ما زالت أسئلة اللغة العربية فى المرحلة الثانوية العامة لا تبرز الطالب الفائق، وإنما تميز بين طالب تقليدى حافظ للمنهج وبين من هم دونه إلا ما جاء على استحياء من أسئلة قليلة فى القراءة بنوعيها، أما البلاغة والنحو اللذان هما مناط الذهن والتفكير، فقد جاءا خاليين من أى أسئلة ذهنية، إذن كيف نحيى اللغة فى أذهان طلابنا؟ إن طريقة النحو واضحة فى ابتكار أسئلته الذهنية، ثم أضيف مقترحاً بعض الأسئلة مثل الإتيان بفقرة من سطرين مثلاً نطلب من الطالب تشكيلها تشكيلاً تاماً وتقدر بدرجتين أو ثلاث نعتبره بدلاً عن السؤال الشفوى غير الممكن الآن، وأقترح أيضاً أن تكون هناك أسئلة نظرية مثل: ما شروط الإعمال والوجوب والجواز والصياغة، ومتى نعرب الاسم بعد الضمير مختصاً؟ ومتى نعربه خبرا له؟ ونسأل فى إسناد الأفعال المعتلة إلى الضمائر ووزنها، ونسأل عن كلمتين بابهما واحد فى المعجم أيهما أسبق؟ مع التمثيل فى كل ما سبق. ونسأل فى النصوص والبلاغة عن المعنى الذى أبرزه التضاد ونحدد له التضاد، وفى قوله كذا إطناب عينه واذكر دلالته، ولماذا كان الازدواج منبعاً للموسيقى فى قوله كذا؟ وفى قول الشاعر كذا استعارة اجعلها تشبيهاً مفصلاً، وفى قوله كذا تقديم أفاد تخصيصاً ما هذا التخصيص؟ أو قصر، فأى معنى قصره؟ وفى قوله كذا كناية عن معنى مصحوباً بالدليل فما المعنى وما الدليل؟ وأسئلة الموازنة فى الشعر معتبرة لكننا نأتى بأبيات أخرى غير موجودة فى الكتاب المدرسى يوازن بينها وبين بعض أبيات مقررة لنستجلى مقدرة الطالب النقدية والذهنية. أقول ما سبق، لأن الطالب يحفظ الإجابات كقوالب صماء عن طريق الدروس الخصوصية وغيرها، ثم يتخرج فى المرحلة الثانوية لا يعى شيئاً ولا يحس بجمال ولا إمتاع سوى أن النحو والبلاغة أشبه ما يكونان بالرموز الرياضية والمعادلات الكيميائية كما يوحى إليهم بذلك بعض المدرسين. أيمن عسل مدرس ثانوى لغة عربية المنتزه - الإسكندرية