يا سيدى.. هذه سيرة ومسيرة نبوية ملائكية نورانية سبحت فى فلك من أفلاك المشيئة والقدرة الإلهية.. تسرية وتروية وتزكية وترضية وتجلية لسيد البرية من رب البرية.. هبطت على أهل مكة بأخبارها وأسرارها فزادت المؤمنين إيماناً مع إيمانهم وعلى رأسهم الصديق أبو بكر الصديق، ولم تزد الكافرين إلا كفرانا على كفرهم، وعلى رأسهم كبيرهم أبو جهل الزنديق (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لايفتنون).. «العنكبوت (2)» (وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس) سيرة ومسيرة نسجت خيوطها معجزة إلهية عز على المفسرين خوض غمارها بحثاً وتفسيراً. وكيف يتسنى لهم هذا وذاك ؟! وتفسير المعجزة فى حد ذاته إعجاز ومعجزة وإلا ما كانت المعجزة معجزة فكيف يتسنى للقوانين النمطية تفسير معجزة إلهية خرقت واخترقت كل الأبعاد والأنماط القياسية واستمدت معالمها وملامحها من مشيئة وقدرة إلهية كينونية تنطلق من ثنايا الكاف والنون وتقول للشىء كن فيكون (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر).. (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون).. قدرة إلهية قالت للنار كونى برداً وسلاماً على إبراهيم فكانت. فأين ذهبت قوانين الإحراق والاحتراق والاستحراق؟! وقالت لمياه اليم انفلقى لموسى فانفلقت فأين ذهبت قوانين السيولة والاستواء والاستطراق؟! وقالت للقمر انشق فانشق نصفين فأين ذهبت قوانين الاندماج والالتصاق والاتساق؟!.. وقالت لأشلاء الطير كونى طيراً فكانت وطارت!.. وقالت لأسراب الطير الأبابيل حومى حول جيش أبرهه اللعين فحامت!.. وقالت لعصا موسى كونى حية فكانت وصالت!.. وقالت لناقة صالح انطلقى من الحجر فانطلقت وجالت!.. وقالت للحديد لن فلداوود لان!.. وقالت للنحاس سل فسال لسليمان!.. وقالت لعرش بلقيس المشيد باليمن كن بالشام حيث سليمان فكان!.. وقالت لحوت يونس كن له مقراً ومستقراً فكان!.. فيا سيدى هذه موسوعة من المعجزات الإلهية تعطلت وتحجمت وتلجمت أمامها القوانين النمطية الحياتية. ولا نملك حيالها حولاً ولا قولاً إلا أن نقول سبحان الله (سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) صدق الله العظيم. عميد مهندس متقاعد/ محمد محمود سلامة - الإسكندرية