انتقدت جمعيات حقوق الحيوان فى مصر الطريقة التى اتبعتها محافظة القليوبية فى التخلص من الخنازير بإعدامها حية، بعد أن كشفت عنها «المصرى اليوم» فى عدد أمس، وأكد حقوقيون أن مصر هى البلد الوحيد الذى تعامل مع المشكلة بشكل «همجى» على حد وصفهم، بالرغم من عدم ظهور أى حالات إصابة بين الخنازير أو البشر حتى وقتنا هذا، مشيرين إلى أن البعض تناسى أن الخنزير كغيره من الحيوانات لابد من الرفق به وعدم التعامل معه بشكل غير إنسانى مثلما حدث من خلال إعدامها حية وعمل مقابر جماعية لها، لافتين إلى أن تلك الأزمة قد يستغلها البعض لإثارة الفتن. أكدت منى خليل سكرتير عام الجمعية المصرية لحماية حقوق الحيوان أنها أصدرت منشوراً فور معرفتها بقضية دفن الخنازير حية إلى كل من وزارتى الصحة والزراعة تنتقد فيه تلك الطريقة التى وصفتها بالانتهاكات غير الإنسانية والتى لم تنص عليها أى تعاليم دينية، وأضافت: «لا توجد أى أعراف دولية أو دينية تتفق مع تلك الفعلة، فالشريعة الإسلامية حرمت أكل الخنزير وليس التعامل معه وكأنه عدو يجب أن يحرق ويدفن، وتلك الطريقة لا نتبعها حتى مع الأعداء»، مشيرة إلى الإساءة لسمعة مصر بالخارج من خلال تلك الأحداث التى لم تقررها أى دولة حتى بعد ظهور إصابات وحالات وفاة بالخارج، والتى لم تحدث فى مصر بعد، مما أدى إلى إصدار منظمة الصحة العالمية منشوراً تنتقد فيه القرار المصرى بإعدام الخنازير. وترى نادية منتصر، ممثلة الجمعية الدولية من أجل المعاملة الأخلاقية للحيوان، أنه لا توجد عقوبات دولية يمكن أن تفرض على مصر بسبب تلك الواقعة، أسوأ من تشويه سمعتها ونقل صورة عن المصريين بشكل عام والمسلمين بشكل خاص بأنهم «همجيون» لارتباط الأمر فى أذهان البعض بتحريم الدين الإسلامى لحم الخنزير، بالرغم من اقتناعنا جميعاً بعدم وجود أساس دينى أو علمى يتفق مع قرار دفن الخنازير حية، أو إعدامها بتلك الطريقة، مؤكدة أنه لابد من لفت الانتباه إلى أننا لا ننتقم من الحيوان بل إن القرار من البداية بإعدامه خوفاً من وجود مرض، واتباع طرق «متخلفة» مثل دفنه حياً هو أسلوب غير متحضر يسىء إلى دولة متحضرة مثل مصر. أضافت نادية: «أن الدين الإسلامى أساسه الرحمة، والرفق بالحيوان، أى أن الشريعة الإسلامية بريئة تماما من تلك الفعلة النكراء، وكلنا كجمعيات حقوقية اضطررنا للموافقة على مبدأ الإعدام تحسباً لظهور المرض، فهذا يعنى استخدام الطرق الشرعية فى تنفيذ القرار»، وعبرت دينا ذو الفقار الناشطة الحقوقية فى مجال حقوق الحيوان عن استيائها الشديد لما حدث، لافتة إلى عدم وجود أى مبرر دينى أو أخلاقى أو وبائى أو إنسانى يجعلنا نتغاضى عن تلك الطريقة فى التخلص من الحيوانات، واصفة ذلك بالفعل المشين الذى ينافى أخلاقياتنا كدولة إسلامية، وقالت: «لو أن المسؤولين غير قادرين على تنفيذ قرار الإعدام بشكل سليم.
