وكأننا ثور يلوحون له بقماشة حمراء، أو كأننا ديك رومى يلوحون له بقماشة حمراء فيحدث الهيجان!! هكذا أصبح المسلمون.. ففى الدنمارك عاش المسلمون فى العالم الإسلامى عامين رافعين الأصوات مبحوحى الحناجر (بأبى أنت وأمى يارسول الله) ويترك الناس أعمالهم بل أحياناً الصلوات ويخرجون فى مسيرات لا طائل لها.. ونسكت ويستمر المهيجون برسومات مسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم- فى غيهم.. ويطلع علينا القس جونز بالتهديد بحرق المصحف الشريف ويعترف بصلف وغباء أنه لم يقرأه ولكنه سوف يحرقه!! ويقوم العالم الإسلامى ولا يقعد وتصدر بيانات توطئة لمسيرات وينسى الجميع الآية الكريمة: (إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وينسى المسلمون أن القرآن الكريم مترجم إلى أكثر من أربعين لغة، وكان ممكناً لمليونيرات الوطن طبع مئات النسخ وتوزيعها مجاناً فى ميادين العالم، ولكن يظل الدفاع عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعن المصحف حكراً على البيانات من أولى الأمر والمسيرات من الفقراء وتظل أمريكا ترفع قميص عثمان ممثلاً فى أحداث سبتمبر لتواجه موجات الأسلمة للمثقفين والعارفين والقارئين للمصحف الشريف سواء للذين يعرفون العربية أو الذين يقرأونه بالإنجليزية.. كلما تنامت موجات الأسلمة، جاء المتطرفون الأمريكان أو متطرفو الغرب ورفعوا شأناً جديداً لتجريح الدين الذى يزداد مريدوه وأتباعه خصوصاً فى الغرب حيث ينتشر الفجور والخروج عن الأديان. تعالوا نتأمل موضوع 11 سبتمبر والذى قتل بحثاً ولا يزال غامضاً، وألبسوه للقاعدة -صنيعتهم-. أحياناً أشعر بأن 11 سبتمبر صناعة أمريكية بحتة، لأنه لو كانت القاعدة قد استطاعت اختراق أكبر مدينتين فى العالم فعلى أمريكا السلام ويظل إحساسها متمركزاً فى وقوفها -الذى ضعف- أمام طالبان والقاعدة!! هذا العام يبدو أنه عام الإحساس بهول الكارثة وكأن الأمريكان كانت قد سرقتهم السكين!! فى الأعوام الماضية منذ 11 سبتمبر. إن إعلان أوباما أنه لا يعادى الإسلام ولكن عدوهم هو أسامة بن لادن لهو إعلان على العالم أجمع أن أمريكا تحارب شخصاً بعينه وكأن هذا الشخص غير مسلم سواء كان إرهابياً أو يسيطر على القاعدة فهو مسلم ومحاربته بحرق المصحف الذى لم يقرأه جونز لن يكون هو أسلوب تنظيم ذكرى 11 سبتمبر؟! وأنا لو مكان أسامة بن لادن لارتفعت قامتى وطاولت السحاب حتى لو كنت درزياً.. الدولة العظمى فى العالم اخترقها هذا الاختراق ولا تستطيع مدافعها المضادة للطائرات ولا راداراتها ولا هيمنتها التى تصل إلى أقصى الأرض منع أسامة بن لادن من ضرب واشنطن ثم ضرب برجى التجارة العالميين فى قلب عاصمة المال والسياسة نيويورك، فمن أين تستمد هذه الدولة تلك القوة وتلك العضلات التى تظهرها للعالم!! ويقف رئيس الدولة بكل بساطة ويعلن أن عدوه هو أسامة بن لادن وعدوه هو تنظيم القاعدة وهو إحدى صناعاتهم لترويع العالم. وإذا كانت لنا نقيضه فإنها وجود تلك القلة المتطرفة من المسلمين والتى استباحتها مجموعة من المسلمين المتطرفين وأعملت فى عقولهم التى ذوبها الفقر وسكنها الحقد على الأغنياء الجدد ونسوا السعى فى سبيل محاربة المليونيرات وأصبحوا يقتاتون التطرف، هؤلاء الجهلاء الذين امتطى عقولهم المتطرفون فأصبحوا هم الذين يضربون الإسلام المستنير بالإسلام الجاهل. قبل الطبع إن تراجع القس جونز عن حرق المصحف هو جزء من سيناريو التخويف بحرقه أو لا، ولعلنا نستطيع أن نعلن أن حرق المصحف لن يحرق الإسلام حتى لا يلوحوا لنا بقماشة حمراء ثانية بعد ذلك. وعلينا أن ننشر بين أغنياء المسلمين فكرة طبع كتاب «عظماء العالم مائة وأعظمهم محمد» ليوزع مجاناً فى الدنمارك وحول العالم وكذلك المصحف مترجماً، وهذا رد أكثر حضارة من الشجب وإعلان نداءات التنديد بالقس المجنون.. ومسيرات الرفض فى العالم الإسلامى. [email protected]