حمل المنتفعون بمشروع وادي الصعايدة تحديدا قريتي عمرو بن العاص والإيمان وزارتي الزراعة والري مسئولية تعرض أراضيهم ومساكنهم للغرق بفعل المياه الجوفية التي غمرتها بسبب الأخطاء الهندسية القاتلة في ترعة المشروع الرئيسية والتي تحتاج إلي نحو50 مليون جنيه لإعادة تبطينها وإنشاء قواطع للصرف الزراعي خاصة أن منسوبها أعلي من القري مما أدي إلي تسرب المياه إلي المناطق المنخفضة طوال20 عاما هي عمر المشروع حتي الآن. وفي الوقت الذي رفض فيه أي مسئول بمصلحة الري بأسوان التعليق علي شكاوي المواطنين المتكررة بحجة حظر التصريحات الصحية أكد عادل أبو الشيخ عضو المجلس المحلي للمحافظة عن مركز إدفو أنه تقدم بأكثر من طلب إحاطة وسؤال للمسئولين ولم يلق سوي رد فعل اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان الذي توجه إلي هناك3 مرات وقام برفع الأمر للوزارتين( الزراعة والري) لتدبير الاعتمادات اللازمة لإصلاح عيوب الترعة الرئيسية للمشروع ولم يتم تنفيذ سوي30% من هذه المطالب ولا تزال المياه مستمرة في غمر الأراضي وأدت إلي تلف نحو80% من زراعات قرية الإيمان وتعرض مساكن قرية وادي الصعايدة للانهيار. وأطلق خالد عبدالظاهر من قرية عمرو بن العاص صرخة للمسئولين لإنقاذهم من الدمار الذي يتعرضون له يوميا واتهم المسئولين بالزراعة والري بالتقاعس علي الرغم من أن هذا المشروع يتبع مشروع مبارك لتشغيل شباب الخريجين بوزارة الزراعة. ويقول إن الأهالي اضطروا لحفر مجار داخل مساكنهم لسحب المياه منها حفاظا علي حياتهم ولم يشعر المسئولون بحجم الكارثة التي تحيط بهم من كل جانب. وأضاف بكر: مياه الصرف الزراعي تختلط بمياه الصرف الصحي ومياه الشرب وتجعلهم عرضة للأمراض الخطيرة والأوبئة وهو ما يرغمهم علي شراء جراكن مياه الشرب النظيفة لحماية أولادهم وأسرهم. وقال محمد ياسين من منتفعي قرية عمرو بن العاص إننا ننتظر كارثة وبعدها نتحرك فالقري هجرها الأهالي خوفا علي حياتهم والزراعات في طريقها للدمار رغم أنها من الممكن أن تكون إضافة قوية للإنتاج الزراعي والتصدير خاصة أن المحاصيل الزراعية التي تزرع غير تقليدية والتي تتهافت عليها الدول الأجنبية والعربية. وأكد هلال الدندراوي عضو المجلس المحلي لمحافظة أسوان أن تهرب الوزارتين المنوط بهما الإشراف علي المشروع وهما الزراعة والري من المسئولية هو السبب الرئيسي في تفاقم هذه المشكلة التي هي مركزية ولا تتبع مباشرة للمحليات وقال إن إصلاح عيوب الترعة الرئيسية يحتاج إلي دعم مالي كبير وعاجل لإنشاء شبكتين مستقلتين للصرف الزراعي والصحي وتبطين الترعة لوقف تسرب المياه إلي المساكن والأراضي الزراعية المختلفة وقال إن قليلا من الاهتمام بهذا المشروع الذي يضم5 قري لشباب الخريجين بمساحة30 ألف فدان من الممكن أن يعود بإنتاج زراعي سيكون له مردود علي الناتج القومي وأضاف أن هناك لجانا كثيرة قامت بزيارة المشروع ووضعت الحلول ولكن للأسف لا تزال هذه الحلول حبيسة أدراج المسئولين ويبدو أنها لن تخرج وتري النور إلا بعد أن تقع الكارثة كالعادة. من جانبه أكد المهندس جمال أحيد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان أن مياه الشرب التي تغذي قري المشروع نظيفة وخالية من التلوث وقال إن المحطة التي تقوم بالتغذية تبلغ طاقتها100 م3/ ساعة وأكد أن هناك عينات يتم أخذها من المحطة مرتين أسبوعيا وتخضع لتحليل المعمل الرئيسي بالشركة وفي حالة وجود أي عطل بها يتم الدفع بسيارات ذات فناطيس حسب الاحتياجات المطلوبة.. وعن الصرف الصحي المطلوب بالقري أوضح رئيس الشركة أن هذا المشروع يتبع الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي لافتا إلي أن المشكلة الرئيسية بالمشروع تختص بالترعة الرئيسية للري ولا دخل للشركة بها.