استنادا إلى شهادات 150 من المسنين و150 من المسنات من المعلمين والمعلمات المحالين إلى المعاش قانونا من مراكز مختلفة بمحافظة الغربية، حاول الباحث الدكتور نبيل محمد الفحل تقديم تشخيص واضح لمظاهر مرض الاكتئاب لدى المسنين وتوصل من خلال دراسته إلى أن هناك ارتباطًا بين الصفات الشخصية للمُسنين والمسنات ودرجة الاكتئاب، والاكتئاب نوعان إما مرضى أو اضطراب مزاجى، ويتم تعريفه بأكثر من معنى لكن اشملها الشعور بالحزن والسلبية، وخروج الصوت ببطء وصعوبة بعد الإحساس باليأس الشديد والفتور وعدم القدرة على اتخاذ القرار والشعور بالذنب ناتجة عن حسابات شخصية قديمة والتفكير فى الانتحار. ويُعد انسحاب الفرد من الحياة العملية وتحول تركيزه من المجتمع الى الذات أحد أهم اسباب الاكتئاب، إذ يشعر البعض بفقدان السعادة وعدم الرضا عن الحياة، يتبعه شعور بعدم التوازن، والخوف مما يكتنف هذه المرحلة الغامضة، إذ يواجه شبحا لا يعرف عنه شيئا، بالإضافة إلى ضغوط المجتمع التى تجعلهم ينسحبون اجتماعيا وتنمى لديهم الشعور بفقدان القيمة الذاتية وفقدان الأمل، وهو ما يزيد من خطر الانتحار بعد سن الستين، فضلا عن قلة الخدمات التى تقدم للمُحالين الى التقاعد وضعف المعاشات التى يتقاضونها رغم التزايد المستمر للأسعار، وفقد الميزات الحضارية التى تطبق فى دول العالم كدخول المسارح مجانا أو ركوب المواصلات أو زيارة المتاحف، بسبب سوء التخطيط من جانب المسؤولين فى النقابات والشؤون الاجتماعية. وبالرغم من أن الإحساس الذاتى بالتقدم فى العمر لا يحدد بالسن وإنما بعوامل بيولوجية واجتماعية ونفسية، فإن الدراسة أكدت أن الاكتئاب يرتفع لدى الاكبر سنا لأن المسنين يفكرون فى الموت وأنه قادم قريبًا فيتسرب إليهم اليأس واللامبالاة، ويوضح أن المسنات أكثر معاناة من الاكتئاب، كما أن الرجل المرح لا يتسرب إليه الملل أو اليأس والحزن والاكتئاب بسهولة بل يقاوم الاضطرابات، والغريب هو اكتشاف الباحث وجود ارتباط سلبى بين درجة الاكتئاب ودرجة الصدق، فكلما زادت درجة الكذب لدى عينة المسنين من الجنسين قلت درجة الاكتئاب لديهم. المؤلف: د. نبيل محمد الفحل الطبعة الثانية عدد الصفحات: 192 الناشر: دار العلوم
