سيرة ومسيرة نبوية ملائكية نورانية سبحت فى فلك من أفلاك المشيئة والقدرة الإلهية.. تسرية وتروية وتزكية وترضية وتجلية لسيد البرية من رب البرية.. هبطت على أهل مكة بأخبارها وأسرارها فزادت المؤمنين تثبيتاً وتصديقاً وإيماناً مع إيمانهم وعلى رأسهم أبوبكر الصديق.. ولم تزد الكافرين والمشركين إلا غلا وحقداً ونكراناً وكفراناً على كفرهم وعلى رأسهم كبيرهم أبوجهل الزنديق.. سيرة ومسيرة نسجت خيوطها معجزة إلهية عز على الباحثين والمحللين والمفسرين خوض غمارها بحثاً وتحليلاً وتفسيراً وكيف يتسنى لهم هذا وذاك؟! وتفسير المعجزة فى حد ذاته إعجاز ومعجزة وإلا ما كانت المعجزة معجزة.. فكيف يتسنى للقوانين النمطية تفسير معجزة إلهية اخترقت كل الأبعاد والأنماط القياسية النمطية واستمدت معالمها وملامحها من مشيئة وقدرة إلهية كينونية تنطلق من ثنايا الكاف والنون وتقول للشىء كن فيكون (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)، (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون).. وقالت لمياه اليم انفلقى لموسى فانفلقت.. فأين ذهبت قوانين السيولة والاستواء والاستطراق؟!.. وقالت للقمر انشق فانشق.. فأين ذهبت قوانين الاندماج والالتصاق والاتساق؟!.. وقالت لأشلاء الطير كونى طيراً فكانت وطارت.. وقالت لعصا موسى كونى حية فكانت وصالت.. وقالت لعرش بلقيس فى اليمن كن بالشام حيث سليمان فكان.. فيا سيدى هذه موسوعة من المعجزات الإلهية تعطلت وتلجمت أمامها القوانين النمطية ولا نملك حيالها حولاً وقولاً إلا سبحان الله ف(سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير). عميد مهندس متقاعد/ محمد محمود سلامة المندرة البحرية