سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«المصرى اليوم» تكشف أخطر عصابة لتهريب الأطفال المصريين إلى أمريكا.. طبيبان ومحاسب ومشرفة بدار أيتام يبيعون «أطفال السّفاح» لأسر أمريكية مقابل 8 آلاف جنيه للبنت و14 ألفاً للولد
تكشف «المصرى اليوم» عن واحدة من أخطر القضايا التى تُجرى سلطات التحقيق المصرية تحقيقات سرية فيها، على مدى ما يقرب من شهرين.. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة، وتكتمت السلطات على الوقائع إلى حين التوصل إلى الخيوط والأطراف المتورطة، نظراً لارتباط الجرائم المرتكبة بعدة جهات وأشخاص مصريين وأجانب. وتوصلت الجريدة إلى الخيوط الأولى فى وقت مبكر.. ولكنها آثرت التحقق من المعلومات التى لديها وتدقيق الوقائع من أطرافها، بينما كانت التحقيقات تجرى فى سرية تامة فى مكتب النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، لضمان عدم تسرب أى معلومات لوسائل الإعلام المختلفة. حصلت «المصرى اليوم» على معلومات تؤكد وجود عصابة منظمة للاتجار فى الأطفال المصريين حديثى الولادة، وتهريبهم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتجنيسهم بالجنسية الأمريكية، وتورط فى الجريمة سماسرة وأطباء، حيث مارسوا نشاطهم على مدى فترة طويلة بشراء أطفال حديثى الولادة «أبناء سفاح» من أمهاتهم، عبر أطباء وممرضات فى أحد المستشفيات الخاصة وعدة عيادات خارجية، وبيعهم لأسر أمريكية محرومة من الإنجاب مقابل مبالغ مالية زهيدة، حيث قامت هذه الأسر بمنحهم الجنسية الأمريكية، واصطحابهم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بزعم أنهم أنجبوهم داخل الأراضى المصرية. واستغرقت الجريدة فى التحقق من الأمر شهراً كاملاً، وتجمعت لديها الوقائع التفصيلية، حيث بدأت ببلاغ من السفارة الأمريكية فى القاهرة إلى قسم قصر النيل بوجود سيدة «مصرية أمريكية» «إ.ب» تطلب استخراج جوازات سفر لطفلين حديثى الولادة «ولد وبنت»، وأنها ادعت أنها أنجبتهما فى القاهرة من زوجها الأمريكى «ل.أ»، فانتقلت قوة من الشرطة إلى السفارة، وألقت القبض على السيدة وخضعت للاستجواب الفورى، فاعترفت بأنها اشترت الطفلين من اثنين من السماسرة «رجل وامرأة»، وأرشدت عن مكان تواجد الطفلين والزوج الأمريكى. ونظراً لخطورة القضية تم إبلاغ النائب العام بالأمر، فتقرر إجراء التحقيقات فى مكتبه، وتفجرت مفاجآت عديدة أثناء التحقيقات، حيث أدلت السيدة باعترافات تفصيلية حول الجريمة، وأرشدت إلى السماسرة، وتبين أن العصابة تتشكل من طبيبين شهيرين نساء وتوليد «ج.س» و«أ.ح» ومحاسب فى أحد البنوك «ج.ج»، ومشرفة فى إحدى دور رعاية الأيتام، وبإلقاء القبض على المتهمين، اعترفوا فى التحقيقات بأنهم يحصلون على الأطفال حديثى الولادة من أمهاتهم اللاتى حملن فيهم «سفاحًا» مقابل مبالغ مادية، ثم يقومون ببيع الأطفال إلى أسر أمريكية تحضر إلى مصر خصيصًا من أجل ذلك مقابل 8 آلاف جنيه مصرى للبنت و14 ألف جنيه للولد، وأن هذه الأسر تقوم بعد تسلم الأطفال بالتوجه إلى السفارة الأمريكيةبالقاهرة لتسجيل الأطفال باعتبارهم أبناء طبيعيين تم إنجابهم فى القاهرة، ويطلبون استخراج جوازات سفر أمريكية لهم، ثم اصطحابهم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتشير المعلومات التى حصلت عليها «المصرى اليوم» إلى أن أفراد المجموعة يمارسون عملهم عبر مرشدين ومرشدات، مهمتهم الإرشاد إلى الفتيات والسيدات اللاتى يحملن سفاحًا «بالزنى»، ويرغبن فى التخلص من أطفالهن، ويتم الاتفاق مع الأم قبل الولادة أو بعدها مباشرة على شراء الطفل، دون أن تعلم الأم شيئاً عن الأسرة التى ستتبناه أو المكان الذى سيعيش فيه. وتواصلت المفاجآت، حيث دلت التحريات على وجود أسرتين أمريكيتين أخريين، تقدمتا للسفارة الأمريكية بعد إلقاء القبض على الأسرة الأولى بأيام للحصول على جوازات سفر لأطفال آخرين، وتم إلقاء القبض عليهم، واعترفوا فى التحقيقات بالحصول على الأطفال بنفس الطريقة، وبهدف تبنيهم ومنحهم الجنسية الأمريكية. وأكدت مصادر ل«المصرى اليوم» أنه من المتوقع أن يصدر قرار النيابة العامة بإحالة القضية إلى محكمة الجنايات خلال الأيام القليلة المقبلة.