رصد التقرير أسباباً عدة حملت انتقادات للحكومة والوزارات المختصة، وتمثلت هذه الأسباب التى أدت إلى المشكلات التى أعقبت تشغيل ترعة الصف فيما يلى: أولاً: أخطاء فى دراسات الجدوى الفنية والتصميمات الهندسية للترعة ومنها ما يلى: - لم يؤخذ فى الاعتبار اختلاف طبيعة ترعة الصف عن باقى الترع من دوام المصدر المائى وعدم التحكم فيه، وبالتالى إمكانية حدوث فيضان لهذه الترعة نتيجة زيادة التصرفات الواردة عن المسحوبة وعدم وجود طريقة للتصرف فى هذه المياه، كما لم يؤخذ فى الاعتبار أيضاً تأثير نوعية المياه على المحاصيل والفلاح المنتج والمواطن المستهلك فضلاً عن مرور الترعة فى تربة طفلية قابلة للانتفاش. - عدم ملاءمة التركيب المحصولى المقترح من الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية لنوعية المياه التى تستخدم فى الرى من الترعة. - لم يراع فى تصميم وإنشاء هذه الترعة تأثير استمرارية تدفق تصرفات ناتج محطة التنقية (مياه الصرف المعالجة) على الأعمال الصناعية المختلفة. - عدم صلاحية طريقة الرى بالرش بمياه الصرف الصحى التى صمم عليها المشروع لخطورة الرزاز على صحة الفلاح وقد كان من المفروض أن يصمم التركيب المحصولى بحيث يكون من المزروعات التى لا تطهى ولا تؤكل طازجة. - مرور قاع الترعة بسحارات لإمرار مخرات السيول يؤدى لإعاقة سير المياه، حيث إن المياه المارة بالترعة هى مياه صرف صحى وبها مواد عالقة ترسب فى قاع الترعة بجوار السحارات مما يقلل كفاءة مرور المياه بالترعة. وقد أفاد قطاع التوسع الأفقى والمشروعات التابع لوزارة الرى فى 22 أكتوبر 2008 أن مشاكل ترعة الصف كان من أهم أسبابها أخطاء فى دراسات الجدوى الفنية والتصميمات الهندسية، حيث لم يؤخذ فى الاعتبار خصوصية اعتماد هذا المشروع على مياه الصرف الصحى، كما أفاد بأن من أسباب مشاكل الترعة انفراد الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية بالدراسة والتصميم والإشراف على التنفيذ دون مشاركة أى جهات أخرى متخصصة. ثانيا- أخطاء التنفيذ بواسطة الشركة المنفذة ومنها سوء تنفيذ الخرسانة وعدم استخدام الطرق الحديثة والميكانيكية. - تباين نوعية التبطين من خرسانة ودبش مما اخل بالاتزان الهيدروليكى للترعة بكاملها. - عدم استخدام التربة المناسبة وعدم مطابقة ما نفذ بالطبيعة على الرسومات المعتمدة. - وجود أخطاء وعيوب فنية فى تنفيذ الأعمال الصناعية المختلفة بالإضافة إلى وجود انهيارات وكسور فى بلاطات التبطين لجسم الترعة. ثالثا: أسباب أخرى متنوعة: - عدم تزامن استصلاح الزمام المقرر مع تشغيل وتصرفات الترعة. - وجود تفاعل كيميائى بين مياه الصرف الصحى ومكونات الدبش والخرسانة أدى إلى تآكل مونة الأسمنت التى تغطى الخرسانة العادية والدبش. - وجود الترعة فى أعلى كنتور «مستوى سطح البحر» بالمنطقة مع عدم التماثل فى مناسيب الأرض مع جانبيها، مما أدى إلى ظهور مشكلات الصرف. - كثرة التعدى على الترعة بالمواسير وقمائن الطوب التى ترمى مخلفاتها فى جسور الترعة بالإضافة إلى وجود محاجر بجوار ترعة الصف تهدد جسور الترعة عند الكيلو 10.5 بر أيمن ترعة الصف القديمة، والكيلو 20 بر أيسر لترعة الصف الجديدة، فضلاً عن انتشار مصانع الطوب الطفلى على معظم مسار ترعة الصف، الأمر الذى ترتب عليه نقل وتشوين كسر الطوب ومخلفات هذه المصانع على جسور الترعة، مما يشكل تهديداً لسلامة الترعة وعائقاً للمعدات اللازمة لصيانتها. - قيام الأهالى باستخدام جزء من محطة صرف عرب أبو ساعد ومحطة صرف 15 مايو فى الرى بالغمر بطريق المخالفة مما يؤدى إلى وصول مياه الصرف الصحى إلى نهاية ترعة الحاجر التى يؤخذ منها مياه عذبة نيلية لترعة الصف بواسطة محطة رفع غمازة (أ A)، مما سبب مشاكل لمنطقة الصف. - بعض الجمعيات قامت باستلام الأرض من هيئة التعمير ولم تقم بزراعتها وقد ترتب على ذلك عدم استخدام المياه بالشكل المطلوب. - انسداد مخرات السيول المتقاطعة مع ترعة الصف بقمائن الطوب. - عدم تنفيذ مشروعات الصرف بالتنسيق مع مشروعات الرى. - وجود قصور فى توعية المنتفعين فيما يتعلق بنوعيات الزراعات الواجبة على نوعية المياه بالترعة وطرق الرى المفروض اتباعها وحتى 30 يونيو 2008 لم يتم الوصول إلى كيفية منع الزراعات التقليدية على مياه الصرف الصحى الأمر الذى يؤدى إلى خطورة جسيمة على صحة المواطن المصرى. - عدم وجود بنية داخلية لتوزيع المياه المارة بالترعة على الأراضى، حيث لم يتم تنفيذ المساقى رغم تنفيذ فتحاتها على الترعة.