التكنولوجيا الحديثة ليست كلها إيجابيات كما يعتقد البعض، فهى بالنسبة لآخرين نقمة، لأنها وفرت أيدى عاملة، ومن الصناعات التى تأثرت بها «صناعة السجاد اليدوى»، الذى انخفض الإقبال عليه بعد دخول الآلة فى تصنيعه، لكن تبقى مجالات تعجز الماكينة عن اقتحامها، منها إصلاح السجاد ومعالجته يدوياً، وإن كانت ورش الإصلاح أقل انتشاراً من السابق. فى جاردن سيتى يوجد أقدم محل لتصليح السجاد عمره 50 عاماً لصاحبه مصطفى عبدالسلام «47 عاماً»، والذى ورث المهنة والمحل عن والده، ورغم استمرار «عم مصطفى» فى المهنة طوال هذه السنوات فإنه يؤكد أنها على وشك الانقراض، لأن الشباب فى الوقت الحالى يجرى وراء المهن التى تجلب أموالاً وفيرة دون تعب، مؤكداً أن ذلك لا ينطبق على هذه المهنة لأنها متعبة جداً والعائد المادى منها بسيط. وأكد «عم مصطفى» أن السجاد اليدوى هو أفضل أنواع السجاد لأنه أصلى ويتحمل أكثر، رغم أنه يرهقه كثيراً أثناء التصليح نظراً لجودته، وأشار إلى أن هناك تصرفات خاطئة تمارسها ربة المنزل تتسبب فى سرعة تلف السجادة، منها تنفيضها باليد وغسلها فى المنزل. وأوضح أنه ليس شرطاً أن تكون السجادة سميكة لكى تكون جيدة الصنع، فهناك نوع اسمه «مودرن» منتشر حالياً وعليه إقبال كبير من الناس لأنه سميك وغالى الثمن رغم أنه ردىء ومع الوقت يعطى رائحة كريهة، أما «السجاد الكمبيوتر» فهو أفضل لأن سمكه رقيق، ويتحمل. عصام السيسى «50 عاماً» صاحب أكبر محال تصليح السجاد فى الزمالك، أكد أن المهنة انقرضت لقلة عدد العاملين فيها، فالشباب حالياً، ومنهم أولاده، ليس لديهم صبر على تعلم أصول المهنة، لأنهم يريدون كل شىء بسرعة، ورغم صعوبة تصليح السجاد اليدوى القديم «العجمى»، فإن «عصام» يعتبره أفضل الأنواع، مؤكداً أن معظم السجاد فى محله يدوى وكل سجادة لها تاريخ، لأن زبائنه ينتمون للطبقة الأرستقراطية، التى تقدم قيمة السجاد وتحرص على تصليحه. أما سعر تصليح السجادة فهو غير ثابت ويختلف من منطقة لأخرى لكنه يتراوح بين 100 و500 جنيه، ومن النصائح التى يقدمها «عصام» ل«ست البيت» لكى تحافظ على السجادة أطول وقت ممكن، هى تهويتها باستمرار، وتعرضها للشمس وعدم تخزينها فى مكان مغلق حتى لا تتعرض للتآكل من حشرة العتة، وقال إن أفضل الوسائل لتنظيفها هى مقشة الأرز، وأوصى باستعمال المكنسة مرة كل شهر أو شهرين لأن كثرة استخدامها يسبب تآكل وبر السجادة.
