كتبت الأسبوع الماضى عن الجرحى من ضحايا حريق مسرح بنى سويف، وحاجتهم إلى العلاج، وكان مقالى تأييداً لدعوة الكاتبة الكبيرة صافى ناز كاظم فى «المصور»، لعلاجهم بواسطة الدولة ممثلة فى، وزارة الثقافة، أو بواسطة رجل أو امرأة من «المحسنين»، وذكرت أن هذه الدعوة إلى المحسنين تأتى يأساً من وزارة الثقافة ومن الدولة، وطالبت وزير الثقافة، الفنان فاروق حسنى بالتدخل لعلاج الجرحى بعد أربع سنوات من الحريق، وأن يكون العلاج من أحسن مستشفيات العالم المتخصصة، بعد أن ثبت أن علاجهم فى مصر لم يؤد إلى النتائج المرجوة. إنهم مواطنون لهم الحق فى العلاج، خاصة أنهم ضحايا حريق وقع فى مقر حكومى، وهو قصر الثقافة فى بنى سويف، ولكن دعوتى، ودعوة صافى ناز كاظم، لم يكن لهما أى صدى لدى «المسؤولين» عن الفنانين أو عن المواطنين، وقد وصلتنى الرسالة التالية من ضحية أخرى من ضحايا المحرقة غير الأربع الذين ذكرنا أسماءهم والوصف التفصيلى لحالة كل منهم، وفيما يلى النص الكامل لهذه الرسالة. «أنا حمدى طلبة، مخرج فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، احترقت مع الذين احترقوا فى قصر ثقافة بنى سويف، وعولجت فى مستشفى الحلمية العسكرى، ولكنى خرجت من المستشفى بتآكل فى عظام الفخذ، ومع مرور الوقت تآكل مفصل الفخذ بالكامل، وأسير الآن على عكازين، وقد قرر أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، علاجى على نفقة النقابة فى مستشفى التأهيل بالعجوزة، وقضيت فيه شهرين كاملين، حيث أقر الأطباء بضرورة إجراء عملية لتغيير مفصل الفخذ بالكامل وترقيع عظام الحوض الذى بدأ يتآكل بدوره، وبذل أشرف زكى كل جهوده لاستصدار قرار بعلاجى على نفقة الدولة، ولكن من دون جدوى، وحالتى فى تدهور مستمر». لا أدرى إذا لم يكن فى استطاعة نقيب المهن التمثيلية استصدار قرار لعلاج أحد أعضاء النقابة على نفقة الدولة فمن الذى يستطيع؟، ولا أدرى لماذا تصمت وزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة ووزارة الصحة؟، بل لا أدرى لماذا لم يتطوع أحد المحسنين لعلاج ولو ضحية واحدة من ضحايا حريق بنى سويف؟، ولكننى وقبل أن نطالب السفارة الأمريكية أو اليابانية أو إحدى سفارات دول أوروبا بعلاج هؤلاء الضحايا نتوجه بالنداء إلى الرئيس مبارك، ونثق ثقة تامة أنه لا يرضى عن هذا الصمت من الجهات الحكومية المسؤولة، ولا يرضى أن ينام مصرى وهو يتألم من المرض دون علاج، أو لا يستطيع النوم من شدة الألم لعدم قدرته على دفع تكاليف العلاج. [email protected]
