أن هذه المؤشرات تدفع الشركات إلى التنافس بقوة فى طرح العروض للفوز بأكبر عدد من المستخدمين المرتقبين الذين يتراوح عددهم بين 15 و20 مليون مستخدم. فى السياق نفسه، بدأت إحدى الشركات الثلاث فى ابتكار إدارة تسويقية جديدة تحمل اسم «من الباب إلى الباب» لطرح العروض الجديدة بها على المواطنين فى منازلهم فى سابقة هى الأولى من نوعها بسوق المحمول محلياً. وربما تضع حالة التشبع التى بدأت السوق فى وضع قدميها على أولى عتباتها شركة «اتصالات مصر»، حسب أحد خبراء الاتصالات فى مأزق، خصوصاً أنها سبقت أن أعلنت استهدافها 23٪ من السوق بحلول عام 2010، فيما تشير الإحصاءات إلى وقوف حصتها عند 6٪ بنهاية يناير الماضى، الأمر الذى يجعل من مساعيها لتحقيق مكاسب تغطى تكلفتها الاستثمارية أمراً صعباً بعد أن وصلت قيمة ترخيصها فقط قبل نحو عامين 16.7 مليار جنيه، بخلاف الاستثمارات التى تم ضخها لبناء الشبكات. ولم يعلق مسؤولو اتصالات على ذلك، غير أن العطيفى، رأى أن الشبكة الثالثة لا تعتمد بشكل كبير على المشتركين داخل مصر وإنما الإيرادات الناجمة عن إيرادات التجوال الدولى عبر اتفاقيات «التوأمة» التى أبرمتها مع أسواق الخليج، خصوصاً السعودية والإمارات والتى تحظى بعدد كبير من العمالة المصرية فى الخارج والتى تمثل أكبر نسبة تجوال فى المنطقة العربية. وأشار أحد خبراء الاتصالات إلى أن هذا التوجه من قبل «اتصالات» بشكل خاص للتركيز على الأسواق الخارجية سيتأثر سلباً بتداعيات الأزمة العالمية، فى ظل التوقعات بعودة نسبة من المصريين العاملين بالدول العربية، إلا أن محمد صديق، محلل الاتصالات فى شركة برايم للأوراق المالية، اعتبر أن هذا التأثر لن يكون كبيراً باعتبار أن شركات المحمول تعتمد فى إيراداتها من التجوال على مكالمات الشركات المصرية التى لديها تعاملات خارجية وليس الأفراد. لافتاً إلى أن شركات المحمول ستظل تحقق معدلات نمو خلال الفترة المقبلة وإن كان أقل من النسب السابقة رغم اقتراب السوق من التشبع.