ترامب يتهم بايدن بقيادة "إدارة من الجستابو"    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    محمد صلاح: هزيمة الزمالك أمام سموحة لن تؤثر على مباراة نهضة بركان    حالة الطقس اليوم.. تحذيرات من نزول البحر فى شم النسيم وسقوط أمطار    بسعر مش حتصدقه وإمكانيات هتبهرك.. تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo    نجل هبة مجدي ومحمد محسن يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    موعد مباراة الأهلي ضد الهلال اليوم الإثنين 6-5-2024 في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    طالب ثانوي.. ننشر صورة المتوفى في حادث سباق السيارات بالإسماعيلية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    150 جنيهًا متوسط أسعار بيض شم النسيم اليوم الاثنين.. وهذه قيمة الدواجن    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد اليهودية    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم منير المتهم الأول فى «التنظيم الدولى» (1-2) شخصيات رسمية تزور مكتب «الإخوان» فى لندن

نبرات صوته تحمل أحاسيس متباينة تجاه سنوات الاعتقال التى قضاها فى السجون المصرية على مدار 14 عامًا، وجهت له خلالها العديد من الاتهامات، منها قلب نظام الحكم عندما كان عمرة 17 عامًا، وقدم على خلفيتها لمحكمة عسكرية «سرية» عام 1955.
يبلغ من العمر 73 عامًا، لقبه البعض ب«مسؤول الإخوان فى أوروبا»، ولقبه البعض الآخر ب«النائب الثالث للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر»، فى حين رفض كل هذه التوصيفات، وعرف نفسه بأنه عضو «عادى» فى الجماعة.
ورغم هجرته إلى لندن قبل 20 عامًا، فإنه مازال يحمل عضوية مكتب إرشاد الجماعة. حاورنا إبراهيم منير أحمد، تلك الشخصية التى أثارت جدلًا شديدًا حول قضايا الساعة، وأداء الجماعة فى مصر وأوروبا، وما أثير حول قيام مكتب لندن بإعداد مقابلات بين إخوان مصر من جانب، والحكومة البريطانية والإدارة الأمريكية من جانب آخر، فإلى نص الحوار:
■ فى البداية، ما منصبك التنظيمى فى الجماعة، وهل توليت مهام منصبك الجديد، النائب الثالث للمرشد، خلفًا للمرحوم الدكتور حسن هويدى؟
- أنا مجرد «أخ عادى» فى الجماعة، ولم يكلفنى أحد بمهام النائب الثالث لمرشد الإخوان المسلمين، فنحن لسنا طلاب دنيا وإنما طلاب آخرة. أما ما أثاره الإعلام المصرى من تكليفى بهذه المهام، فهو غير صحيح، وعلى كل الأحوال، يؤخذ على الإعلام المصرى أنه يسير خلف الشائعات ولا يتحقق منها.
■ ولكن وقائع تكليفك بهذا المنصب ثابتة من خلال زيارة الدكتور محمد سعد الكتاتنى، عضو مكتب الإرشاد ورئيس الكتلة البرلمانية للجماعة لك فى لندن، ونقل تكليف المرشد لك للقيام بأعمال المنصب الجديد؟
- فى الحقيقة، أنا تقابلت كثيرًا مع الدكتور الكتاتنى، ومجموعات أخرى من الإخوان، وألتقى بالكثير منهم بين الوقت والآخر، فقد التقيت الدكتور الكتاتنى فى أكثر من لقاء وفى أكثر من مؤتمر، وآخرون قابلتهم بإسطنبول فى مؤتمرات عقدت هناك. كما أننى التقيت أيضًا مع نجم الدين أربكان، زعيم حزب الرفاة التركى، ورجب طيب أردوجان، رئيس الوزراء التركى، قبل أن يتولى رئاسة الوزارة، لأنه تجمعنى بهم علاقات شخصية عريقة، فلا تعنى مقابلتى هذه الشخصيات تكليفى بأمر تنظيمى.
■ ولكن الإعلام يقدمك على أنك ممثل الإخوان فى أوروبا، وبهذه الصفة التنظيمية تتحرك؟
- أنا أُعرف نفسى بما أنا عليه، وليس بما يُعرفنى به غيرى، وأتحدث باسم جماعة الإخوان فى كل مكان، وإذا لم أجد أحدًا يتحدث باسم الإخوان أقدم نفسى للحديث عنهم، ولا أتصور أن فى ذلك عنتاً أو أننى آخذ حقًا ليس من حقى.
■ إذن ما صفتك التنظيمية؟
- هذا شىء خاص بجماعة الإخوان المسلمين، فما دخل الصحافة بصفتى التنظيمية.
■ لكن معلوم أن لديكم مكتبًا فى لندن وتديرون شؤون الجماعة فى أوروبا من خلاله؟
- حقيقى لدينا مكتب فى لندن نصدر من خلاله رسالة صغيرة تسمى رسالة الإخوان للتعريف بالجماعة فى أوروبا، ومركزنا مرخص من قبل الحكومة البريطانية، وهدفه التعريف بالجماعة للدارسين وغير الدارسين، كى يعرفوا أكثر عن الإخوان أو من يريد أن يكتب شيئًا عن الجماعة «رسائل ماجستير ودكتوراه»، ويزوره صحفيون وإعلاميون وباحثون من شتى بقاع الأرض، وكل الأنواع التى ربما تخطر على بالك ونتحدث معهم بكل صراحة عن من نحن؟ وماذا نريد؟، ولم تحدث «أزمة» فى مصر إلا وتأتى إلينا هذه الطوائف المختلفة التى عددتها لك تأخذ رأينا إزاء أى قضية، وهناك من الشخصيات الرسمية وغير الرسمية التى زارت مكتبنا وتشاورت معنا.
■ ما الشخصيات الرسمية التى زارت مكتبكم.. وماذا كانت تريد منكم؟
- هذا الأمر يعود إلى هذه الشخصيات، إن كانت تريد أن يذكر اسمها فى الإعلام أم لا، ولا أستطيع أن أسرد أسماء من يأتون إلينا، لربما لا تحب هذه الشخصيات أن نفصح عن أسمائها.
■ هل زاركم أحد من «الخارجية» أو حتى «الداخلية» المصرية؟
- لم يحدث، فالنظام فى مصر يحتاج إلى 50 عامًا حتى يتعلم كيف يتعامل مع الناس، الدنيا تأتى إلينا. أناس ينتقدوننا ويقولون لنا إنكم أخطأتم كجماعة، ونتقبل منهم ما يقولونه ونصحح لهم بعض ما نقل إليهم خطأ من غيرنا.
وعلى كل الأحوال الماضى الذى عايشته وقراءتى للتاريخ تجعلنى معايشًا للأحداث وأستطيع من خلال هذه المعايشة الحديث عن واقع الجماعة، كل هذا يحدث فى غيبة القيادة المصرية الرسمية التى ترفض أى نوع من الحوار مع الجماعة.
■ ما جنسيات الشخصيات التى تزور مكتبكم فى لندن؟
- بريطانيون وغير بريطانيين وبعضهم من المفوضية الأوروبية.
■ هل الهدف من هذه الزيارات، مجرد التعرف على الجماعة، أم أن هناك رسائل تريد هذه الجهات أن توصلها للجماعة فى مصر عن طريق مكتب لندن؟
- فى البدء دعنى أقول، إننا لسنا مكانًا لتوصيل الرسائل، وأغلب هذه الشخصيات التى تزورنا فى لندن شخصيات بحثية أو حتى سياسية.
بريطانيا كأى بلد تريد أن تعرف عن الإخوان لأن ذلك يساعدها فى رسم السياسات الخارجية، كأى بلد يريد أن يرسم سياسة، وباعتبار مصر أهم منطقة فى الشرق الأوسط، فهم يأتون إلينا لمعرفة الواقع ليس أكثر ولا أقل، فمنطقتنا من أهم المناطق فى هذه المرحلة التاريخية، أما إذا أرادوا أن يوصلوا رسائل فليقوموا بإيصالها دوننا، فأنا أكرر نحن لسنا وسيطًا لتوصيل الرسائل وليست هذه مهمتنا.
■ لماذا تتجنب الإعلان عن صفتك التنظيمية وتشكيل مكتبكم فى لندن.. وأنتم فى بلد الحريات؟
- لعلمك، الحكومة البريطانية تعلم أننى عضو مكتب إرشاد للإخوان، وأنا لا أخجل من مداراة هذه الصفة، كما أنها تعلم من يقوم بزيارتنا ومن ينتمى لفكرتنا من خلال متابعتها عن طريق الكاميرات المشهورة عن بريطانيا، وعن طريق اتصال مباشر بينى وبين الجماعة، وطرق كثيرة أخرى.
■ إذن أنت لك صفة تنظيمية مع عضوية مكتب الإرشاد، وكنت عضوًا للمكتب ومسؤول لجنة الاتصال الخارجى فى أوروبا فى نفس الوقت؟
- صفتى الحقيقية أننى واحد «عادى» من الجماعة.
■ هل يمكن القول إنك مسؤول التنسيق لعمل الإخوان فى أوروبا؟
- العمل الإسلامى فى أوروبا مختلف، وله تنظيم مستقل تمامًا، يسمى اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا، وهو مسجل فى الاتحاد الأوروبى، وله مقر فى بروكسل وتعلمه المفوضية الأوروبية، بل وتتعامل معه على هذا الأساس، فنحن ملتزمون بقوانين بلادنا وهم ملتزمون بقوانين بلادهم، فى كل دول أوروبا توجد تنظيمات إسلامية تحمل فكر الإخوان وغير فكر الإخوان ومرخص لها، وكل هذه التنظيمات تعمل لصالح بلادها وبقوانين هذه البلاد.
هؤلاء هم الإخوان الذين يمثلون شبحًا للحكومة المصرية، يعملون فى أوروبا فى العلن دون أن يعترضهم أحد ويتحدثون للإعلام دون حجاب، وانتخاباتهم تجرى بشكل علنى، وعندما يعترض «أخ» على نتيجة انتخابات من حقه أن يلجأ للمحكمة القضائية بشكوى رسمية علنية.
■ هل يوجد تنظيم دولى للإخوان؟
- مصر هى وراء إطلاق مثل هذه التوصيفات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، فى محاولة لإرهاب الناس ودفعهم عن الجماعة، ما أستطيع قوله، إنه يوجد تنسيق دولى وليس تنظيمًا، والإخوان فى كل قطر ينظمون عملهم وفق قوانين ولوائح الدول التى يعيشون فيها من خلال الدستور والقوانين الموجودة فى بلادهم.
■ وعلى أى شىء يكون هذا التنسيق؟
- يكون التنسيق بين الإخوان فى الأقطار المختلفة، فى المواقف الفكرية والسياسية، وهذا التنسيق نجح فى الفترة الماضية، حيث تم التنسيق على المستوى العام فى إبعاد أى فكر «إرهابى» أو «متطرف» عن الساحات الإسلامية والعربية والدولية.
■ أنت تترأس مكتب بريطانيا وعضو فى مكتب الإرشاد.. أليس ذلك تنظيمًا دوليًا. وهناك مرشد فى القاهرة له نائب فى الأردن.. أليس ذلك تنظيمًا دوليًا؟
- الأمر أقرب للتنسيق كما قلت لك، أى عمل تنسيقى لابد أن يكون له نظام وقواعد، وأنا بكلامى هذا أعطيك الصفة الحقيقية. حقيقى أن أى عمل تنسيقى لابد وأن يكون من خلال نظام ووفقًا لقواعد تنظم هذا العمل من خلال أسس واضحة، ولابد من الالتزام بالشورى وحرية الفرد فى اتخاذ قراره حتى لا نكون تنظيمات فوق الدول.
■ هل التعبير الأصح والأدق عمل تنسيقى يتم بشكل منظم؟
- نعم، عمل يؤدى بشكل لائحى مرتب.
■ فى كم دولة يتواجد الإخوان؟
- أجيبك بصدق أنا لا أعرف كم عدد الدول التى يتواجد فيها الإخوان، ولكن أقول لك إن عدد الدول التى رضيت بهذا التنسيق من خلال ظروفها الداخلية وليست السياسية، أقل مما هو واجب أن يكون.
■ كم عدد هذه الدول؟
- أنا فى حل من أن أقول لك أعداد هذه الدول، وأنا فى لندن والتى يسمونها عاصمة العرب الأولى، لما فيها من حجم عمل سياسى عربى، ويقال عاصمة الإسلام الأولى لارتباطها بالعمل الإسلامى فى أغلب الأقطار العربية، الإخوان يتواجدون بعشرات الآلاف فى أفريقيا وآسيا فهى مناطق ما كنت أظن أن الإخوان يتواجدون فيها من الأساس، عرفت هؤلاء الإخوان من خلال تبادل الزيارات والإنترنت والمقابلات وحضور الندوات وخلافه، وبهذه الطريقة تجاوز الإخوان جميع الحواجز.
■ ما حجم ما أنجزتموه من خلال مكتبكم فى لندن؟
- نطرح قضايا عمل كثيرة، نتفق عليها فى بريطانيا كقضايا الأقليات والمواطنة، مثل قضية الشيشان والبوسنة وما يحدث بالنسبة لكشمير والفلبين، وما حدث بالفعل لأفغانستان، وهذه الأقليات تحتاج لتضافر العالم كله لمناصرة قضاياهم، كما نقوم على دعم العمل الإغاثى لهؤلاء المظلومين لدى العالم، وقضية دارفور تشغلنى كمصرى بشكل كبير، لأهميتها لمصر منذ أن كان الملك فاروق مسماه ( ملك مصر والسودان وصاحب بلاد النوبة وكردفان ودارفور).
نحاول أن نضع قضية دارفور فى صورتها الأساسية، وهذا ليس تدخلاً فى الشؤون الداخلية لدولة ما، أو للمطالبة بالصفة الملكية السابقة للملك فاروق، ولكن نتدخل إنسانياً فى أزمة شعب تصل أخبار عنه بطريقة غير صحيحة.
■ ما تشكيل مكتبكم، ولماذا تحاولون نفى أى علاقة أو صفة تنظيمية تربطكم بمكتب الإخوان بالقاهرة؟
- مكتبنا عبارة عن شركة بحثية مسجلة فى الحكومة البريطانية من قبل شخصيات بريطانية وحساباتها مكشوفة للدولة وهى تعرف الداخل والخارج فيها، لا نتدخل فى أى قرارات حكومية لأى دولة، نحن نعبر عن رؤانا بمنتهى الشفافية دون مغالاة من خلال «رسالة الإخوان» التى نصدرها أسبوعياً وغيرها من الإصدارات الرسمية الأخرى، مع العلم بأننى لست فى حل أن أعبر عن فكر غير فكر الجماعة، يأتينا أناس يحاولون مناقشتنا فى أفكار الجماعات الأخرى، نرفض ذلك كما نرفض الحديث عن خلافات ودائما نلفت أنظارهم للحديث مع ممثلى هذه الجماعات، أكرر عليك، أننا شركة بحثية تتحدث عن الفكر الوسطى للإخوان نستطيع أن نعبر عن فكر الإخوان المسلمين من خلال تراكمات السنوات الماضية وتفاعلنا مع أحداثها داخل الجماعة.
■ كيف تعبرون عن فكر جماعة الإخوان المسلمين، وما وسيلة الاتصال بينكم وبين مكتب الإرشاد بالقاهرة؟
- التواصل يتم من خلال التليفون فقد انتهى عصر الحمام الزاجل، نستخدم هذه الوسيلة فى التواصل على الرغم من علمنا من أن تليفوناتهم مراقبة، وهناك وسائل اتصال أخرى لا نفصح عنها.
■ ذكرت أنك عضو مكتب إرشاد.. هل تمارس صلاحياتك التنظيمية؟
- سوف أمارس صلاحياتى كعضو لمكتب الإرشاد عندما ينتقل مكتبنا بلندن للعمل فى القاهرة.
■ إذن لماذا أنت باق على هذه الصفة، رغم أنك لا تمارس صلاحياتك كعضو للمكتب؟
- أنا أمارس صلاحيات العضوية لمكتب الإرشاد، إذا لم يستطع أحد من أعضاء المكتب المصريين ممارسة هذا الدور، ثم اعتبرنى ممن يجلسون على الدكة فى الملعب، فليس مطلوباً من كل اللاعبين نزول الملعب.
■ وهل من أعضاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين من يجلس على الدكة خارج العمل؟
- نعم أنا أمارس هذا الدور، «لما لاعب يتعب أو يغيب، بنزل أنا مكانه».
■ هل هذه الإجابة على سبيل الحقيقة أم الدعابة؟
- هذه الإجابة على سبيل الحقيقة والمجاز معاً.
■ منذ متى وأنت عضو فى مكتب الإرشاد؟
- لا أذكر على سبيل اليقين، ربما يكون من أيام المرشد الثالث أو الرابع للجماعة.
■ هل حصلت على عضوية المكتب بعدما حصلت على جنسيتك البريطانية؟
- وما الذى يمنع؟ ما دامت جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة إرهابية والقانون لا يمنع من الانتساب إليها.
■ عندما تم ترشيحك لعضوية مكتب الإرشاد، هل مارست صلاحياتك فور إسناد المهام لك؟
- حسب اللائحة.
■ وماذا تقول اللائحة إزاء هذا الأمر؟
- حسب المفهوم والعرف الذى جرى عليه أن أقوم بأى مهمة تحتاجها الجماعة فى إطار لوائحها التى تسيرها وليس لدى إجابات أخرى، ربما ما عندى لا يستوعبه الكثيرون.
■ بحكم أنك عضو مكتب إرشاد للجماعة، لماذا تأخر اختيار نائب ثالث للجماعة، ولماذا يُختار النائب الثالث من خارج مصر؟
- هذا الموضوع خاص بالأستاذ المرشد، فاللائحة تعطيه وحده الحق فى هذا الاختيار وتوقيته.
■ هل تحدثت معه بشأن هذا الاختيار، خاصة أن اختيار النائب الثالث يتم من بين إخوان الخارج سواء كانوا فى دول عربية أو أوروبية ولعل الاختيار يشملكم؟
- جرى العرف فى الماضى على اختيار النائب الثالث من الخارج، وهذا يرجع لظرف تاريخى، وليس هناك نص لائحى يؤكد ذلك.
■ وما هو هذا الظرف التاريخى؟
- الأستاذ عبد الرحمن خليفة، عليه رحمة الله، كان مراقب الإخوان فى الأردن وشخصية كبيرة لها تأثيرها على الساحة العربية والإسلامية، فعندما توفى اختير الدكتور حسن هويدى خلفا له وهو كان بنفس الحجم، فاختيارهما كان لظرف تاريخى فقد جرى العرف فقط على ذلك.
■ هل تحدثت مع مرشد الجماعة فى اختيار النائب الثالث للجماعة؟
- لم أتحدث معه، فهو أعلم بالظروف.
■ البعض يقول إن اختيار نائب ثالث للجماعة فيه نوع من الترضية لإخوان الخارج وللتنظيم الدولى للجماعة؟
- ليس كذلك على الإطلاق، فالقوانين تقول إن أى عمل فى الدنيا الأكبر سنا فيه هو الذى يدير العمل ويحدث ذلك فى غياب المرشد ونائبه.
■ هل النائب الثالث للجماعة يمارس صلاحياته؟
- لا شك أن الموقع ذو مكانة تنظيمية وأدبية كبيرة، كما هو الحال مع النائبين الأول والثانى، فهو معنى بترجيح رأى معين إذا ما كان هناك خلاف على قضية وحدث فيها تصويت، أو تعادلت الأصوات فى قضية معينة يتدخل النائب الثالث ليرجح قضية على أخرى أو إدارة العمل فى قضية معينة باختصاصات المرشد إذا فوضه المرشد فى ذلك.
■ انتخابك لعضوية مكتب الإرشاد هل فيها نوع من الترضية لإخوان الخارج؟
- اعتبرها أنت ترضية لشخصى فقط بإيحاءات سؤالك، لما وجدونى «راجل كبير فى السن» أبقوا على وجودى فى هذا المنصب.
■ الإبقاء على صفة تنظيمية لكم لها مغزى ربما يعرفه مكتب القاهرة وأنت مُصرّ على عدم الإفصاح عنه؟
- يسأل عن ذلك فضيلة المرشد العام للإخوان، وإذا رفع عنى هذا المنصب، أقول له جزاكم الله عنى خيرا.
■ هل شاركت فى اختيار مرشد الجماعة الحالى؟
- نعم شاركت كأى أخ من إخوان الخارج كان له رأى.
■ ما أفهمه أن أعضاء مكتب الإرشاد مع مجلس شورى الجماعة معنيون باختيار مرشد الجماعة، وأنت عضو للمكتب؟
- نحن لسنا دولة ولسنا جيشا ولسنا رُتبا، أنا لا أستطيع أن أجزم بأن كان كل الإخوان فى مصر تسمح ظروفهم بدخول الانتخابات أم لا، هم الوحيدون الذين لهم الحق فى تحديد قرارهم، هناك قواعد تحكم العمل، وعندما توفى فضيلة المرشد السابق، المستشار محمد المأمون الهضيبى، طلبنا من كل الأقطار العربية وغيرها، أن ترشح من تراه مناسبا، واعتبرت أن هذه مهمة يجب التحرك إزاء تحقيقها.
■ بأى صفة طلبت انتخاب مرشح جديد من إخوان الأقطار الأخرى؟
- بصفتى «أخ» وأمثل بشكل رمزى مكتب إرشاد الجماعة فى القاهرة ومقيم فى لندن.
■ لائحة الإخوان لماذا لم تغيّر أو يُنظر فيها منذ وضعت؟
- وما أدراك أن ما كان هو الأفضل، عندما تتغير فى مصر الظروف بحيث يحق للناس التعبير عما يريدون فى إطار الدستور والقانون اللذين لا تنفذهما الدولة، وتصبح الحياة السياسية غير مريضة، فقد يفكر الإخوان فى تغيير لائحتهم إذا اقتضت ظروفهم ذلك.
■ لماذا لم تتغير لائحة الجماعة فيما يتعلق بعدم المد لعضوية المكتب لأكثر من فترتين، كما هو الحال بالنسبة لمرشد الجماعة ؟
- أنا شخصيا، ليس لدىّ مانع فى هذا الاقتراح.
■ ولماذا لا تطرح ذلك على المكتب فى القاهرة؟
- كل شىء مرهون بظرفه، مع العلم بأن الإخوان معرضون للاعتقال والقتل أثناء التعذيب. أريد عند تقييم الإخوان أن ينظر إلى البيئة التى يعيشون فيها، مضافا لها المحيط السياسى والقانونى والأمنى، وحسبك قانون الطوارئ الذى لا تعرف مصر من خلاله حرية حقيقية.
■ ألا ترى أن «إخوان الداخل» خلقوا «حالة من التوتر الدائم» مع النظام؟
- هم لا يعرفون النظام الذى يحكم مصر، وهل هو «جمهورى» أم «ملكى»؟. وعندما يعرفون تستطيع أن تسألهم: لماذا تفعلون ذلك ولا تفعلون غيره؟
ما أعرفه أن النظام لا هو نظام ملكى ولا جمهورى، والرئيس مبارك سمعته يقول فى باريس منذ عدة سنوات عن الإخوان: «حتى لو أعطاهم الدستور الحق فى تشكيل حزب، فلن أعطيهم حزبا».
وأؤكد أن حالة التوتر ليس مسؤولا عنها الإخوان وإنما خلقتها الدولة.
■ وبماذا تفسر نجاح الإسلاميين فى تركيا فى التعامل مع النظام العلمانى؟
- تركيا غير مصر، تركيا موجودة فى محيط الاتحاد الأوروبى، لذلك فالاتحاد يساعد على استقرارها سواء كان الحكم إسلاميا أو غير إسلامى، وخرجت منها هجرات كبيرة لأوروبا للعمل، وأوروبا تخشى من تغيير ديمغرافيتها بسبب هذه الهجرات .
كما أنها تقع على طرق تهريب المخدرات والبشر من أواسط آسيا، ومطلوب أن يكون فيها نظام قوى وأن يؤدى هذا الدور فى منع البلايا التى يمكن أن تدخل لأوروبا من خلالها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.