تشهد سوق السيارات المصرية حالة من الترقب انتظاراً لتراجع أسعار السيارات الجديدة على خلفية الأزمة المالية، التى دفعت العديد من الشركات العالمية، التى لديها وكلاء فى مصر إلى تخفيض إنتاجها والبحث عن سبل متعددة لتصريف مخزونها من السيارات، وقد زاد من حالة الترقب صدور قرارات بخفض الجمارك على مدخلات مكونات السيارات. وقال متعاملون بالسوق إن هناك تراجعاً طفيفاً فى أسعار بعض الماركات الحالية والذى ترك انطباعاً لدى المستهلك المصرى بأنه بداية لسلسلة من هبوط الأسعار بما يلبى طموح البعض فى امتلاك سيارة جديدة. وقال عصمت دربالة، سكرتير شعبة السيارات، إن هناك ركوداً فى سوق السيارات سواء الجديدة أو المستعملة، مشيراً إلى سيطرة حالة من الترقب على المستهلكين. وأضاف أن سوق السيارات كانت نشطة خلال الفترة الماضية قبل بداية الأزمة المالية، إلا أن التداعيات الأخيرة أثرت سلباً على جميع الأسواق ومنها السيارات. وتابع: إن المواطن حالياً يفضل الاحتفاظ بالأموال بدلاً من شراء سيارة، خاصة أن الصورة حول المستقبل لم تتضح حتى الآن. وحول وجود أى انخفاضات فى الأسعار قال إنه لم يتضح حتى الآن وجود انخفاضات فى أسعار السيارات سواء الجديدة أو المستعملة، مؤكداً أن هدوء حركة البيع والشراء ساهم فى كثرة اللغط خلال الفترة الماضية حول احتمالات انخفاض الأسعار، مما دعا المواطن إلى الانتظار. وأشار إلى صعوبة الحصول على قروض من البنوك لشراء السيارات فى الوقت الحالى رغم الإعلان المستمر عن سهولة الحصول عليها. وأكد عفت عبدالعاطى، رئيس شعبة السيارات فى غرفة القاهرة، أن سوق السيارات المستعملة تأثرت سلباً بالأزمة المالية الأخيرة، وكذا سوق السيارات الحديثة، إلا أن هناك غياباً ونقصاً فى البيانات الرسمية عن وضع سوق المستعمل فى مصر مما يؤدى إلى صعوبة تحليل وضع هذه السوق حالياً. وقال إن هناك اجتماعات بالغرفة لمتابعة أحوال سوق السيارات والتى تعانى حالياً فى ظل الأزمة حالة من الركود. وقال عمر بلبع، نائب رئيس شعبة السيارات، إن هناك انخفاضاً بمقدار 5٪ فى سعر السيارة الأوبل، مشيراً إلى أن سعرها بلغ 165 ألف جنيه بعد أن كان 175 ألفاً. وأشار إلى أن التراجع فى سعر السيارة اعتمد على انخفاض قيمة اليورو خلال الفترة الماضية، والذى أثر على أسعار السيارات الأوروبية وأن تحرك أسعار العملات بصفة عامة يؤثر على مستوى الأسعار سواء بالارتفاع أو الانخفاض. وأكد أن سوق السيارات حالياً تشهد حالة من الاستقرار إلا أن هناك ترقباً من جانب المستهلك المصرى فى انتظار احتمالات انخفاض الأسعار الفترة المقبلة مع تغير أسعار العملة بالإضافة إلى انتظاره تحرك البنوك نحو منح تسهيلات إضافية أو عروض جديدة بهدف زيادة المبيعات. وتوقع أن تستمر حالة الانتظار لفترة إلى أن تتضح الصورة حول الأزمة المالية الحالية التى أثرت على دول العالم واستقرار أسعار العملة. وعلى الصعيد العالمى تواجه صناعة السيارات العالمية صعوبات حالية تتمثل فى تراجع مبيعات السيارات السويدية واليابانية والكورية الجنوبية والأمريكية والألمانية، مما دفع العديد من الشركات إلى خفض الإنتاج فضلاً عن طلب المساعدة من الحكومات فى وقت تكابد فيه تداعيات الأزمة المالية وتدهور مناخ الاقتصاد بما يؤثر فى ثقة المستهلك.
