سيطرت حالة من الانكماش الملحوظ على حركة البيع والشراء فى سوق السيارات المستعملة والجديدة التى دفعت بأسعار بعض الموديلات «الزيرو» إلى التراجع بشكل متفاوت، فيما انخفضت أسعار المستعمل بدرجات كبيرة، وصلت - حسب وصف عدد من المتعاملين فى السوق - إلى «الأرض». سيطر الخوف على تجار السيارات الجديدة من «إنحسار» مبيعاتهم بشكل كبير، قدره بعضهم بنسب تدور بين 20 و30٪، خلال العام الجديد، مؤكدين أن سوق المستعمل تشهد «أسوأ» حالاتها فى ظل انخفاض أسعاره بنسب وصلت فى بعض الموديلات إلى ما بين 40 و50٪، ورغم اتفاق العديد من العاملين فى سوق السيارات الجديدة على أن احتمالات تراجع مبيعاتهم فى العام الجديد أصبحت محتومة، إلا أنهم أصروا على رفض التكهن بتراجع الأسعار، باعتبار ذلك مرتبطاً بالعديد من العوامل التى يصعب تغييرها على مدار أشهر قليلة. قال محسن طلائع، رئيس شركة الطلائع للسيارات، إن أسعار السيارات الجديدة لن تتراجع، مشيراً إلى ارتباطها بتكلفة ثابتة لا يمكن للشركات المنتجة تخفيضها. وأضاف ل«المصرى اليوم» أن الشركات العالمية المنتجة للسيارات لم تخفض أسعارها، وإنما خفض بعضها إنتاجها بنسب تقترب من 40٪ وأغلق آخرون مصانعهم لمدة 90 يوماً منها «بى إم دبليو»، لافتاً إلى إعلان شركات صناعة سيارات أمريكية وأوروبية وآسيوية مؤخراً، من بينها ««جنرال موتورز» الأمريكية و«بيجو ستروين» و«رينو» الفرنسيتان و«تويوتا» اليابانية، عن تخفيضات فى الإنتاج بلغت فى المتوسط 35٪ عالمياً، لتصريف مخزون السيارات لديها. وأضاف رئيس شركة الطلائع أن تراجع أسعار بعض الماركات، على مدار الشهرين الماضيين فى السوق، يرجع إلى قيام بعض التجار فى الخارج بتخفيض أسعار الموديلات للتخلص من المخزون الراكد لديهم. فى جولة ل«المصرى اليوم» بعدد من أسواق المستعمل فى القاهرة، التى تنظم على مدار الأسبوع فى مناطق مختلفة، ساد نوع من الجمود حركة التعاملات، وكادت عمليات البيع والشراء تختفى. ولم تشهد سوق سيارات المعادى التى تجمع بين الملاكى والأجرة الجمعة الماضى، سوى حالة بيع واحدة لسيارة أجرة، فيما اختفت التعاملات فى سوق الملاكى رغم أن الأسعار شهدت تراجعاً ملحوظاً فى بعض الموديلات وصلت إلى 40٪.
