وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الاثنين 6 مايو 2024    استقرار أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الإثنين بالتزامن مع شم النسيم    البحيرة: رئيس كفر الدوار يتابع الاستعدادات لبدء تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    نصائح للمواطنين لتفادي مخاطر قطع الكهرباء على الأجهزة الكهربائية.. فيديو    عاجل| المخاطر الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط تقفز بأسعار النفط عالميا    يلين: معدلات التضخم تحت السيطرة، وهذا أكبر تهديد للاقتصاد الأمريكي    مصدر مطلع: البيت الأبيض متخوف من تأثير عملية كرم أبو سالم على صفقة الرهائن    حزب الله اللبناني يقصف مقر قيادة فرقة الجولان الإسرائيلية بعشرات الصواريخ    الرئيس الصيني يلتقي ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية في باريس    أوكرانيا: تدمير 12 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال 24 ساعة    نجم الزمالك يطالب بإقالة جوميز.. تفاصيل    محمد هاني يعود إلى تشكيلة الأهلي أمام الاتحاد السكندري    جدول مباريات اليوم.. مباراتان في الدوري المصري.. قمة السعودية.. وختام الجولة في إنجلترا    شم النسيم.. سيولة مرورية بميادين القاهرة والجيزة    بالفيديو.. مدير عام حدائق الحيوان: إقبال جماهيري كبير مع بداية يوم شم النسيم    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    قبل الامتحانات.. ما مصادر التعلم والمراجعة لطلاب الثانوية العامة؟    "ماتنساش تبعت لحبايبك وصحابك".. عبارات تهنئة عيد الأضحى المبارك 2024 قصيرة للأحباب    لمواليد برج العذراء والجدي والثور.. ماذا يخبئ مايو لأصحاب الأبراج الترابية (التفاصيل)    مع الاحتفال بشم النسيم.. «الصحة» تحذر المواطنين من تناول الفسيخ والرنجة    في يوم شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد في مستشفيات شمال سيناء    فيلم السرب يواصل تصدر شباك التذاكر.. حقق 4 ملايين جنيه في 24 ساعة    تحذير: احتمالية حدوث زلازل قوية في الأيام المقبلة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    موعد وقفة عرفات 1445 ه وعيد الأضحى 2024 وعدد أيام الإجازة في مصر    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    «بيتمشى في الملعب ومعندوش قلب خالص».. ميدو يفتح النار على نجم الزمالك    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذا الصيف الطويل‏..‏ ماذا وراءه؟
نشر في الأهرام اليومي يوم 22 - 10 - 2010

طقس هذا الصيف غريب‏، وصعب‏، وطويل‏..‏ فهو مستمر حتى نهاية أكتوبر‏، ومن المفروض أنها فترة الخريف‏، ودرجات الحرارة مرتفعة وتتراوح بين 36‏ و‏39‏ درجة،‏ وهى أعلى من معدلاتها فى مثل هذا الوقت من السنة‏. والتي كانت تتراوح بين 29 و30 درجة مئوية في السنوات الماضية‏..‏ فماذا يحدث؟‏,‏ وماذا وراء هذا الصيف الطويل؟‏..‏ وكيف سيكون شكل الخريف والشتاء المتوقع ان يكونا قصيري المدة‏,‏ وهل سيكون الشتاء أدفء من سابقيه؟ ام سنشهد موجات برد قاسية مثل موجات الحر الشديدة التي مررنا بها طوال هذا الصيف الطويل‏.‏
كلها اسئلة لا تشغل فقط الانسان العادي‏,‏ ولكنها تشغل اكثر علماء الارصاد والبيئة والزراعة‏,‏ ورغم وجود العديد من التفسيرات العلمية‏,‏ والاجتهادات‏,‏ فإنه ليس هناك اتفاق أومعرفة لما يحدث بالضبط الآن علي سطح الكرة الأرضية من تغيرات مناخية‏,‏ وهل لذلك علاقة قوية بالنشاط الانساني وبالذات الصناعي الملوث لجوها؟ ام لعلاقتها بالشمس الام‏,‏ مصدر الطاقة والحارة‏.‏ وسبب استمرار الحياة علي ارضها ام لعوامل اخري لم نعرفها حتي الان؟
في البداية علينا ان نعرف كما يقول علماء الارصاد ان تغيرات الطقس التي تختلف من منطقة الي اخري علي الكرة الارضية‏,‏ ترجع بشكل اساسي الي حركات الرياح والتيارات الهوائية ومساراتها اما التغيرات الاساسية لمناخ الكرة الارضية فتتحكم فيها بشكل اساسي الشمس وتأثير النشاط الانساني الملوث لاجواء الكرة الارضية يسبب احتباس الغازات والحرارة القادمة من الشمس‏,‏ ولا يخرجها‏,‏ مما يؤدي الي زيادة درجة الحرارة علي سطح الارض‏,‏ هذا العامل مختلف علي تأثيره‏,‏ حتي ان بعض علماء المناخ يصفونه بأنه مجرد خربشات طفل صغير علي وجه الكرة الارضية الأم‏,‏ وان اعتباره عاملا رئيسيا وراء ارتفاع درجات الحرارة في كثير من المناطق في العالم مجرد خدعة من المسئولين في لجنة المناخ التابعة للامم المتحدة‏,‏ والتي كانت تستهدف العمل لصالح شركات الطاقة البديلة المتعددة الجنسيات‏,‏ وان كانت تلك قضية اخري تحقق فيها اجهزة الامم المتحدة الآن‏,‏ فإن الملموس للجميع ان درجات الحرارة والرطوبة في بلد مثل مصر ارتفعت فوق معدلاتها في نفس هذا الوقت من السنوات الماضية‏,‏ وان هذه الارتفاعات والتغيرات استمرت لفترات خلال هذا الصيف الطويل‏,‏ الذي بدأ قبيل الانتهاء المبكر لفصل الربيع القصير‏,‏ وظل مستمرا حتي نهاية شهر اكتوبر الجاري‏,‏ في الوقت الذي كان من المتوقع ان يبدأ الخريف في سبتمبر الماضي‏,‏ ولكنه لم يأت حتي الآن بل اننا شهدنا امطارا تهطل في الصعيد خلال الصيف‏,‏ ورياح الخماسين‏,‏ التي كانت تأتي في نهاية الربيع محملة بالتراب وتنعدم فيها الرؤية‏,‏ لم تأت‏,‏ وفي السنوات القليلة الماضية‏,‏ كانت تأتي ضعيفة‏,‏ قبل ان تختفي‏,‏ وعلي العكس‏,‏ فإنه في اوائل اكتوبر او نهاية سبتمبر جاءت رياح ترابية لأول مرة من الغرب‏,‏ بعد حدوث سحب رعدية جنوبي البحر المتوسط‏,‏ وهي ظاهرة مناخية‏,‏ رغم تكرارها خلال بعض السنوات الماضية‏,‏ إلا انها لم تدرس للتنبؤ بها‏.‏
تزحزح حزامي الأمطار والسخونة
‏..‏ وارتفاع درجات الحرارة‏,‏ وما يصاحبه من جفاف ليس مقصورا الآن علي جو مصر في هذا العام الغريب‏,‏ وغير المعتاد‏,‏ حسب وصف الدكتور مجدي عبد الوهاب استاذ الارصاد الجوية في جامعة القاهرة‏,‏ فدرجات الحرارة في صيف مصر هذا العام تزيد بأربع درجات علي معدلها الذي كان في نفس هذا الوقت من السنة في اعوام ماضية‏,‏ وقد تعرضت مدن كثيرة في امريكا لارتفاع كبير في درجات الحرارة‏,‏ وتسببت الحرارة المرتفعة والجفاف في حرائق الغابات في روسيا‏,‏ وتلف اكثر من ثلث محصول القمح بها‏,‏ مما تسبب في ارتفاع اسعار القمح بالعالم وحدث ايضا تغير في مسارات المنخفضات والارتفاعات الجوية حول العالم‏,‏ وسقط المطر بغزارة علي باكستان‏,‏ وتسبب في سيول وكوارث انسانية واقتصادية‏,‏ وكان هذا المطر يسقط من قبل في هذا التوقيت من السنة علي الهند‏,‏ ولكن حزام الامطار تزحزح قليلا الي باكستان‏.‏ وفي مصر نتوقع ان يكون الشتاء اكثر دفئا بزيادة درجتين مئويتين‏,‏ ولكن لا يعني ذلك عدم وجود موجات برد شديدة‏,‏ وسقوط امطار غزيرة‏.‏
والسؤال‏:‏ ماذا وراء ذلك؟ من وجهة نظر الدكتور مصطفي الرافعي أستاذ الأرصاد الجوية في جامعة القاهرة‏,‏ باختصار‏,‏ هناك دورات مناخية لا تتم علي سنة واحدة‏,‏ ولكن علي فترات قد تتراوح بين‏30‏ و‏40‏ سنة‏,‏ ونشهد خلالها عشر سنوات أكثر سخونة من عشر سنوات أخري‏,‏ وطول هذه الدورة يتسبب في سقوط أمطار في أماكن غير معهود السقوط بها في توقيت معين من السنة‏,‏ كما حدث في باكستان وبنجلاديش‏,‏ وكذلك في صعيد مصر‏.‏ وطول مدة فصل الصيف في مصر يرتبط بالصيف في الهند والسعودية أو بمعني أدق بمنخفض الهند الموسمي‏,‏ ولعلنا نتذكر في هذا الصدد ما حدث في شهر نوفمبر من عام‏2005,‏ عندما اندلعت السحابة السوداء نتيجة لاستمرار فصل الصيف‏,‏ الذي يتسبب في قصر فصل الخريف‏,‏ وبالتالي‏,‏ حسب تقديراته‏,‏ فإن فصل الصيف هذا العام سوف يستمر حتي نهاية أكتوبر الحالي‏,‏ تتخلله موجات حرارة مرتفعة قد تتجاوز‏73‏ درجة مئوية‏.‏ هذا التغيير في الطقس‏,‏ وكذلك مناخ الأرض يمكن تفسيره علي أنه موجات قد تتراوح مدتها بين‏9‏ و‏22‏ سنة‏,‏ وإذا كان الرصد لتغيرات المناخ يتم علي مدي‏50‏ سنة‏,‏ فإننا في الواقع لا يمكننا التنبؤ بسنة‏,‏ فكل ما يمكن التنبؤ به للطقس لا يزيد علي عشرة أيام كحد أقصي‏.‏ وقد تم رصد بيانات هذا الصيف وهو بالفعل صيف غريب عن السنوات الماضية‏.‏
لقد تسببت زحزحة حزام المطر حول الكرة الأرضية‏,‏ وانتقال سقوطه علي باكستان وبنجلاديش بدلا من الهند‏,‏ في أن تتزحزح السخونة من السعودية أيضا الي فوق البحر الأحمر وشمال إفريقيا‏,‏ ومن بينها مصر‏,‏ كما أن الموجات الحارة بدأت تظهر فوق أمريكا‏,‏ وهذا يعني أن حزام السخونة حول الكرة الأرضي شمال خط الاستواء تزحزح الي خط عرض‏.25‏ وهذا يعني ظهور حركة صاعدة ومعها مطر علي بعض المناطق‏,‏ وحركة هابطة من غير مطر تسبب سخونة أو ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة والرطوبة‏,‏ كما حدث خلال الفترة الماضية في مصر‏.‏ وبترجمة ذلك‏,‏ فإن الحركة الصاعدة كانت علي باكستان وليس الهند‏,‏ والحركة الهابطة علي السعودية ومصر‏.‏ وقد لاحظنا أن هذه التغيرات التي يسببها منخفض الهند الموسمي‏,‏ تسببت منذ عدة سنوات في ارتفاع درجات الحرارة‏,‏ حتي وصلت الي‏41‏ درجة‏,‏ علي شرق أوروبا وتركيا واليونان‏.‏
ظاهرة النينو واللانينا وتيار النفاس
والسؤال الآن‏:‏ ماذا وراء هذا التغير؟ يقول الدكتورالرفعي إن هناك ارتباطا بين ظاهرة تغير درجة الحرارة فوق سطح المحيط الهادي أو الباسيفيك‏,‏ أو ما يطلق عليه ظاهرة النينو واللانينا بموجات الحرارة التي تحدث فوق شمال إفريقيا‏,‏ وزحزحة خط السخونة ومناطق الأمطار علي شبه جزيرة الهند‏,‏ ومنطقة الخليج العربي‏,‏ والبحر الأحمر‏.‏ وهذه الظاهرة تحدث كل سنتين في دورات متتابعة تبدأ في ديسمبر‏,‏ ولكن تأثيرها يصل إلينا في يونيو‏.‏ ففي ظاهرة النينو ترتفع درجة حرارة المياه فوق سطح الباسيفيك إلي‏28‏ درجة‏,‏ وتم رصدها منذ القرن الثامن عشر‏,‏ إلا إن ربطها بما يحدث في جو الأرض لم يتم إلا مؤخرا‏,‏ حيث اكتشف تأثيرها علي هطول الأمطار علي أثيوبيا‏,‏ فعندما تبدأ ظاهرة اللانينا تهبط الامطار بغزارة في مرتفعات إثيوبيا‏,‏ ويزداد ايراد النيل‏,‏ وفي حالة النينو تقل الأمطار‏,‏ ويحدث جفاف في أثيوبيا‏,‏ وفي شرق افريقيا‏.‏
ولكن‏,‏ هل لهذه الظاهرة تأثير علي هطول الامطار أو الجفاف علي مصر وشرق إفريقيا؟‏.‏
يري الدكتور الرافعي إن ذلك يرجع الي ما يعرف بتيار النفاس الذي يمتد من جنوب شرقي آسيا حتي القرن الافريقي‏,‏ ويبدأ في شهر يونيو ويصل الينا في نهاية يونيو أو بداية يوليو‏,‏ وتحت هذا التيار تمطر السماء في اليمن‏,‏ وتمتد الأمطار الي اثيوبيا‏,‏ وإذا وصل هذا التيار الي مصر نمظرت وهو ما يحجز التيار الساخن‏,‏ ويصبح الجو معتدلا أو باردا وإذا لم يصل الينا يسيطر الهواء الساخن القادم من المنطقة الاستوائية علي جو مصر‏,‏ ويتسبب في ارتفاع في درجة الحرارة ونسبة الرطوبة فيصبح الجو خانقا‏.‏ وفي حالة وصول تيار النفاس الي سيناء لا يكون كافيا حتي تمطر‏,‏ بل لابد من دخول لسان من الهواء البارد من منخفضات العروض الوسطي‏,‏ فيتسبب في سقوط الامطار الغزيرة خلال ساعتين‏.‏
وإذا كنا نتحدث عن التغيرات الطبيعية‏,‏ واختلاف حركة الرياح ومسارات المنخفضات المسببة لاختلاف الطقس‏,‏ فإن هناك اتجاهين لتفسير التغيرات المناخية علي سطح الكرة الأرضية‏.‏ والبعض يري أن ذلك يعود الي تغير في الدورات المناخية‏,‏ وتغيير موقع الأرض بالنسبة للشمس‏,‏ ومسار حركتها حول نفسها‏,‏ بينما يرجعه البعض الآخر الي التغييرات التي تحدث في المناخ منذ القرن التاسع عشر نتيجة سلوك الانسان والتلوث الذي يسببه علي سطح الأرض‏,‏ بينما يسبب ما اصبح يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري أو حجز الحرارة في الغلاف الجوي للأرض‏,‏ والذي يمتد من فوق سطح الأرض بارتفاع‏20‏ كيلو مترا‏,‏ أو ما يعرف بظاهرة الصوب الزراعية‏,‏ التي يتم فيها حبس درجة الحرارة عند مستوي معين لإنماء النبات ويري هؤلاء أنه بسبب زيادة معدلات عدد من الغازات في الجو بنسب كبيرة‏,‏ ومن بينها ثاني أوكسيد الكربون وأكاسيد النتروجين والميثان والكلور كاربون‏,‏ فإن هذه الغازات تحبس الحرارة القادمة من الشمس في الأرض‏,‏ وتقوم بعمل عازل بين سطح الأرض والغلاف الجوي‏,‏ وتسبب تغيرات مناخية حادة بالجو‏,‏ حيث تصبح المناطق الجافة أكثر جفافا‏,‏ والمناطق المطيرة أكثر مطرا‏.‏
مدار الأرض
ويوضح الدكتور مجدي عبد الوهاب ذلك بأن العلماء لاحظوا منذ عام‏1900‏ أن بعض الغازات ومن بينها ثاني أوكسيد الكربون زادت في الغلاف الجوي من‏278‏ جزءا في المليون إلي‏493‏ في العام الحالي‏,‏ مما تسبب في ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة وحدوث السيول‏,‏ إلا أن الدكتور محمد عيسي رئيس هيئة الأرصاد الجوية يري أن هذا التفسير للتغيرات المناخية الحالية غير صحيح من الناحية العلمية‏,‏ وأنه استهدف خدمة مصالح شركات تصنيع معدات الطاقة البديلة‏,‏ وهو ما كشفت عنه لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة‏.‏ ويري أنه حتي يتسبب النشاط الانساني في حدوث تغيرات غير منتظمة علي مناخ الكرة الأرضية‏,‏ فإن ذلك يحدث في حالة استمرار هذا التغير لفترات طويلة تتعدي المائة عام‏,‏ وعلي مساحة كبيرة لا تقل عن نصف الكرة الأرضية‏,‏ وأمكن أيضا فصل هذا التغير عن غيره من المتغيرات الطبيعية‏..‏ وأوضح أن الاستنتاج بارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بني علي أساس تراجع معظم الجبال الجليدية في العالم منذ نهاية القرن التاسع عشر‏,‏ وأن متوسط سطح البحر ارتفع خلال الفترة ذاتها بمعدل من ملليمتر الي ملليمترين في العام‏,‏ وأن ذلك يعود الي التسخين العالمي بمعدل ارتباط‏0,45‏ وبالتالي يتوقع معه استمرار ارتفاع درجة حرارة الكرة المصرية الي ما شاء الله‏.‏
ويري ان الاتجاه العام في الدراسات المناخية لا يمثل بالخط المستقيم‏,‏ ولكن لابد من تطبيق الاحصائيات التي تتفق مع تغير المناخ في الدورات الطبيعية سواء اليومية أو السنوية‏,‏ والتي نلاحظها من ارتفاع درجة الحرارة منذ الشروق حتي تصل الي فترة العصر تقريبا‏,‏ ثم تبدأ في الانخفاض مرة اخري حتي شروق اليوم التالي‏,‏ وتعز هذه الدورة الي دوران الارض حول نفسها كل يوم ودورانها في دائرة حول الشمس كل عام‏.‏ ووفقا لدراسات الدكتور عيسي‏,‏ فإن سيناريو التغير المنتظم في درجات حرارة الكرة الارضية يمكن ان يصل متوسطه الي‏2.51‏ درجة مئوية يبدأ في الانخفاض في الفترة من عام‏2013‏ حتي عام‏2039,‏ ثم يبدأ في التصاعد حتي عام‏2079,‏ وهي السنة التي من المحتمل حدوث اعلي درجة حرارة قدرها‏2.51‏ درجة مئوية‏,‏ وتم اختبار هذه النتائج تاريخيا‏,‏ ووجد ان القرن السادس عشر هو قاع الذبذبة‏,‏ وهذا القرن معروف تاريخيا بالعصر الجليدي المصغر‏.‏
والسؤال هنا لرئيس هيئة الارصاد المصرية‏:‏ ماذا وراء التغيرات الحادة الحالية في مناخ الكرة الارضية؟
يرد الدكتور عيسي بأن ذلك يعود لأسباب طبيعية وعلي الرغم من أننا نعجز حتي الآن عن فهم ما يحدث بدقة‏,‏ فإن هناك نظرية تفسر ذلك للفلكي الشهير ميلين ميلانكوفيتش حول تأثير الذبذبات الطبيعية علي تغير المناخ‏,‏ وذلك من خلال دراساته حول علاقات الارض بالشمس في الفترة من عام‏1879‏ حتي عام‏1958,‏ حيث لاحظ تغير المدار الذي تدور فيه الارض حول الشمس‏,‏ وذبذبة محور الارض علي مدار دورانها حول الشمس‏,‏ ولاحظ ان مدار الارض يتمدد وينكمش كل‏100‏ الف سنة‏,‏ وان زاوية ميل هذا المحور او اقترابه من الشمس يتراوح بين‏1.22‏ و‏1.42‏ درجة‏,‏ وانه كلما اقترب المحور من أعلي زاوية تزداد حدة الفصول‏,‏ وهو ما نمر به حاليا‏,‏ حيث نشهد فصل صيف طويلا‏,‏ وارتفاعا في درجات الحرارة‏,‏ وقصر فصول الخريف والربيع والشتاء‏,‏ وتطبيقا لذلك فمن المتوقع ان يكون الخريف اكثر حدة بمعني غزارة الامطار والسيول علي سيناء والبحر الاحمر وهضبة السلوم‏.‏
وهنا أساله حول رأيه حول ما يقال من ان مناخ الارض يتجه الي الارتفاع المستمر في درجات الحرارة؟ فيقول ان هذه الادعاءات هي التي بني البعض عليها استنتاجاتهم بأن مستوي سطح البحار سيرتفع بسبب ذوبان الجليد‏,‏ وان الدلتا والمدن الساحلية المصرية بما فيها الاسكندرية معرضة للغرق‏,‏ وهذا غير صحيح‏,‏ لان علماء ارصاد جوية امريكيين معروفين مثل ميشيل كريستون وتيم بول وفيليب ستوت يؤكدون عكس ذلك‏,‏ ويرون ان مناخ الكرة الارضية يتجه نحو البرودة‏,‏ وليس السخونة‏,‏ وان الاستنتاجات الخاصة بسخونة الارض قائمة علي تجاهل ما هو عادي وطبيعي للطقس‏,‏ كما أوضحت‏,‏ وأري ان ذوبان الجليد‏,‏ قضية وهمية لأن حجم الجليد اكبر من حجم الماء السائل‏,‏ وحيث ان الجبال الجليدية غاطسة في الماء بأربعة اخماس حجم الجبل الجليدي‏,‏ فإن محصلة ارتفاع سطح البحر‏,‏ نتيجة ذوبان الجليد لا تزيد علي سنتيمترين فقط في السنة‏,‏ كذلك بالنسبة لقول تمدد الماء نتيجة ارتفاع درجة الحرارة‏,‏ وبالتالي ارتفاع منسوب سطح البحر‏,‏ فإن الماء يختص بظاهرة البحر من السطح المفتوح‏,‏ حيث تؤدي الزيادة في درجات الحرارة الي انخفاض مستوي سطح البحر وليس ارتفاعه‏..‏ وقد اعترف الجانب الصيني بخطأ القياسات التي تمت عن طريق الاقمار الصناعية‏.‏
وهنا أسأله عن تفسيره لظاهرة العواصف الترابية التي جاءت من الغرب في هذا التوقيت وكانت تاتي في فترة الربيع؟‏.‏ فقال إن هذه الظاهرة من الصعب التنبؤ بها‏,‏ لأنها تأتي في فترة زمنية ذلك لصالحنا‏.‏ وهناك ضرورة لعمل تجارب حول كيفية الهروب من اضرار المتغيرات المناخية وتقصر فترة نمو النبات‏,‏ وبالنسبة للخضراوات من الافضل التوسع في زراعتها في صوب‏,‏ وان يكون التركيز علي الزراعة المفتوحة في حالة الجو المناسب‏,‏ فالمسألة تحتاج للجوء الي مواءمات في الزراعة‏,‏ وضرورة العودة الي الاصناف المصرية القديمة التي لديها مواءمة وتأقلم مع المتغيرات المناخية‏.‏ ولابد ان نأخذ التغيرات المناخية الحالية مأخذ الجد‏,‏ ولا نتركها تعصف بغذائنا‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.