«قديم x قديم» شعار اختاره ليكون نهجا فى عمله الذى يعتمد على جمع واقتناء كل ما هو قديم وأصيل، ورغم أنه يعيش فى القرن ال21 فإن منزله ملىء بمقتنيات قديمة تعود إلى مئات السنين، فى منطقة السيدة عائشة يعيش كرم التونسى «42 عاماً» فى منزل يتكون من طابقين: الأول محل يبيع فيه ويشترى الانتيكات والتحف القديمة، والثانى منزله الذى بناه بشكل قديم وزينه بالخشب البغدادى الذى كان يستخدم قديماً فى تزيين واجهات القصور والمنازل، ويضع كرم على منشر شرفة منزله عجلات عربات كارو قديمة لتضفى مظهراً جمالياً على المنزل. عشق كرم لجمع كل ما هو قديم، هواية ومهنة ورثهما من والده، فوالده الحاج محمد لقب ب«التونسى» نسبة إلى الكوبرى الذى كان يقف أسفله ليفرش بضاعته، وكان يعمل بائع «روبابيكيا» يشترى كل ما هو قديم بعد أن يجول شوارع مصر القديمة وينادى «بيكيا».. تلك الكلمة التى حفرت فى ذهن كرم وظل يتذكرها طوال سنوات بصوت والده وكأنه لايزال ينادى «بيكيا»: هذه الكلمة هزت مشاعرى وجعلتنى أترك دراستى الابتدائية لأتجول معه، وأراه وهو يشترى المقتنيات القديمة، حيث علمنى كيف أنظر للقطعة وأقيمها من أختامها ونقوشها، حتى لا أنخدع فيها فالتقليد والنصب فى مهنتنا كثير». كان كرم ووالده يجوبان البيوت القديمة فى حلوان وجاردن سيتى والزيتون ليحصلا على ما تستغنى عنه المنازل، وبعد ذلك يضعان كل ما جمعاه طوال الأسبوع على فرشة كبيرة أسفل كوبرى التونسى لبيعه للزبائن، ورغم أنهما كانا يبيعان فى منطقة شعبية فإن الزبائن كانت تأتى إليهما من كل مكان بل تتهافت على بضائعهما، وأحياناً كان كرم يسافر مع والده إلى الصعيد وبعض محافظات الوجه البحرى للحصول على الأثاث واللوحات القديمة التى لا تزال تجود بها تلك البلاد حتى الآن وقال كرم: «أعمل فى هذه المهنة منذ أكثر من 30 عاماً ورغم ذلك مازلت أشعر برغبة كبيرة فى اقتناء كل ما هو قديم، حتى ولو كان ذلك سيؤثر على مادياً.. ساعات باتحمل خسارة كبيرة، وإذا غويت قطعة أو تحفة من الممكن أن أدفع الكثير حتى أحصل عليها.. الغاوى ينقط بفلوسه». أمام دكان كرم تجد «المستعجلة» وهى عربة خشب يجرها حصان، وكانت تستخدم لنقل الركاب ب«النفر»، وهناك أيضاً عربة حديدية قديمة كانت تستخدم فى رصف الطرق، ومن مقتنيات الصعيد «النورج» الذى كان تجره بقرتان وكان يستخدم فى حرث الأرض الزراعية وأضاف: «رغم خبرتى التى زادت سنواتها على ال30 عاماً فإننى كنت أتمنى أن أكون متعلماً حتى أضيف للمهنة، بعد أن أقرأ التاريخ وأعرف الخلفية التاريخية للوحات والقطع القديمة، لذلك حرصت على تعليم أبنائى الثلاثة ليفيدوا المهنة بعد أن يكبروا».