تربينا على احترام الكبير والعطف على السرير، لذلك أنا أحترم «الدستور» وأقف له فى الأتوبيس، وأحياناً أقطع له تذكرة وأشيل بدلاً منه المادة (77) لحد ما نوصل، وساعات ينساها معايا، لكنى ضعيف فى الجغرافيا لذلك لا أعرف يعنى إيه «فسقية»، والذى أعرفه فقط أنها قريبة المحافظ، وهو رجل مسؤول يكافح البطالة عادة «بتشغيل» النافورة.. فهو يتبع حكومة ترفع الحصانة لمخالفة مرور ولا ترفعها لحكم إعدام، وتحارب «خنازير الأنفلونزا» بالقانون و«فئران الطاعون» بالكمنجة، وتستولى على 365 مليار جنيه بعدد أيام السنة فى ساعة واحدة، وهى فلوس المعاشات وترفع عليهم عَلَم مصر وتوزع 365 ألف فدان مجاناً وترفع من عليهم الضرائب.. وكل يوم سبت أسأل نفسى من الذى يعلق «الجرس» فى رقبة «القط»، فقد اختلطت أوراق النقد بأقلام النقد، فضاعت الحقيقة. والحقيقة أن عَظَمة آدم أنه كان وحده ومع ذلك لم يستول على الكرة الأرضية بوضع اليد ولم يكن له حما أو حماة أو أصهار ليوزعها عليهم، لذلك أقر وأعترف بأن معظم هؤلاء المسؤولين وهب عمره بالكامل لمصر ما عدا ربع ساعة كل يوم كان يستأذن فيها ليدخل الحمام ثم يعود بعد الفاصل لممارسة سلطاته. والسلطات ثلاث مثل أرجل «وابور الجاز»، ثم أضافوا إليها الصحافة كسلطة رابعة، لنتحول من «وابور جاز» إلى «ترابيزة» يضع عليها الحاكم قهوة الصباح.. وعينى بترف يا حبة عينى، فمنذ خروج «الملك» حتى دخول «الموبايل» حدثت ثورة فى التعليم، وبعد أن كنا نجد الأخطاء فى ورقة الإجابة أصبحت الأخطاء فى ورقة الأسئلة، وأصبحنا نمتحن المدرسين بينما الطلبة يراقبون الموقف والناظر يضرب الجرس والفراش يضع جدول الحصص.. وقريباً سوف يتعامل مكتب التنسيق مع نصف الدرجات فقط ونبحث عن شريك أجنبى للنصف الآخر.. السلطات ليست أربعاً مثل الترابيزة ولا ثلاثاً مثل وابور الجاز بل واحدة مثل إيد المقشة، لذلك أجلس الآن على شاطئ الأنفوشى مع الدستور: أنا بالمايوه وهو بالمادة (77)، وكلانا فى إجازة: أنا فى إجازة «صيف» وهو فى إجازة «وضع». [email protected]