فى عام 1975 اقترح كمال الملاخ إقامة مهرجان سينمائى فى الإسكندرية لدول البحر المتوسط، وعلقت على الاقتراح فى افتتاحية جريدة «الجمهورية»، ودعوت إلى إقامة المهرجان فى القاهرة، ولكل دول العالم. ووافق وزير الثقافة آنذاك على اقتراحى، ولكنى لم أشارك فى مهرجان القاهرة منذ دورته الأولى عام 1976 وحتى عام 1985، وكانت الجهة التى تنظمه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما. اعترف الاتحاد الدولى بمهرجان القاهرة فى دورته الثانية عام 1977، وسحب اعترافه بعد دورته الثالثة عام 1978، لوقوع أخطاء فادحة، وظل منذ دورته الرابعة عام 1979 ممنوعاً من إقامة مسابقة أو منح جوائز، وغير معترف به دولياً، حتى كمهرجان من دون مسابقة. وتدهور حال المهرجان سنة بعد أخرى حتى توقف تماماً بعد أن حضره منصور حسن، وزير الثقافة، وقال، كما نشرت الصحف: «لو كان فرح ابنتى لما حضرته». وفى عام 1985 كنت عضواً فى لجنة المهرجان السينمائية بوزارة الثقافة، وكان سعد الدين وهبة يرأس اللجنة، وفى إحدى الجلسات اقترحت على اللجنة، وأغلب أعضائها أحياء يرزقون والحمد لله، أن تنظم وزارة الثقافة المهرجان، وأن يكون رئيسه هو رئيس اللجنة، ومجلس الإدارة أعضاء اللجنة، فوافق الجميع، وعهدوا إلىّ بإدارة المهرجان. وبفضل دورة 1985 اعترف الاتحاد الدولى من جديد بمهرجان القاهرة كمهرجان من دون مسابقة، ثم كمهرجان بمسابقة عام 1991. وقد قمت بإعلان ميزانية دورة 1985، وأنها حققت أرباحاً تزيد على 50 ألف جنيه، ولم أحصل ولا أى من الذين عملوا فى هذه الدورة على أى أجور. ولم يكن عملنا من دون مقابل اختياراً، فمن يعمل من دون أجر يكون مدعاة للريبة والشك، وليس كما يتصور البعض، وإنما كان ذلك استجابة من سعد الدين وهبة لنداء الدكتور على لطفى، رئيس مجلس الوزراء، لإقامة مشروعات ب«الجهود الذاتية». وبعد دورة 1985 قال لى سعد الدين وهبة إنه «أخذ» المهرجان من الوزارة، وسيحقق الملايين، وليس 50 ألف جنيه ليتم تمويل المهرجان ذاتياً، ويصبح من المهرجانات الكبرى. ولكنى اعتذرت عن عدم الاستمرار فى العمل كمدير للمهرجان من دون أن تنظمه وزارة الثقافة، وهنا قال لى رحمه الله كنت أعلم أنك لن تقبل ذلك، فمن ترشح، قلت من دون تردد يوسف شريف رزق الله. بمبادرة من هاشم النحاس عندما كان يرأس المركز القومى للسينما عام 1991 أقيمت الدورة الأولى من مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، وأقيمت الدورة الثانية عام 1992، والثالثة عام 1993، ثم توقف المهرجان عام 1994. وفى عام 1995 اقترحت على سمير غريب وكان مديراً لصندوق التنمية الثقافية أن ينظم الصندوق المهرجان وأن يتولى رئاسته، فوافق، واشترط أن أعمل مديراً للمهرجان بمكافأة شاملة قدرها ثلاثة آلاف جنيه، وأقيمت الدورة الرابعة عام 1995، ولايزال المهرجان ينعقد سنوياً حتى الآن وإن انتقلت إدارته إلى المركز القومى للسينما، وبعد دورة 1995 قدمت استقالتى، وغداً أختتم الحديث عن هذا الموضوع. [email protected]