صدر قانون رقم 496 لسنة 1954 بتشكيل مجلس بلدى لرأس البر وفقاً للنظام المقرر فى القانون وتكون حدود المصيف وضواحيه الداخلة فى اختصاص المجلس البلدى- ووقع على القرار محمد نجيب رئيس الجمهورية وجمال عبد الناصر رئيس الوزراء والوزراء، واعتمده المجلس فى 4 أغسطس 1954 وقام مجلس قروى رأس البر الذى أصبح الوحدة المحلية فيما بعد.. وظلت رأس البر القديمة على حالها مع محاولات دائبة على تغيير الشكل الجميل ببناء دور علوى.. وفى كتابى «رأس البر.. الملتقى». ذكرت أنه أطلقت رصاصة الرحمة على القديم بجماله وأصالته فى 11يوليو 1968 بالموافقة على بناء الدور العلوى نهائياً.. المهم لم يبق من رأس البر القديمة سوى شارع النيل.. بالدور الأول للمحال وبانسيابه فى رونق وجمال إلى منطقة اللسان.. حتى أجهز عليه- د. البرادعى بما أحدثه من تغيير مثير للجدل.. والبرادعى أكثر الناس حديثاً وحزناً على رأس البر القديمة، وأعلن فى لافتة طنانة رنانة «رأس البر.. زمان» ولكنه فاجأنا بالقضاء على آخر أثر لرأس البر القديمة!! فشارع النيل فى أوله بدأت رأس البر، وقامت وفى أوله مبنى تاريخى رائع هو مبنى مجلس مدينة رأس البر.. مبنى تتمثل فيه رشاقة رأس البر وجمال هندستها وروعتها.. مبنى الحكومة وبه مكتبان مكتب لرئيس المدينة ومكتب للمحافظ.. مبنى الحكومة يمثل الدولة.. .. هو رمز للسلطة التنفيذية.. فهل يمكن لنا أن نتصور إمكانية أمر بيع مبنى مجلس الوزراء مثلا. نبيعه لمستثمر ونقبض.. ونضع الوزراء ومعهم القيمة ذاتها فى أى مكان آخر؟.. محافظ دمياط فعلها! أعلن عن بيع مجلس مدينة رأس البر!! كيف جرؤ على اتخاذ هذا القرار! كيف سكت أعضاء المجالس المحلية؟.. ومن اشتراه يا ترى؟.. من هو المحظوظ الذى اشترى حكومة وتاريخ رأس البر فى لحظة؟! اصرخ فى الأجهزة الشعبية والمحلية: خلوا عندكم ضمير وأنقذوا المبنى.. .. وأناشد رئيس الوزراء أن يتدخل.. وأقول للمحليين: أنتم الباقون وهذه بلدكم.. فعملية البيع هذه عار سيطاردكم للأبد!! وللمحافظ أقول.. مازال لدى أمل أن تستجيب.. اترك امتداد رأس البر يسير سيراً طبيعياً وقفنا عند شارع 101 أكثر من عشرين عاماً وتضخمت رأس البر.. دعها تهضم امتداداتها الجديدة على مهل.. حتى لا تصاب بالتخمة.. لقد فعلت الكثير، ولكن ما يحدث فى الآونة الأخيرة يجعلنا نضرب كفاً بكف! قل يا سيدى للناس أن بيع المجلس شائعة مغرضة... قل ما شئت وسنقبل.. فقط.. حفاظاً على كرامة الدولة وصونا لهيبتها واحتراماً لرأس البر وتراثها وصانعيها، لا تبع.. لا تبع.. يا قوم مالكم.. ألا تعقلون؟ محمود الزلاقى كاتب ومؤرخ