للمرة الأولى.. سيدة من ذوي البصيرة رئيسا لأحد الأقسام بجامعة الأزهر    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    ملف العمل في "الجمهورية الجديدة "| الحلقة الثانية عشرة.. تشريعات لتعزيز علاقات العاملين وامتثال للمعايير الدولية    النفط يتراجع مع استئناف الحكومة الأمريكية شراء النفط لاحتياطيها الاستراتيجي    تراجع كبير في سعر الذهب الآن.. اعرف عيار 21 وصل كام    بيسكوف: روسيا أطلقت العملية العسكرية الخاصة لحماية الأجيال القادمة    ضياء رشوان: حكومة نتنياهو تسعى لخداع الجميع باجتياح رفح وأولهم الداخل الإسرائيلي    صالح جمعة: الجميع في الكرخ مصدوم من عقوبة ال6 أشهر.. وأتمنى العودة لمنتخب مصر    بالصور.. أنغام تكشف عن جلسة تصوير بفستان حفل أوبرا دبي "الساحر"    تحذير شديد بشأن الطقس غدا الأربعاء: كتلة هوائية ساخنة تضرب البلاد    هيفاء وهبي تهنئ إليسا على ألبومها الجديد "أنا سكتين".. ماذا قالت؟    أثارت الجدل بإطلالتها.. مطربة شهيرة تظهر بفوطة حمام في حفل Met Gala    مريم الجندي تتألق بالأسود في أحدث ظهور لها على "إنستجرام".. صور    بالفيديو.. أسامة الحديدي: سيدنا النبي اعتمر 4 مرات فى ذى القعدة لهذا السبب    أسامة كمال: اتحاد القبائل العربية حائط صد لمنع زعزعة الاستقرار    تحديد موعد انطلاق مهرجان أجيال السينمائي    الشعب الجمهوري بالشرقية يكرم النماذج المتميزة في صناعة وزراعة البردي    انعقاد ثالث المجالس الحديثية بالمحافظات.. السبت المقبل 11 مايو    بوينغ تلغي أول رحلة مأهولة لها إلى الفضاء بسبب خلل في صمام الصاروخ    فرنسا تعرب عن «قلقها» إزاء الهجوم الإسرائيلي على رفح    تخفيض الحد الأدنى للفاتورة الإلكترونية إلى 25 ألف جنيها من أغسطس    أماني ضرغام: تكريمي اليوم اهديه لكل إمراة مصرية| فيديو    «عبدالمنعم» يتمسك بالإحتراف.. وإدارة الأهلي تنوي رفع قيمة عقده    زراعة عين شمس تستضيف الملتقى التعريفي لتحالف مشاريع البيوتكنولوجي    بالفيديو.. خالد الجندي: الحكمة تقتضى علم المرء حدود قدراته وأبعاد أى قرار فى حياته    نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: تعليم وتعلم اللغات أمر شرعي    مراقبة الأغذية بالدقهلية تكثف حملاتها بالمرور على 174 منشأة خلال أسبوع    في اليوم العالمي للربو.. مخاطر المرض وسبل الوقاية والعلاج    وصفة تايلاندية.. طريقة عمل سلطة الباذنجان    فرسان العلم والعمل والإنتاج مع أحمد إبراهيم في قناة مصر الزراعية يومي الاثنين والأربعاء    جامعة القاهرة تعلن انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض الطويلة    إصابة 4 أشخاص في حادث سقوط سيارة داخل ترعة في قنا    البورصات الخليجية تغلق على تراجع شبه جماعي مع تصاعد التوتر بالشرق الأوسط    وفد النادي الدولي للإعلام الرياضي يزور معهد الصحافة والعلوم الإخبارية في تونس    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    البرلمان العربي: الهجوم الإسرائيلي على رفح الفلسطينية يقوض جهود التوصل لهدنة    وضع حجر الأساس لنادي النيابة الإدارية في بيانكي غرب الإسكندرية (صور)    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    الرئاسة الفلسطينية تحمل واشنطن تبعات الاجتياح الإسرائيلي لرفح    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    أسامة جلال يخضع لعملية جراحية ويغيب عن بيراميدز 3 أسابيع    بعد الإنجاز الأخير.. سام مرسي يتحدث عن مستقبله مع منتخب مصر    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    ضبط نصف طن أسماك مملحة ولحوم ودواجن فاسدة بالمنيا    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار الغرفة المغلقة
نشر في المصري اليوم يوم 30 - 12 - 2008

ماذا يمكن أن يحدث إذا جمعنا أربعة أشخاص داخل غرفة مغلقة بإحكام، أحدهم ينتمى للحزب الوطنى عضو فى أمانة السياسات وآخر ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين عضو مكتب الإرشاد، وثالثهم مثقف ينتمى لحزب معارض، والرابع مواطن مصرى عادى،
وعلقنا مفتاح الغرفة فى سقفها بحيث يتطلب إحضاره أن يرفع اثنان الثالث للوصول إليه، وأخبرناهم أن هواء الغرفة سينفد فى غضون ساعات، وأن أول من يخرج سيكون رئيساً لمصر!!
ماذا يمكن أن يحدث داخل الغرفة، وما الحوارات التى ستحدث بينهم؟ فى الساعة الأولى سيجلس كل واحد منهم فى ركن من الغرفة حتى يحسب حساباته، بعدها سيدعو المثقف الثلاثة الآخرين لإقامة حوار ودراسة كيفية الخروج من الأزمة، وأول ما سيفعلون هو استبعاد المواطن العادى من الاجتماع، وعندما يسأل عن السبب،
سيرد «الوطنى»: لأنك غير مستعد بعد للديمقراطية، والإخوانى: إنك قليل العلم والخبرة بشؤون دينك ودنياك، فكيف للأعمى أن يقود البصير، وسيعقب المثقف: أنت غير مؤهل فكرياً وثقافياً لمثل هذا الحوار، فيعود المواطن إلى ركنه يائساً مهزوماً مثل عادته ليترك الحوار لأهله كما يدعون،
ويبدأ الحوار وبعد الديباجة إياها والحديث عن الترفع عن المصالح الشخصية من أجل المصلحة العامة، وبعد أن يكون نفد نصف الهواء الموجود فى الغرفة، يبدأون فى طرح الحل، مَنْ منهم سيحمل مَنْ لإحضار المفتاح، وبالتبعية أن يكون أول من يخرج ليصل إلى الحكم،
فيقول المثقف إنه من المستحيل أن أرفع الإخوانى لأننى ضد خلط الدين بالسياسة، كما أننى لن أنسى له هجومه على روايتى الأخيرة بدعوى إساءتها للإسلام، وبالطبع لن أحمل «الوطنى» لأنه إذا وصل للحكم فلن يتركه ولقد تجاهلنى وهمشنى كمثقف ومعارض طوال الثلاثين عاماً التى كان حزبه فى الحكم، بالإضافة إلى أن كليكما ضد الديمقراطية وضد تداول السلطة،
ويرد «الوطنى»: وأنا لن أرفع الإخوانى لنفس أسباب المثقف، ولن أرفع المثقف لأنه إنسان حالم أضاع عمره فى ترديد شعارات جوفاء لا طائل منها، وأتهمه بنفس ما اتهمنى به من أنه إذا وصل للحكم فلن يتركه كما لم يترك رئاسة حزبه المعارض منذ ثلاثين عاماً هو الآخر، ويرد الإخوانى:
وأنا لن أرفع علمانياً يؤلف روايات خارجة إلى الحكم، وبالتأكيد لن أرفع من اعتقلنى وزج بى فى السجون دون سبب سوى اختلافى معه فى الرأى، وبعد ساعات من تبادل الاتهامات والتجريح والتخوين والضرب فوق الحزام وتحت الحزام، وبعد أن يقترب الهواء من النفاد، يقرر ثلاثتهم أن يتوجهوا إلى المواطن لمحاولة استقطابه واستخدامه فى الوصول إلى مفتاح الحكم، ولكنهم يجدونه قد مات، نعم مات، لم يتحمل جسده النحيل الضعيف، المصاب بفيروسات الكبد وحصوات الكلى وحساسية الصدر، قلة الهواء،
اختنق وهو يحلم بالحرية، يحلم بنسمة هواء نقى تملأ صدره بدلاً من جو الغرفة الخانق، لم يكن يهتم كثيراً بمن سيصل إلى المفتاح بقدر ما تمنى أن يعطيه من يصل حريته وحقه فى التنفس بحرية، لم يكن أبداً سلبياً ولكنهم استبعدوه وهمشوه من البداية،
ولم يعودوا إليه إلا ليستخدموه كأداة لتحقيق مصالحهم، ولكن موته لم يشفع له عندهم، لم يغمضوا عينيه ويقرأوا له الفاتحة، لم يندموا على خطئهم فى حقه، بل تصارعوا على الجثة، كل يريد أن يصعد على الجثة أملاً فى أن ترفعه قليلاً ليصل إلى مبتغاه قبل أن ينفد الهواء، الكل يقفز فوق الجثة، والهواء ينفد، والأمل فى الحرية يبدو أنه قد مات مع المواطن.
أحمد عبدالغنى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.