ليلى مراد وإسماعيل ياسين وأدهم الشرقاوى.. ثلاث شخصيات اختارها صناع الدراما هذا العام لسرد سيرتها الذاتية خلال مسلسلات «قلبى دليلى» و«أبو ضحكة جنان» و«أدهم الشرقاوى» وكلها تعرض فى شهر رمضان. المسؤولية الكبرى فى صناعة أعمال السير الذاتية لا تقع فقط على عاتق المخرج والمؤلف وإنما أيضا على الماكيير الذى يحاول التقريب بين ملامح الممثل وملامح الشخصية الحقيقية، خصوصا أن هذه الشخصيات ومن حولها من المشاهير كلهم ملامحهم معروفة للجمهور العادى وبالتالى فالتقريب بين الممثل والشخصية التى يقدمها يعد أمرا مهما، فهل كانت المهمة سهلة على ماكييرات السير الذاتية؟ يقول جمال العادلى ماكيير شخصية أدهم الشرقاوى: رغم أننى سبق أن قمت بعمل ماكياج للعديد من الممثلين فى أفلام ومسلسلات مختلفة فإن تجربتى مع «أدهم الشرقاوى» كانت لها صعوبة خاصة لسببين: الأول أنها أول شخصية حقيقية أعملها، فلم أعمل ماكياج لسيرة ذاتية من قبل، والثانى أن جهة إنتاج العمل لبت رغبة المخرج السورى باسل الخطيب فى استحضار فريق ماكييرات غير مصرى للمسلسل واتفقت أنا على عمل ماكياج شخصية أدهم الشرقاوى فقط لمحمد رجب وكان هذا بالنسبة لى تحديا وكان يراودنى هاجس الخوف من الفشل لكنه تبدد بعدما وافقت جهة الإنتاج على سفرى لإيران لشراء كل المواد الخام التى طلبتها والتى زادت تكلفتها على 50 ألف جنيه. ويضيف: بدأنا فى ديسمبر الماضى، وقبل ذلك بحوالى 7 أشهر كان عندى ورق السيناريو وبذلت جهدا فى التحضير تمثل فى الاطلاع على صور حقيقية لأدهم الشرقاوى، وأكبر صعوبة شعرت بها قبل التصوير كانت خاصة بعمل التأثيرات والجروح، خاصة أن أدهم الشرقاوى يتم سجنه وتعذيبه لفترة طويلة، لذا اهتممت بشراء المواد الأغلى سعرا لعمل تأثيرات وجروح أدهم الشرقاوى لأنها الأعلى جودة. ويوضح: عدد مشاهد الجروح والتأثيرات فى بداية المسلسل 20 مشهدا، بعدها يظهر أدهم الشرقاوى بهيئته الطبيعية ثم يتنكر هربا من الإنجليز ثم يدخل فى سلسلة جديدة من مشاهد التعذيب تبدأ عند المشهد رقم 391 وتنتهى عند المشهد رقم 580 وهو ما يعنى زيادة عدد تلك المشاهد، وطبقا لدراما المسلسل تتنوع طرق تعذيبه وهذا يتبعه اختلاف فى عمل الجروح وآثار التعذيب. وذكر جمال العادلى أنه صور 7 أيام تعذيب لأدهم الشرقاوى فى سجن ملحق بإحدى القلاع فى سوريا وكانت فترة «تعذيب» له أيضا لأن شكل كل جرح كان لابد من تغييره بين مشهد وآخر، فحين يمر يوم من الزمن الدرامى على هذا الجرح يجب أن يتغير شكله ويلتئم بشكل أكثر ليكون أكثر إقناعا للمشاهدين وهكذا، فالجرح الواحد تغير شكله حوالى 4 مرات، المرة الأولى حين يحدث ويسيل منه الدماء، والمرات التالية لدرجات التئامه. وأشار العادلى إلى أن الماكيير السورى أحمد حيدر المسؤول عن ماكياج باقى شخصيات المسلسل كان متعاونا معه لأقصى درجة فى جو تسوده روح الجماعة وبالتالى لم يشعر أحد فى فريق العمل بالتفرقة بين العمالة الفنية المصرية ونظيرتها السورية. وقال الدكتور أحمد عفيفى - ماكيير مسلسل «قلبى دليلي»: أكبر مشكلة واجهتنى كانت عدم توافر المواد الخام التى طلبتها بالأنواع التى حددتها، والسبب عدم وجود وكلاء للشركات العالمية التى تنتج خامات الماكياج، فى مصر، فلا يوجد فى مصر سوى توكيل واحد ولا تتوافر فيه كل الخامات المطلوبة، لذا نضطر لممارسة عملنا بالإمكانيات المتاحة وأحيانا نستخدم بدائل أقل جودة بسبب عدم توافر البدائل التى نطلبها. وأضاف: سبق أن قمت بعمل ماكياج للعديد من شخصيات السير الذاتية ومنها الإمام النسائى والإمام مسلم والإمام ابن تيمية، لكن كل هؤلاء لم تكن وجوههم مألوفة وبالتالى كانت المهمة أسهل من مهمة عمل ماكياج ليلى مراد التى يعرف الناس تطور ملامحها منذ شبابها وحتى اعتزالها الفن، وذلك من خلال أعمالها السينمائية، لذا كانت المهمة أصعب. وأشار عفيفى إلى أنه استعان بمراجع كثيرة لمراحل ليلى مراد العمرية، والمراجع عبارة عن صور فوتوغرافية ولقطات تسجيلية وأفلام سينمائية تم تجميعها من مختلف أعمالها لدراسة تطور ملامحها وكيف كان شكل الحاجبين والشفتين وغيرهما من الملامح المميزة لها، وكذلك باقى الشخصيات المحيطة بها ومنها نجيب الريحانى الذى يجسده أحمد راتب وأنور وجدى الذى يجسده أحمد فلوكس ويوسف وهبى الذى يجسده صلاح رشوان. وذكر عفيفى أنه اهتم بشكل شخصى ببناء ماكياج الشخصيات فى بداية التصوير، ثم بعد ذلك سمح لمساعديه الثلاثة بعمل الماكياج لشخصيات العمل وكان يساعدهم بين حين وآخر. وعن آجواء التصوير قال عفيفى: معظم مشاهد هذا المسلسل تم تصويرها خارج البلاتوه وبالتالى كنا نعانى من حرارة الشمس المرتفعة التى كادت تفسد عمل الماكياج أكثر من مرة، وهذا طبيعى ونحن اعتدنا التعامل مع ذلك بإصلاح ما يفسده الحر، وعموما العقبة الأكبر هنا كانت فى التقريب بين شكل الممثل وشكل الشخصية التى يقدمها، لذا وضعت شاربا لأحمد راتب لتقريب شكله من شكل نجيب الريحانى، بينما كان التعامل مع شخصية أنور وجدى أسهل لأن الممثل أحمد فلوكس يشبه أنور وجدى فعلا. وقالت صفاء سلطان التى تجسد شخصية ليلى مراد: هناك صفات طبيعية مشتركة بينى وبين ليلى مراد سهلت علينا المهمة، ومنها لون العين الأخضر الفاتح وشكل الحاجبان والشفتان، وبالإضافة لذلك اجتهد الماكيير أحمد عفيفى فى باقى الصفات من أجل تقريب التشابه بيننا، كما أننى حرصت على مشاهدة صورها وأفلامها واستفدت من ملحق نشرته «نصف الدنيا» كان بالكامل عن ليلى مراد بمراحلها العمرية المختلفة. وأوضحت: لدينا 4 مراحل عمرية، الأولى حين بدأت التمثيل وكان سنها 17 سنة، والثانية كانت فى العشرينيات من عمرها حين تزوجت أنور وجدى، والثالثة من عمرها حين طلقها أنور وجدى وتزوجها وجيه أباظة، والرابعة حين تزوجت فطين عبدالوهاب وحتى اعتزالها الفن. وذكرت صفاء سلطان أن ورشة عمل دائمة كانت تجمعها بالماكيير أحمد عفيفى لمناقشة جميع تفاصيل الشخصية. أكد أمير شوقى منتج مسلسل «أبو ضحكة جنان» أنه قرر منذ البداية الإنفاق على ماكياج شخصية إسماعيل ياسين دون أى تحفظات حتى تخرج بالشكل اللائق، ومن أجل ذلك رصد 250 ألف جنيه كميزانية لماكياج شخصية إسماعيل ياسين وحدها وشمل هذا المبلغ خامات الماكياج وأجر الماكيير. وقال شوقى: طوال فترة تحضير وتصوير المسلسل التى امتدت لحوالى 18 شهرا كنا نناقش تفاصيل تلك الشخصية أنا وأشرف عبدالباقى والمخرج والماكيير اللبنانى كلود إبراهيم، وقرأنا عن إسماعيل ياسين العديد من الوثائق وشاهدنا له العديد من الأفلام والمونولوجات، وساعدنا فى كل هذا المؤلف أحمد الإبيارى الذى وجدنا عنده أشياء كثيرة يحتفظ بها بعد أن ورثها عن والده أبو السعود الإبيارى الذى كان يشارك إسماعيل ياسين فى المسرح وكان معه مؤسسا لفرقة إسماعيل ياسين كما رافقه طوال مشواره الفنى. وأضاف: وفى إطار التحضير قام أشرف بحلق شعره وسافر لبنان 3 مرات قبل بدء التصوير لعمل بروفات للشخصية مع الماكيير كلود إبراهيم، كما جاء كلود مرتين قبل التصوير للسبب نفسه. وأشار شوقى إلى أن الماكيير والمخرج حاولا التقريب بين أشكال باقى الممثلين وبين أشكال الشخصيات التى يجسدونها فاخترنا أحمد بدير لعمل شخصية محمود المليجى وصلاح عبدالله لعمل شخصية أبو السعود الإبيارى وسمير غانم لعمل شخصية نجيب الريحانى.