تسببت المياه الجوفية فى غرق عدة منازل وأراضى قريتين تابعتين لشباب الخريجين بوادى الصعايدة فى إدفو، قال المتضررون إنهم تقدموا بالعديد من الاستغاثات والشكاوى، وقرر اللواء مصطفى السيد، محافظ أسوان، صرف 100 جنيه لكل أسرة متضررة، مؤكدين أن القريتين عمرو بن العاص والإيمان غرقتا نتيجة عيوب هندسية فى مشروع شباب الخريجين، أدت إلى ظهور مياه جوفية بصورة مخيفة طالت منازل وأراضى القريتين، التى تبلغ 5 آلاف فدان، مما جعل المنتفعين يهجرون أراضيهم ويعملون بالقرى المجاورة الأخرى. وقال الحاج سعيد ماضى، رئيس مجلس إدارة جمعية أبوبكر الصديق الزراعية، بوادى الصعايدة، إن الرى بالغمر هو السبب الرئيسى لارتفاع منسوب المياه الجوفية، موضحاً أن المشروع تم تصميمه على أن يكون الرى بالرش أو التنقيط، مطالباً القائمين على المشروع بالرقابة المشددة على المنتفعين وتنفيذ طرق الرى للأراضى، حسبما هو مدون بالعقود. وأضاف مصطفى أحمد السيد، أحد المتضررين، أن المصرف الرئيسى، الذى يمر من الناحية القبلية لقرية عمرو بن العاص، أعلى من سطح الأرض، بالنسبة للقرية بحوالى 4 أمتار، وكان ذلك سبباً رئيسياً فى غرق الأراضى الزراعية والمنازل بالقرية، وزيادة نسبة ترسيب الأملاح فى التربة، مؤكداً أن أحداً لم يهتم بشكاواهم باستثناء المحافظ، الذى أمر بعرض المشكلة على وزير الزراعة، وطالبه بتوفير نحو 22 مليون جنيه لإنهاء جميع مشاكل جميع قرى وادى الصعايدة. وقال عبدالخالق عبدالرازق، المدير العام لمشروعات مصر العليا، مدير المشروع التابع لهيئة التنمية الزراعية، إن الحل الوحيد للقضاء نهائياً على هذه المشكلة هو إقامة حزام حول القرية من الاتجاهات الأربعة لاستيعاب المياه. وفى قنا أكد أهالى قرية طفنيس، مركز إسنا أن بيوتهم المبنية بالطوب اللبن، مهددة بالانهيار بسبب تآكل جدرانها بفعل ارتفاع منسوب المياه الجوفية، التى أدت إلى انتشار بعض الأمراض، ووقوع بعض حوادث الانهيارات. وقال محمود الحفنى حسن، أحد سكان القرية، الذى انهار منزله مؤخراً، إن العناية الإلهية أنقذت ابنه إبراهيم «7 سنوات»، من الموت تحت الأنقاض وأصيب بكسر فى ذراعه اليسرى، إثر سقوط كتلة من جدار المنزل عليه، بعد تآكل جدرانه بسبب المياه الجوفية. وطالب عبدالجواد محمد محمود، مدير بنك التنمية والائتمان الزراعى، فى إسنا، اللواء مجدى أيوب، محافظ قنا، بسرعة تبطين ترعة «ذيل الرمادى» لمسافة نحو 1 كيلومتر، هى طول القرية، فيما أشار يوسف محمود، طبيب من القرية، إلى انتشار الحشرات والروائح الكريهة داخل المنازل، مما أدى إلى كثرة الأمراض الناتجة عن التلوث، مثل الإسهال والدوسنتاريا وحمى التيفود، وسرعة انتقالها بين سكان القرية، مما ينذر ب«كارثة» صحية وشيكة. ومن جانبه ألقى نصر عبدالمقصود، السكرتير العام لمجلس مدينة إسنا، بمسؤولية تسرب المياه من الترع على وزارة الرى، مؤكداً أنه لم ترد إلى مجلس المدينة أى شكاوى من أهالى القرية بهذا الشأن.
