يبدو أن الأزمة المالية لن تترك أى كيان اقتصادى فى العالم إلا بعد إصابته بالخسائر، وذلك بعد أن بدأ تأثيرها فى الوضوح على عملاق الإنترنت «جوجل»، حيث اعتبرت مجلة «تايم» الأمريكية أنه حتى الشركة الأكثر استقرارًا ورفاهية من النواحى المالية، تعرضت لهزة بسبب الأزمة المالية، وإن بقت الشركة قوية ورائدة فى مجالها، وهو ما يؤكد أن الأزمة لن تترك أى كيان اقتصادى فى العالم إلا وتصيبه بقدر من الخسائر أو زعزعة الاستقرار. وأشارت المجلة إلى أن مجموعة «جوجل» قررت إنهاء التعاقد مع نصف عدد المتعاقدين معها بعقود مؤقتة «10 آلاف وظيفة»، إلا أنها قررت الاحتفاظ ب20 ألف وظيفة دائمة لديها. وعلى الرغم من توقع غالبية الخبراء أن تتمكن «جوجل» من النمو بشكل مرضٍ خلال عام 2009، فإن هناك توقعات بأن تضطر الشركة للاستغناء عن 10-15٪ من موظفيها فى العام المقبل، وهو ما سينطبق على جميع الشركات العاملة فى عالم الإنترنت. واعتبر جيفرى ليندساى أن الأزمة المالية ستجبر «جوجل» على التصرف بشكل فيه قدر أكبر من المسؤولية والانضباط، مشيرة إلى أن انخفاض العائدات المتوقع فى الشركة أجبرها على التخفيض من مستوى الرفاهية الكبرى الذى يتمتع به موظفوها، كما سيكونون مجبرين على إجراء المزيد من الإجراءات «التقشفية» فى المستقبل القريب. يذكر أن «جوجل» توفر لموظفيها أشكالاً متعددة من الرفاهية، مثل توفير وسائل ممارسة الرياضات المختلفة أثناء وقت العمل، ووجود العديد من أنواع المطاعم، والتى تقدم الأكل المجانى للموظفين، فضلاً عن عدم وجود مواعيد للانصراف والحضور فى المؤسسة.