سأل أحد المواطنين الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية عن مدى جواز المسح على الجوارب أثناء الوضوء، فأجاب، يجوز عند جماهير العلماء المسح على الجورب «الشراب» إذا كان مجلداً يمكن تتابع المشى عليه، وكان قد لبس على طهارة. وقال جمعة: والأصل فى جواز المسح حديث المغيرة بن شعبة أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» مسح على الجوربين والنعلين. رواه أحمد وأبوداود والترمذى وصححه. وقيد الجمهور الإطلاق الوارد فى الحديث الشريف فى الجوارب بأحاديث المسح على الخف، فاشترطوا فى الجورب شروط الخف. وأضاف: ولكن بعض العلماء كبعض الحنابلة، والقاسمى وأحمد شاكر من المتأخرين أخذوا بظاهر النص وأجازوا المسح على الجورب مطلقاً: رقيقاً وسميكا، ساترا وخرقا، وعليه، فالمسح على الجورب الشفاف ممنوع عند الجمهور، جائز عند قليل من العلماء. وحول مدى جواز الوضوء من ماء وقع فيه شىء ما قال جمعة: ما دام الماء لم يتغير لونه أو طعمه أو ريحه تغيراً يمنع من تسميته «ماء» ولم تقع فيه نجاسة، فإنه يصح التطهر به. وفيما يتعلق بالوضوء قبل الاغتسال قال جمعة: أما الوضوء قبل الاغتسال فإنه سنة وليس فرضاً، بمعنى أن فعل الوضوء قبل الغسل فيه ثواب، ولكن تركه لا يفسد الغسل ولا يبطل صحته، فإذا نوى الإنسان رفع الحدث الأكبر والأصغر، أو أن يغتسل ليصلى كفاه غسله عن الوضوء. ودعا جمعة إلى ضرورة الحفاظ على الماء عند استعماله فى مختلف الأغراض قائلاً: إن عدم الإسراف هو فى نفسه قيمة أخلاقية قبل أن يكون عاملاً اقتصادياً مهماً فى ترشيد الاستهلاك، حتى إن الإسلام ربى فى نفوس أصحابه كراهية الإسراف لذات الإسراف، فإن النبى «صلى الله عليه وسلم» وآله وسلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال: «ما هذا السرف؟» فقال: أفى الوضوء إسراف؟ قال: «نعم، وإن كنت على نهر جار» رواه أحمد وابن ماجه من حديث عبدالله بن عمرو «رضى الله عنهما. وعلم النبى «صلى الله عليه وآله وسلم» المسلم كيف يرقى بنفسه من الاستهلاكية إلى الإنتاجية حيث يقول: «إن قامت على أحدكم القيامة وفى يده فسيلة فليغرسها» رواه أحمد فى المسند والبخارى فى الأدب المفرد من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه، بل يبلغ الأمر إلى وصف الإسراف بالطغيان وربط ذلك بغضب الله تع إلى فى قوله عز وجل: «كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى» (طه 81). ويضرب النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى ذلك أروع الأمثلة، فعن سفينة رضى الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يغسله الصاع من الماء من الجنابة، ويوضئه المد». رواه مسلم، وصدق الله العظيم إذا يقول: «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً» (الأحزاب 21).