أثار مقال «صوت وصورة» فى 23 نوفمبر الماضى عن تكفير النحت أصداء واسعة فى الصحافة والمجلات والتليفزيون، وعبر الإيميل والتليفون والمناقشات فى موقع «المصرى اليوم» على الإنترنت. فى اليوم التالى خصص برنامج «البيت بيتك» فقرة مطولة عن القضية أدارها تامر أمين، واشتركت فيها مع الزميل والصديق العزيز سعد هجرس، الذى فجرها فى «الجمهورية» من خلال قلة الإقبال على أقسام النحت بكليات الفنون، والدكتور محمد مكاوى عميد كلية الفنون بالزمالك. وكان من الطبيعى أن يهتم رئيس تحرير البرنامج الزميل محمد هانى بهذه القضية، وهو من كبار المدافعين عن الثقافة الوطنية المصرية والدولة المدنية فى مجلة «روزاليوسف»، منذ سنوات طويلة وحتى الآن. وفى يوم 27 نوفمبر نشرت «البديل» تحقيقاً للزميلة رشا حسنى فى صفحة الثقافة اليومية، التى يحررها سيد محمود، وهو من صناع حاضر ومستقبل الصحافة الثقافية فى مصر، وفى هذا التحقيق قال د. أسامة السروى، الأستاذ المساعد بكلية التربية الفنية، إن دفعته التى تخرجت عام 1983 كانت تضم 12 طالباً فى قسم النحت. فى حين كان قسم التصوير (الرسم) يضم نحو 90 طالباً، ويرجع السروى الظاهرة إلى «شيوع مفهوم خاطئ عن حرمانية الفن التشكيلى عموماً، والنحت خصوصاً، وما تروج له الأجهزة الإعلامية فى هذا الشأن، فضلاً عن جمود المناهج وأساليب التدريس، ولا أدل على ذلك من امتناع القسم عن تعيين معيدين طيلة 15 عاماً متصلة، مما أدى إلى تلاشى الجيل الثانى». وفى نفس التحقيق قال د.صلاح قنصوة، أستاذ علم الجمال، إنه لا يستغرب التحاق طالب واحد بقسم النحت «فى ظل تحالف السلطتين الرسمية والدينية على عقول الشباب، وقد استضاف أحد عمداء كلية الفنون رجل دين على مستوى رسمى رفيع واتفق الاثنان على إعلان حرمانية النحت والتصوير المجسم، فماذا ننتظر من طالب غض، تحاصره هذه الفتاوى المتسقة مع السياق الثقافى السائد؟». وفى يوم 29 نوفمبر نشرت مجلة «روزاليوسف» تحقيقاً للزميلة ديانا الضبع لخصت فيه الموقف كاملاً فى السطور الأولى بقولها «فى كلية الفنون تختار قسمك على قدر إيمانك، هذا ما تتوصل إليه بعد ساعات من محاورة الطلبة والأساتذة، لديك خمسة أقسام: قسما العمارة والديكور، وهما القسمان الحلال، وذلك متفق عليه بين الطلبة، وقسم الجرافيك ويرجح أنه بدعة، لذلك يرخص فيه عند المصلحة. أما قسم التصوير فهو أبغض الحلال لما يطلب فيه من الطلبة رسم وجوه لأشخاص، وذلك محرم، لكن من الممكن أن يطبق عليهم حكم المضطر، أما قسم النحت فهو مكروه وهو سبيل الطالب إلى بئس المصير». مرة أخرى نطالب فضيلة مفتى الجمهورية الشيخ الدكتور على جمعة بأن يقول رأيه بوضوح فى هذه القضية، وهل كان الشيخ محمد عبده مفتى مصر حتى عام 1905 مخطئاً حين قال إن التماثيل ليست حراماً، وإنما المحرم عبادة التماثيل؟! [email protected]