استمر فيروس الأنفلونزا الجديد «AH1N1» فى الانتشار وسط قلق دولى، وارتفع عدد الإصابات إلى 2371حالة. وظهر المرض للمرة الأولى فى كل من الأرجنتين والبرازيل، وأكدت وزيرة الصحة الأرجنتينية جارثيلا أوكانيا ظهور أول حالة إصابة لدى مواطن أرجنتينى زار المكسيك، وظهرت أعراض المرض عليه، بينما أعلنت البرازيل عن ظهور 4حالات إصابة 3 منهم كانوا فى المكسيك، والرابع كان فى الولاياتالمتحدة، وذكرت وزارة الصحة البرازيلية أن جميع المصابين من الشباب وحالتهم «جيدة». جاء ذلك فيما ارتفعت عدد الوفيات بسبب المرض فى المكسيك إلى 44، وانتشر المرض ببطء فى أوروبا لكن الصين خففت من إجراءات الحجر الصحى. وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الولاياتالمتحدة بها 896 حالة إصابة بالأنفلونزا الجديدة فى 41 ولاية توفى منهم شخصان. وتوقع مسؤولون أمريكيون انتشار الفيروس فى باقى الولايات، وأن يصاب كثيرون بالعدوى. وتوقع عالم ألمانى احتمال تضاعف حالات الإصابة فى الولاياتالمتحدة بنهاية الشهر الجارى لتصل إلى أكثر من 4000إصابة، وجاء ذلك الاحتمال ل»السيناريو الأسوأ» لانتشار المرض فى أمريكا بعد حسابات على الكمبيوتر أجراها العالم ديرك بروكمان مع فريق بحثه التابع لجامعة «إيفانستون» بالقرب من شيكاغو. ومع انتشار المرض فى أمريكا والمكسيكوكندا تعانى الدول فى تسويق منتجاتها من لحوم الخنزير ومشتقاتها، رغم تأكيد منظمة الصحة العالمية أن تناول تلك اللحوم لا ينقل العدوى، وفشلت المكسيك فى تسويق 300 ألف خنزير بسبب انخفاض الطلب، بينما حثت الولاياتالمتحدةوكندا شركاءهما التجاريين على رفع القيود التى فرضوها على منتجات لحم الخنزير. وسجلت كندا وفاة سيدة مسنة يشتبه بإصابتها بالمرض وارتفاع المصابين إلى قرابة 200 حالة، وطبقا لأرقام منظمة الصحة العالمية، فإن اسبانيا هى أكثر الدول الأوروبية تضررا من المرض بعدد إصابات بلغ 88، تليها بريطانيا ب32 إصابة. وقال لويس جومز سامبو، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية فى أفريقيا، إنه إذا ما ظهر المرض فى القارة فسيكون تأثيره أكثر خطورة من أى مكان آخر، حيث الموارد الضعيفة وأنظمة مراقبة المرض غير كافية، مشيرا إلى عدم وجود حالات إصابة مؤكدة فى القارة لكنه أعلن الاشتباه ب5 حالات، واحدة فى بنين و4 فى سيشل. من جانبها، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الطريق «لا يزال طويلا» للتغلب على أنفلونزا الخنازير، وقال سكرتير عام الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب والهلال الأحمر بيكيل جيليتا إنه لم يتم الإعداد بشكل جيد لمواجهة التهديد الذى يمثله هذا المرض، حتى الآن، معتبرا أن انتشاره لا يزال فى أوله، و«لا يعلم أحد ماذا ستسفر عنه الأيام»، وبالتالى لا يتعين التراخى فى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمواجهة انتشار المرض. وفى السعودية، حيث احتمالات انتقال الفيروس كبيرة، خاصة أثناء تأدية شعائر الحج والعمرة أعلن مسؤول سعودى أن وزارة الخارجية تنسق مع ممثلياتها فى الخارج للتأكد من التزام المتقدمين باستكمال الفحوص الطبية للكشف عن فيروس انفلونزا «A»،وجددت الإمارات تأكيدها خلوها من الفيروس واستعدادها الكامل لاستقبال أى حالات، بينما طالب نواب من حزب «جبهة العمل الإسلامى» فى الأردن الحكومة بإغلاق حظائر تربية الخنازير، خاصة بعد وصول المرض إلى فلسطين. وفى اليوم الأول من اجتماع وزراء الصحة الآسيويين الذى انعقد فى تايلاند أمس، قررت 13 دولة آسيوية زيادة مخزونها من الأدوية لمكافحة مرض أنفلونزا الخنازير. وتعهدت الدول فى البيان الختامى ببحث سبل جديدة لمشاركة الإمدادات الأساسية فى حالة الطوارئ، مطالبين بنقل التكنولوجيا الخاصة بإنتاج لقاحات الأنفلونزا ليصبح ممكنا تصنيع عقار محلى مضاد للفيروس.