رفض علماء فقه ودين الطريقة التى تنفذ بها الأجهزة البيطرية والصحية إعدام الخنازير الحية، والتى كشفت عنها «المصرى اليوم» أمس، ووصفوها بالمخالفة لتعاليم الدين الإسلامى، رافضين أن تبرر الحكومة تلك الطريقة بأنها الأسرع والأقل تكلفة، ومحذرين من أن يسىء ذلك إلى صورة الإسلام فى الخارج. واستشهد الدكتور محمود مهنى، رئيس جامعة الأزهر فى أسيوط، بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الإحسان على كل شىء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليرح أحدكم ذبيحته وليحد شفرته»، وتابع قائلاً: «إذا أردنا أن نذبح أى حيوان فيجب أن يتم هذا برفق، وأن تُذبح فرادى لا جماعات، وألا يذبح الحيوان أمام مثيل له، أما غير ذلك فهو مخالف لتعاليم الدين الإسلامى التى تأمر بالإحسان لكل من الإنسان والحيوان»، واستطرد مهنى قائلاً: «على الحاكم أن يأخذ رأى علماء الدين فى تلك القضية، وإذا كان الذبح البطىء سيترتب عليه انتشار وباء ما، فهنا يجوز أن تذبح الخنازير فرادى وجماعات، حتى نطبق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، ولكن هذا يكون بالذبح وليس بدفنها حية أو تعذيبها قبل القتل». «ليس مقبولاً أن يتم الإعدام بتلك الطريقة التى تسىء إلى سمعة الإسلام فى الخارج»، بتلك الجملة بدأ الدكتور منيع عبدالحليم، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، حديثه قائلاً: «الإسلام فرض علينا أن نتعامل مع الحيوان بنوع من الرفق والعناية، وإذا تم التعامل مع الحيوان بأسلوب تنتهك فيه كل القيم الإنسانية كإعدامه باستخدام مواد كيماوية أو غيرها من طرق التعذيب، فهذا خطأ كبير جداً، فالإسلام لم يبح قتل المشرك أو القاتل بطريقة تعذبه أو تهين كرامته على الرغم من أنه كافر ويعمل ضد الإسلام، فما بالنا بالحيوان». وقال الدكتور عبدالحى الفرماوى، وكيل كلية الأزهر لشؤون الشريعة، إنه إذا لم تجد الحكومة أى وسيلة أخرى للقضاء على تلك الحيوانات لتضمن عدم انتشار المرض، فلا شىء فى هذا، ولكن الرفق بالحيوان من مبادئ الإسلام، وقد دخلت امرأة النار بسبب سوء معاملتها ل«هرة»، ودخل رجل الجنة لأنه أحسن معاملة كلب كاد يموت من العطش، لذا فإن علينا أن نحسن معاملة الحيوانات وألا نسىء إليها بأى طريقة.
