«والتز مع البشير» أو رقصة الفالس مع البشير.. فيلم كارتون إسرائيلى جديد، يحمل إسرائيل مسؤولية الجرائم التى ارتكبتها الميليشيات اللبنانية المسيحية ضد مخيمات الفلسطينيين فى صابرا وشاتيلا عام 1982 . الفيلم الذى أنتجته شركة إسرائيلية للأفلام الوثائقية تدعى «آرى فولمان فيلم»، يعد - حسب تقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية - أول «وثيقة كارتونية» من نوعها تقدم تأريخاً لما حدث فى صابرا وشاتيلا، مشيرة إلى أن مجموعة صغيرة من الإسرائيليين «كانت تعلم أن الجيش الإسرائيلى ساعد فى حصار بيروت ليتيح الفرصة لميليشيات القوات اللبنانية كى تذبح الفلسطينيين، من منطلق أنهم مسؤولون عن اغتيال الرئيس اللبنانى، حينها، بشير الجميل». وأثار الفيلم جدلاً واسعاً داخل إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بمسؤولية أرييل شارون، وزير الدفاع آنذاك، عن هذه الجريمة التى راح ضحيتها ما يتراوح بين 700 و3000 قتيل، موضحة أن هناك كثيرين يؤكدون أن الجنود الإسرائيليين «لم يدركوا» أن حصارهم للبنان وإطلاقهم النيران لم يكن إلا «ذريعة» لتنفيذ مخطط المذبحة. وكما جاء فى الوثيقة الكارتونية، فإن الرأى العام الإسرائيلى «مارس ضغوطه» لفترة من أجل التحقيق فيما حدث فى صابرا وشاتيلا، إلا أن هذه التحقيقات وإن أسفرت عن تخلى شارون عن منصبه كوزير للدفاع، لم تعقه أن يصبح رئيساً لوزراء إسرائيل عام 2001 وانتخابه مرة أخرى عام 2003 . وقالت الصحيفة البريطانية: «يتوجه الفيلم الكارتونى إلى الشباب الإسرائيليين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 سنة، والمقبلين على المشاركة فى الخدمة العسكرية فى إسرائيل، وإلى أمهات هؤلاء الجنود، ليوضح لهم أن الحرب ليست مجداً أو ساحة للشجاعة، وإنما هى موت لا أكثر، وأكدت أن الفيلم يكشف عن أن مجزرة صابرا وشاتيلا مسؤولية كل من الجيش الإسرائيلى والميليشيات اللبنانية المسيحية، خاصة أن الإسرائيليين مقتنعون بأن المجزرة ارتكبتها الميليشيات اللبنانية وحدها، بينما بقية الجماهير تعتبر إسرائيل المسؤولة الأولى والأخيرة عنها. وأضافت: «الفيلم دعا إلى ضرورة إعادة فتح التحقيق مرة أخرى فى هذه الجريمة على الصعيدين الإسرائيلى واللبنانى، خاصة أن لبنان لم تبذل أى جهود حقيقية لمعرفة من ارتكب هذه المذبحة حتى الآن.
