توالت ردود الأفعال الدولية تجاه إعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما، التخلى عن خطط سلفه جورج بوش، لنشر نظام دفاعى مضاد للصواريخ طويل المدى فى شرق أوروبا، إذ رحبت روسيا فوراً بالمبادرة، بينما سرب مسؤول رفيع إمكانية تخلى بلاده عن نشر صواريخ «إسكندر» فى كالينينجراد، وسط تحذيرات مراقبين روس من أن الأمر لا يتعدى كون الولاياتالمتحدة تبحث عن «صيغة جديدة» للمشروع، بهدف تحريك الدرع الصاروخية باتجاه إيران. ونقلت وكالة «إنتر فاكس» الروسية عن مصدر دبلوماسى عسكرى قوله: إن الإجراءات الروسية المتخذة رداً على مشروع الدرع الأمريكية ستجمد، وقد يتم التخلى عنها بالكامل، وأن بلاده ستنشر الصواريخ فى الجيب الروسى الواقع بين بولندا وليتوانيا إذا قامت الولاياتالمتحدة بنشر درعها الصاروخية فى أوروبا الشرقية. من جانبه، رحب حلف شمال الأطلنطى وغالبية الدول الأوروبية بالخطوة الأمريكية، وفى مقدمتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، فى حين تفادت بولندا والتشيك إبداء انزعاجهما، واكتفى وزير الخارجية التشيكى بمطالبة واشنطن ب«ملء الفراغ» الناتج عن تخليها عن نصب رادار على أراضى بلاده. وأرجع مدير مركز السياسة الأمريكية العسكرية، فلاديمير باتيوك، السبب وراء قرار أوباما، إلى رغبته فى التوصل لاتفاق مع روسيا حول الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، التى تشكل الدرع الصاروخية أحد عوائقها. وأكد باتيوك أن المخططات الأمريكية لا تقصد الامتناع عن تنفيذ مشاريع عناصر الدرع الصاروخية فى أوروبا، وإنما الحديث يدور حول الصيغة الجديدة للمشروع، كى تكون أقل مدى وأقرب إلى إيران.