يجوز أن تنعقد المقارنة بين الأصل والفرع، بين الإخوان (الأصل) وحماس (الفرع)، خاصة أن كليهما خسر ما كانت قطوفه دانية، النصر أو الشهادة، لم تتمكن حماس من الشهادة فى غزة، ولم يتمكن الإخوان من النصر فى القاهرة. عكس ما يعتقد المرشد عاكف، المنتعش سياسياً، الإخوان كانوا أكبر الخاسرين بعد حماس، وبرغم الخسارة الفادحة، التى تكبدها النظام المصرى بفعل فاعل (إسرائيلى) إلا أن الإخوان لم يربحوا إنشاً واحداً، لم يتقدموا بوصة واحدة فى الشارع، الذى قاطع مظاهراتهم، تركهم يتظاهرون حتى يتعبوا، كانوا يخرجون للتظاهر ويعودون أدراجهم دون أن تصيب شباكهم متظاهراً ولو عابراً أو ابن سبيل، كأنك يا أبوزيد لا رحت ولا جيت. لم يربح الإخوان سهماً واحداً مما خسره النظام فى بورصة المزايدات العربية الرخيصة، لم يسجلوا بنطاً واحداً مما كانت تؤهلهم لكسبه مجزرة غزة، بعد غزة الإخوان ما هم الإخوان.. رفع عنهم الغطاء، الإخوان والمصريون، صاروا كل فى طريق. خسر الإخوان الجلد والسقط فى غزة، لم يدع مرشدهم ولو بصفة مراقب إلى قمة الدوحة، التى اتسعت لكل الفرقاء المناهضين لمصر، وضاقت بما رحبت بالإخوان، لا يعيرونهم وزناً، صار (الأصل - الإخوان) يخدم (الفرع - حماس) ويغسل قدميه. خسر الإخوان كثيراً يوم رفعوا أعلام الإخوان وشعارات الإخوان والمصاحف فى وجه الشعب المكلوم على أطفال غزة، ورددوا هتافاتهم «الله أكبر ولله الحمد»، أجتبوا أطفال غزة باعتبارهم أطفال الإخوان، الأطفال أحباب الله، وتاجروا بهم، بثمن بخس، مقاعد معدودة فى البرلمان. يقبل النظام يديه باطنها وظاهرها على وجود عاكف وإخوانه فى مكتب الإرشاد، ثبت أنهم من جيل عتيق، ضيق الأفق، لا يفقه فى العمل السياسى شيئاً، أدمن العمل السرى، الإخوان رفعوا العلم الإخوانى وتجاهلوا العلم المصرى، لو رفعوا العلم المصرى لكسبوا كثيراً، نشكركم على ضيق الأفق. المجزرة كشفت عن خرف سياسى مزمن يسيطر على عقلية إخوان مصر، الإخوان خسروا سياسياً ما كانوا سيكسبون، جبهة الرفض على الجبهة المصرية كانت خاوية إلا من الإخوان، تفردت الجماعة، وتفلتت، وابتعدت بمسافة عن الشعور العام الذى جرحته إهانات من تربوا فى حجر مصر، فلما شبوا عن الطوق بالوا فى حجرها، الإخوان يبولون فى الطبق الذى فيه يأكلون، لم تلق بهم مصر فى عرض الطريق قرفاً، حملتهم وهنا على وهن، حان وقت الفطام. مظاهرات الإخوان كانت تخرج وتعود دون أن تجتذب حتى من هو أكثر غضباً من الإخوان ونقمة على إسرائيل، بعضهم بينه والنظام ما صنع الحداد، ولكنها الوطنية المصرية التى نسيها الإخوان فى غفلة فنسوا أنفسهم، تهيأ للإخوان انكسار النظام، فانتشوا فى الشوارع الفضائية، يهللون ويكبرون، بئس ما يفعلون، الانكسار يصيب نشوة عند نفر من الموتورين. الإخوان لعبوها محليات، تخيلوا أنهم فى انتخابات أمام حزب أحمد عز، الإخوان لم يلعبوا دولى من قبل، الأزمة كانت أكبر من الإخوان، أزمة دولية، وتداعياتها أعمق، أكبر من استيعاب مدرس الألعاب ورهطه، المصريون جرحوا فى وطنيتهم، فى مصريتهم، فى منعتهم الوطنية، تتداعت عليهم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، هبوا المصريون للدفاع عن مصرهم والإخوان عنها قعود.