أدى نحو 40 ألفاً و350 من طلاب سنة الفراغ امتحان المرحلة الأولى للثانوية العامة، أمس، فى مادة اللغة العربية، فى مشهد «غير معتاد»، حيث ظهر عدد كبير من لجان الامتحان على مستوى الجمهورية «شبه خالٍ» من الطلاب. وتلقى الدكتور يسرى الجمل، وزير التربية والتعليم، تقريراً من غرفة العمليات المركزية، أفاد بأن ورقة الامتحان «غطت جميع أجزاء المنهج» وفق الموضح بمواصفات الورقة الامتحانية، وأن الأسئلة جاءت فى مستوى «الطالب المتوسط»، ومرتبطة بالأحداث الجارية، مؤكداً أن نسبة الأسئلة الموجهة للطالب المتميز «لم تتجاوز 15% من إجمالى الأسئلة»، وأن زمن الامتحان «يتناسب مع زمن الإجابة». ونفى الدكتور رضا أبوسريع، مساعد أول وزير التربية والتعليم، رئيس عام الامتحانات، ما أثير بشأن غياب أعداد كبيرة من الطلاب بسبب سة الفراغ، موضحاً أن نسبة الحضور بلغت 98.1% فى المرحلة الثانية، وهى نسبة الحضور المعتادة – حسب قوله - فى كل عام من جملة الطلاب المتقدمين لهذا الامتحان، موضحاً أن عمليات تصحيح العينة العشوائية ستبدأ اليوم فى الكنترولات الأربعة. تباينت ردود أفعال طلاب القاهرة حول مدى صعوبة امتحان اللغة العربية، ففى الوقت الذى أكدت فيه الطالبات سهولة الامتحان وأنه فى مستوى الطالب الأقل من المتوسط، أكد الطلاب صعوبة الامتحان، خاصة فيما يتعلق بسؤالى النحو والبلاغة. وقال بعض الطلاب ل«المصرى اليوم» إن الامتحان كان «فوق مستوى الطالب المتوسط، وشكا بعضهم من صعوبة الفقرة (ه)، والسؤال الإجبارى بالنصوص، والبلاغة، كما أكدوا أن زمن الإجابة كان «غير كاف». الطالبة نجلاء عطا قالت «رغم إصابة عدد كبير من الطالبات بالرهبة والخوف قبل بدء الامتحان وانخراط بعضهن فى البكاء، فإننا فوجئنا بسهولة الأسئلة، خاصة فيما يتعلق بسؤالى النحو والبلاغة، مما يعنى أن الامتحان جاء مخالفاً للتوقعات»، لافتة إلى أن الوقت المخصص للامتحان كان «كافياً» لحل الامتحان ومراجعة الاسئلة أكثر من مرة. وأضافت «إن المشكلة بالنسبة لى ولزميلاتى ليست فى سهولة امتحان اللغة العربية، وإنما فى الامتحانات المقبلة، مثل مادة التاريخ، التى تضم درجات أكبر، إلى جانب مواد اللغات، خاصة اللغة الثانية، حيث تختلف درجات سهولة الامتحان من مادة إلى أخرى، فامتحانات اللغة الإيطالية تكون أسهل بكثير من الفرنسية، وأحياناً تكون الفرنسية أقل صعوبة من الإسبانية». أما الطالبة مروة محمود فأبدت غضبها من سؤال التعبير، موضحة أن السؤال اشترط كتابة موضوع عن الوطن لا يقل عن ثلاث صفحات، وهو ما اعتبرته «مضيعة للوقت»، لكنها فى الوقت نفسه أكدت سهولة الأسئلة. الطالبة نهى السيد خرجت من الامتحان وعلامات السعادة على وجهها، رافضة الحديث عن الامتحان قائلة «الامتحان كان كويس جداً وسهل ومش محتاج غش، كمان امتحان الدين كان سهل جداً». السعادة التى أبدتها نهى وغيرها من الطالبات، قوبلت بحالة من الحزن سادت الطلاب، حيث قال الطالب محمد وصفى «إن أسئلة النحو والبلاغة جاءت صعبة للغاية، خاصة السؤال رقم ج فى الامتحان، حيث لم أتمكن من إجابته لأنه لم يمر علينا من قبل». وأشار حسن جابر إلى أن أسئلة النحو والبلاغة جاءت «من خارج المنهج المقرر»، وقال: «نحن لم ندرس الأدب المغربى من قبل، كما أن سؤال البلاغة جاء من منهج المرحلة الثانية، على عكس أسئلة النصوص والقراءة والتى جاءت سهلة وتمكنا من إجابتها بسهولة لم تستغرق وقتاً طويلاً». وأوضح أحمد على أن أسئلة النحو جاءت «مخيبة للآمال وصعبة وتحتاج إلى وقت طويل للإجابة عنها»، وقال «كما أن سؤال الاستخراج فى النحو جاء صعباً ولم أتمكن من إجابته»، مؤكداً أن سؤال «علل» فى الأدب لم تتم دراسته من قبل. وهو نفس الكلام الذى أكده محمد سيد، قائلاً «لم أتمكن من إجابة سؤال النحو بالكامل وتركته دون إجابة نظراً لصعوبته»، مشيراً إلى أن هذه المشكلة مثلت شكوى جماعية داخل اللجنة، حيث لم يتمكن غالبية الطلاب من الإجابة عن أسئلة النحو، «حسب زعمه». وقال سامح محمد «إن أسئلة الأدب والبلاغة لم تكن فى مستوى الطالب المتوسط، وإنما جاءت للمتفوقين فقط، حيث لم يراع واضعو الامتحان مستويات الطلاب، وأنه لم يتدرب على الكثير من الأسئلة التى جاءت فى سؤال النحو».
