تغيرت الحياة على وجه الأرض!! أصبح الإنسان إما يعيش فريسة للسرطانات.. أو ضيق النفس يواجه الحر الخانق بالملطفات من أجهزة تكييف ومراوح أو شرب كميات مهولة من السوائل الغازية أو العصائر.. اختفت نسمة العصرية وحل محلها هواء ساخن يزداد سخونة عند المساء!! غاب الخريف تمامًا وحتى الشتاء حينما جاء فجأة اغتالته موجات حارة!! ماذا حدث للأرض ومن عليها؟ فاض الماء وخرج السمك منتحرًا على الضفاف واحترقت الغابات وفاجأنا المحيط بتسونامى تخفى الشواطئ بما عليها من قرى.. تصاعدت التنبؤات.. الدلتا فى خطر.. الدلتا مستودع غذاء مصر وكسائها من أرز وخضروات وقمح وقطن للنسيج.. الدلتا معرضة للغرق نتيجة الاحتباس الحرارى! وقبلت مرحبة دعوة كريمة من وزير البيئة المهندس ماجد جورج لحضور (صرخة) من أجل البيئة، من أجل الأرض وما عليها. بشر وبحر وحيوانات وحتى الحشرات تغيرت.. النمل صغر حجمه وأصبح يطير. كان المؤتمر هو الاجتماع الحادى والعشرين للأطراف فى بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون والمكان أرضًا معمرة حديثًا والتعمير فى رأيى هو درع حرب لمصر.. المكان اسمه بورت غالب فى منطقة مرسى علم.. والبحر الأحمر يغرى بالتواجد حيث المناخ الصالح صيفًا وشتاءً. فوجئت بمدينة كاملة مرحبة الأبواب بها بحيرات صناعية تتخللها جزر النخيل.. هنا تصنع البيئة بحرفية ينفذها البشر.. والصحفى داخله دائمًا أسئلة استفزازية خصوصًا فى زمن الفساد ونفاد الماء فى حدائق الجولف.. استفزتنى الحدائق المترامية التى تربط المبانى بالبحر فى تناغم بديع وقلت: إسراف تانى فى مياه الشرب ومياه زرع المحاصيل؟ قال لى شاب سعيد بالمجتمع الجديد: هنا محطة تحلية لماء البحر كبيرة.. نحن فى بورت غالب نشغل محطة الكهرباء. هنا تغيير بيئة تمامًا. سعدت باجتماع 196 دولة على أرض مصر.. سعدت بتحفز بلدى التى كانت الدولة رقم 7 والتى وقعت على بروتوكول مونتريال لمواجهة المواد المستنفدة للأوزون. ولكن السعادة دائمًا لا تدوم فهذا البروتوكول موقع منذ ما يقرب من ربع قرن.. وما زلنا نعيش الرعب دون أن ندرى فنحن الذين نصنع هذا الرعب ونحن الذين نمد المواد المستنفدة للأوزون بكل ما يوسع الثقب ويستنفد الأوزون. فلينظر كل منا لسلوكه اليومى.. الدنيا حر.. عرق علينا باسبراى العرق.. علينا بجهاز التكييف.. تسريحة جميلة رجالاً وسيدات.. لنثبتها بالاسبراى والجيل.. جعانين طبق عجة أو صحن بانيه.. البوتاجاز والبانيه الاحتراق حولنا فى كل مكان. وتصطدم كل أحلام المؤتمر فى مواجهة استنفاد الأوزون.. بأحلام المليونيرات أصحاب المشاريع الصناعية.. أجهزة التكييف.. البوتاجازات.. البخاخات الطبية والمعطرة.. كلما فتحنا التليفزيون واجهنا إعلان مغر باختراق الأوزون لإراحة أنفسنا بشكل مؤقت. قبل حضورى تصفحت الأوراق.. كدت أعتذر لخطورة المعلومات التى فى الملف، والتى تحتاج مشروعًا عالميًا يضم كل البشر للمحافظة على الأوزون، الذى أطلق عليه الرحمة للأرض والبشر. وحلم للجزاء بتوقع انحسار ثقب الأوزون نهائيًا خلال عشرين عامًا مقبلة بشرط التعاون الدولى للأسف ليس للدول ولكن لابد من دراسة برامج لتغيير سلوكيات البشر.. وخطة طموح لإيجاد بدائل للمواد المستنفدة للأوزون.. لابد أن يفكر المليونيرات أصحاب المصانع التى تنتج مستنفدات الأوزون فى إنتاج مواد بديلة لنفس الاستعمالات لنفس الأغراض بحيث لا تستنفد الأوزون. هنا فى مصر لم يعد هناك من يفكر مثلاً فى مزيل للعرق من المواد الطبيعية مثل (الشبة)، لم نفكر فى النباتات التى ترطب الجو، وكانت فى العراق توضع فى سلك على الشبابيك وترش بالماء فترطب الجو. إغراء بالإعلانات وإغراء المستهلك بالشراء (خد واحد وواحد مجانًا) والتقسيط المريح ولم نقدم أى مواد إعلانية نغير فيها علاقة الناس بهذه المواد. لابد من تنبيه الناس للضرر المترتب على التعرض لجرعات زائدة من الأشعة فوق البنفسجية. ولدى وزارة البيئة طموح أعلنته فى المؤتمر، وهو أن مصر بحلول عام 2010 سوف تكون شبه خالية من هذه المواد الضارة لطبقة الأوزون. هذا الحلم الجميل محتاج رسائل إعلامية مدروسة ومتواصلة، لأن هذا الحلم لا يعتمد فقط على مواجهة المواد المستنفدة للأوزون، ولكن يعتمد على تغيير سلوكيات الناس. إن هذا يحتاج لرسائل إعلامية ليست مكتوبة ولكن مسموعة ومرئية فى التليفزيون. إننى ما زلت مؤمنة إيمانًا قويًا بأن كل ذلك بما فعلت وتفعل أيدى الناس حتى الآن. وهو ما تعلنه الآية الكريمة 41 فى سورة الروم (ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس)، ولهذا فلن يتغير شىء إلا ببث الرسالة إلى الناس بأن الاحتباس الحرارى والخطر الذى يهدد البشر فى صحته وطعامه وشرابه ونفسه ليس إلا من السلوكيات الخاطئة والمستمرة. وللأسف الشديد الوزارات فى بلدنا جزر لا يربطها شىء فلو نجحت وزارة البيئة فى بث رسائلها بما تقيمه من مؤتمرات ورسائل لتجمعات الناس فلن تصل لأكبر شريحة إلا حينما يؤمن التليفزيون بتحويل هذه الرسائل إلى مواد تليفزيونية تتخلل كل البرامج من خبرية إلى (توك شو) إلى برامج ترفيهية للكبار والصغار وصولاً للمسلسلات، وقد فكرت فى فكرة مصيبة «من الصواب وليس من المصيبة» وهى أن يتولى المهندس ماجد جورج حقيبة وزارة الإعلام فى التغيير الحلم وبهذا يحقق كل ما يريد من خطط لتنفيذ مواجهة المواد المستنفدة للأوزون، ويتولى الوزير أنس الفقى وزارة شؤون البيئة فسوف يتحمس لإقناع وزير الإعلام ببث برامجه عن مواجهة ثقب الأوزون فى التليفزيون.. وهكذا تصل الرسالة إلى الناس فيحبون الأرض بدلاً من تدميرها. قبل الطبع هل نستطيع أن ننفذ تجربة تحلية مياه البحر فى الساحل الشمالى لنزرع قمحًا بدلاً من أن نزرع منتجعات للصفوة وملاعب جولف. أمنية أيضًا أن نجرب تحلية مياه البحر فى الزراعة بطول شاطئ البحر الأحمر إنه حلم لمصر حتى لا يجوع الإنسان المصرى.